البحرين تُكذِّب "الجزيرة" وتدعو لمواجهة خطاب التحريض
كشفت وزارة الداخلية البحرينية أكاذيب قناة "الجزيرة" القطرية، فيما شدد وزير خارجية المنامة على أهمية مواجهة خطاب التحريض.
جاء هذا في الوقت التي كثفت فيه قناة "الجزيرة" من بث تقارير مليئة بالأكاذيب تستهدف الإساءة للدول الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، قبيل اجتماع وزاري خليجي للتحضير للقمة المرتقبة في الرياض 5 يناير/كانون الثاني المقبل.
وفي محاولة واضحة لسعي "الجزيرة" لتخريب جهود تعزيز الحوار الخليجي، استغلت زيارة قامت بها بريتي باتل وزيرة الداخلية البريطانية إلى مديرية شرطة محافظة المحرق البحرينية لبث تقارير مسيئة للمملكة.
ورغم أن الزيارة تمت منذ 3 أسابيع، أعادت "الجزيرة" الأحد، بث تقارير تحريضية ضد المنامة، تتحدث عن انتهاكات مزعومة داخل مديرية الشرطة.
وأكدت الداخلية البحرينية في بيان لها، الأحد، أن ما نشرته "الجزيرة" لا أساس له من الصحة.
وأعربت "عن استغرابها من هذه الحملة الإعلامية المضللة، التي زادت حدة في الآونة الأخيرة، وتستهدف المساس بالسمعة الحقوقية لمملكة البحرين وإنجازاتها، والإساءة للعلاقات المتميزة مع المملكة المتحدة، متسائلة عن الأسباب الحقيقية من وراء ذلك".
وكشفت وزارة الداخلية البحرينية، أن زيارة بريتي باتل إلى مديرية شرطة المحرق يوم 6 ديسمبر/كانون الأول الجاري تم خلالها إطلاع وزيرة الداخلية البريطانية على أنجح المبادرات والبرامج والخدمات الأمنية المتميزة في مجال العمل الشرطي، ومنها تلك التي تؤديها مديرية شرطة المحرق، من خلال مكتب حماية الأسرة.
ونوه البيان بأن العلاقات الثنائية التي تجمع مملكة البحرين والمملكة المتحدة، علاقات تاريخية تمتد لما يزيد عن 200 عام وقائمة على الوضوح والشفافية، مشيرين إلى أن الاستقرار الإقليمي يتطلب مواصلة التعاون عن كثب في الأمن المشترك ومكافحة الإرهاب والعمل بشكل وثيق مع هيئة إنفاذ القانون في المملكة المتحدة في السعي المشترك لتحقيق أمن وسلامة وازدهار الشعبين.
ويشن إعلام قطر حملة منظمة مليئة بالافتراءات والإساءات تقودها قناة "الجزيرة" ضد الدول الأربعة المقاطعة لقطر، وزادت حدتها منذ إعلان الكويت 4 ديسمبر/كانون الأول الجاري عن مباحثات "مثمرة" لتعزيز الحوار الخليجي.
مواجهة خطاب التحريض
وخلال الاجتماع، الذي عقد الأحد، عبر الاتصال المرئي حدد الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية البحريني 5 أهداف لدول الخليج يتصدرها مواجهة خطاب التحريض.
وقال الزياني إننا نتطلع إلى القمة الخليجية التي سوف تستضيفها المملكة العربية السعودية برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وبحضور قادة دول المجلس، آملين أن تكون قمة موفقة ناجحة.
وأعرب عن "الثقة التامة في القيادة السعودية الحكيمة وتوجهاتها الكريمة، ودورها الرئيسي المهم في الحفاظ على تماسك مجلس التعاون ورأب الصدع الخليجي، وبدء مرحلة جديدة لتعزيز الحوار الخليجي تحقيقًا لأهدافنا في المستقبل".
وفي هذا الصدد حدد الدكتور الزياني 5 أهداف هي "المحافظة على أمننا واستقرارنا، ومواصلة جهودنا في مكافحة الارهاب وتمويله، ومواجهة خطاب التحريض على الكراهية والعنف، والوقوف في وجه التدخل في الشؤون الداخلية لدولنا، ومحاربة كافة أشكال الدعم للكيانات الخارجة على القانون، وأن نعزز تعاوننا المشترك تحقيقا لتطلعات شعوبنا".
وأكد وزير الخارجية البحريني "على ضرورة إنهاء الصراعات والنزاعات الإقليمية بالطرق السلمية ووفقًا للمواثيق الدولية ومبادئ حسن الجوار، والعمل على إحلال السلام والاستقرار والازدهار لصالح كافة دول وشعوب المنطقة".
ثاني صفعة بحرينية
وكانت قطر – وفي إطار مساعيها المتواصلة لتخريب جهود تعزيز الحوار الخليجي- قد أعلنت الخميس الماضي، أنها أبلغت مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة عن خروقات جوية مزعومة لطائرات مقاتلة بحرينية لأجوائها في تصعيد غير مسؤول من الدوحة.
وردت البحرين على المزاعم القطرية واصفة إياها بأنه "أمر مؤسف وعار من الصحة ولا يمت للحقيقة بصلة".
وفي رسالة وجهها المندوب الدائم لمملكة البحرين لدى الأمم المتحدة، السفير جمال فارس الرويعي، إلى كل من رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر، السفير جيري ماثيوز ماتجيلا، المندوب الدائم لجنوب أفريقيا، وإلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أوضح أن "ادعاءات قطر الباطلة هي، وللأسف، جزء من التحريف المستمر والمتصاعد الذي تمارسه بهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وبالتالي تفاقم التوترات الإقليمية".
وبين أن هذه "التصرفات تكشف عدم المصداقية والتناقض وتتنافى مع مبادئ حسن الجوار التي نصت عليها المواثيق الدولية والتي تدّعي دولة قطر الالتزام بها."
وناشدت البحرين، الأمم المتحدة ، باتخاذ اللازم لتشجيع وقف هذه الممارسات القطرية العدائية وحث دولة قطر على احترام ميثاق الأمم المتحدة والتعامل بحسن نية مع الأعراف وقواعد القانون الدولي.
وشددت المملكة على أنه على الرغم من الادعاءات والاتهامات المغلوطة التي تطلقها دولة قطر جزافاً لصرف أنظار المجتمع الدولي عن سلوكها المؤسف، فإن البحرين ملتزمة بميثاق الأمم المتحدة، وستواصل السعي جاهدةً لإيجاد حلول سلمية وفقاً للمواثيق والأعراف الدولية ومبادئ حسن الجوار.
استفزازات متواصلة
تصعيد قطري مباشر إلى مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة في الوقت الذي ردت فيه البحرين على استفزازات الدوحة ضد صياديها عبر التوجه للأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي لمعالجة تلك السلوكيات.وكانت قطر قد استبقت تلك الخطوة بالتحرش بزورقين بحرينيين وتوقيفهما يوم 25 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ثم إيقاف طراد بحريني في منطقة "فشت الديبل" على متنه 3 بحارة وإحالتهم للمحاكمة في الدوحة قبل أيام.
وفي إطار تمسكها بالحكمة كمنهج لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، واجهت المنامة استفزازات قطر بحكمة وهدوء، وبدأت تحركات برلمانية لوقف تلك الانتهاكات.
وعلى الرغم من أن قطر ما زالت تحتجز حتى اليوم 47 قارب صيد بحرينيا، دعا مجلس الوزراء البحريني في جلسته يوم 21 ديسمبر/كانون الأول الجاري إلى الحوار مع قطر، في خطوة تعكس حسن نوايا المنامة.
الخطوة القطرية الاستفزازية الأخيرة جاءت بعد ساعات من تصريحات إيجابية منفصلة لكل من الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، ووزير الخارجية البحريني، عبداللطيف الزياني، أكدا فيها التطلع "إلى قمة ناجحة في الرياض نبدأ معها مرحلة تعزيز الحوار الخليجي".
ولا يمكن تبرير خطوة قطر بالتصعيد إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلا بأنها تأتي في إطار مسار محدد تسير فيه الدوحة لتخريب أجواء تعزيز الحوار الخليجي، قبيل القمة المرتقبة في الرياض 5 يناير/كانون الثاني المقبل.
واستبقت الإساءات الأخيرة للجزيرة اجتماع لوزراء خارجية دول الخليج للتحضير للقمة المزمع عقدها خلال أيام.
ويعد تكذيب الداخلية البحرينية لقناة "الجزيرة" هو ثاني صفعة بحرينية لقطر خلال 24 ساعة، بعد أن وجهت المنامة رسالة إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، السبت، تكذب فيها الادعاءات القطرية بشأن قيام 4 طائرات مقاتلة بحرينية باختراق الأجواء القطرية يوم الأربعاء 9 ديسمبر/كانون الأول الجاري.