الواقعية كلمة السر في فوز البحرين بكأس الخليج
الواقعية كلمة السر في فوز منتخب البحرين ببطولة كأس الخليج العربي في نسختها الرابعة والعشرين.. طالع التفاصيل.
بعد فوزه بلقب كأس الخليج العربي للمرة الأولى في تاريخه، لن ينسى المنتخب البحريني أن مباراة الكويت في ختام دوري المجموعات هي نقطة التحول الرئيسية في مسيرته بالبطولة، فقبلها كان معرضا للخروج من دوري المجموعات، وكان يملك نقطة واحدة في رصيده، ولكن بعدها نجح في إقصاء الكويت من البطولة مضيفا لنفسه 3 نقاط رفعت رصيده إلى 4 ووضعته في المركز الثاني وأهلته لنصف النهائي.
وكانت هذه المباراة حافلة بالأهداف انتهت لصالح الأحمر البحريني بأربعة أهداف مقابل هدفين للكويت الذي كانت كل الترشيحات تصب في صالحه.
ولن ينسى محمد سعد الرميحي صاحب هدف الفوز في المباراة النهائية على المنتخب السعودي أن الفوز على الكويت كان المحطة الرئيسية في مشوار التتويج باللقب الذي طال انتظاره منذ عام 1970، ولن تنسى جماهير البحرين أهداف علي مدن وجاسم الشيخ وتياجو في تلك المباراة التي غيرت معادلات المجموعة الثانية، ودفعت بالأحمر البحريني لنصف النهائي قبل خطوة واحدة من اللقب.
وفي نصف النهائي، كان النجم الحقيقي في اللقاء مع منتخب العراق القوي هو المدرب البرتغالي هيليو سوزا، المدير الفني للبحرين، وكان البطل الحقيقي على ضوء نجاحه في الحد من خطورة مفاتيح لعب المنتخب العراقي بالصمود والتركيز والانتشار الجيد، وكان التصور الذي وضعه للقاء هو مفتاح الوصول إلى ركلات الترجيح التي كافأت الأحمر البحريني وأوصلته للمباراة النهائية، ويحسب للمدرب أنه لم يلعب مدافعا على ضوء فارق الإمكانيات بين الطرفين، ولكنه كان ندا حقيقيا بل ومبادرا بالهجوم في الكثير من الأحيان، ولم يستسلم في أي لحظة من اللحظات حتى بعد استقبال الهدف العراقي الثاني، حيث تقدم للهجوم بجرأة ونجح في إدراك التعادل.
الفوز البحريني بالكأس الخليجية قدم الكثير من الدروس لكل منتخبات الخليج، وأول تلك الدروس أن الترشيحات يجب أن تتنحى جانبا عندما ينزل اللاعبون أرض الملعب، وأن التوقعات والقراءات والاستشرافات في كرة القدم لا تساوي شيئا، لأنها وضعت المنتخب البحريني في المركز السابع قبل أن تبدأ البطولة، ووضعته في المركز قبل الأخير قبل المنتخب اليمني مباشرة.
وأكد الفوز البحريني باللقب أن الكرة لا تعترف بقواعد المنطق، وأولها أن المقدمات تؤدي إلى النتائج، لأن المنتخب البحريني جاء من بعيد وكان من أوائل المرشحين لمغادرة البطولة من دور المجموعات على ضوء نتائجه مع السعودية وعمان في المواجهتين الأولى والثانية، حيث كانت كل الترشيحات تضعه في المركز الأخير في تلك المجموعة بعد السعودية وعمان والكويت، ولكن بالأمل والعزيمة والواقعية نجح المنتخب البحريني الشقيق في العودة من بعيد واحتلال المركز الثاني بمجموعته القوية.
ومن الدروس المستفادة أيضا من الفوز البحريني درس الصبر والتحمل، وقد تجسد ذلك في المباراة النهائية امام المنتخب السعودي المرشح بقوة للفوز باللقب، حيث التقى الطرفان في دور المجموعات وتفوق الأخضر بهدفين، وبرغم الفوارق الفنية التي تصب في صالح المنتخب السعودي، إلا أن الانضباط والصبر والتحمل وتوزيع الجهد على ال 90 دقيقة قادوه إلى منصات التتويج، وكانت ليلة لا تنسى لأهل البحرين لأنها منحتهم المكافأة التي انتظروها منذ ما يقرب من 50 عاما.
aXA6IDE4LjIyNC4zMC4xMTMg جزيرة ام اند امز