فخ برشلونة.. كيف تتلاعب إدارة لابورتا بأحلام اللاعبين؟
يبقى اللعب لفريق برشلونة الإسباني حلماً لكثير من لاعبي العالم، لكن في الفترة الأخيرة بات هذا الحلم فخا بسبب سياسة الإدارة.
ولا يخفى على أحد الأزمات المالية التي عانى منها برشلونة على مدار الفترات الماضية في عهد جوسيب ماريا بارتوميو ومن سبقه، ثم محاولات الإدارة الحالية برئاسة خوان لابورتا، لإيجاد كافة السبل الممكنة لحلها بوسائل وطرقة متعددة.
ولقد وصف لابورتا في وقت سابق أزمات برشلونة المالية، بأنها أكبر مما يمكن تصورها، عندما عاد لمنصب الرئيس في مارس/ أذار 2021.
إلا أن أزمات برشلونة ظلت دوماً الذريعة المثالية للعديد من السياسات الملتوية التي تنتهجها بشكل متواصل إدارة خوان لابورتا في التعامل مع اللاعبين.
ولا يهم هنا هل هذا اللاعب هو ليونيل ميسي الأفضل في تاريخ النادي تهديفياً وعلى مستوى صناعة الأهداف والإنجازات، أو فيران توريس اللاعب الصاعد أو أنسو فاتي الواعد الذي قام الإعلام الكتالوني بالترويج له ليكون خليفة للبرغوث بملعب كامب نو.
سياسة ملتوية
ينتهج برشلونة نفس السياسة مع الجميع، بداية من فكرة ضم لاعبين بأسعار بخسة وعقود طويلة ثم بيعهم بعد عام لتحقيق استفادة مالية، ويحدث هذا في صيف 2023 بشكل واضح مع أكثر من اسم ولاعب لا يريدون الرحيل.
وكشفت صحيفة "سبورت" الكتالونية في وقت سابق هذا الأسبوع أن إدارة النادي برئاسة خوان لابورتا قررت بالاتفاق مع المدرب تشافي هيرنانديز، التخلص من ثلاثة لاعبين، هم فاتي وفيران توريس وفرانك كيسي خلال شهر يونيو/ حزيران الجاري.
والهدف من هذا كما هو معلوم، تحقيق استفادة مالية تساعد النادي في أزمته، لكن الوسيلة التي لمحت لها الصحيفة في الضغط عليهم هي تهديد المدرب السابق للسد القطري لهم بتقليص عدد دقائق مشاركاتهم لو رفضوا القرار.
ويبدو أن برشلونة قد أحب هذا الأسلوب الذي أثبت فشله في العام الماضي مع الهولندي فرينكي دي يونغ، الذي أصر على رفض تخفيض راتبه وقرر الاستمرار في كامب نو والعيش مع صديقته في المدينة التي أحبها واللعب لناد يصنف أنه من الأفضل في العالم ولديه شعبية لا يضاهيه فيها إلا الغريم الأزلي ريال مدريد.
ويشعر فيران توريس بدهشة وحزن شديدين بسبب سياسة برشلونة إذ تسائل: "كيف راهن عليّ تشافي في الصيف الماضي ثم يعرضني الآن للبيع؟".
وما زاد من دهشة فيران توريس أنه يقدم أداءات جيدة في سن صغيرة، ومن ثم يمكن للفريق الاستفادة منه.
ويبدو أن اللاعبون قد تحولوا لضحايا لسياسة البارسا لجني المال، وهو حق غير منكور أو مدان لإدارة برشلونة، لكن الطريقة التي يتعامل بها النادي مع لاعبيه تبدو مريبة وبها من الخداع الكثير، لأن النوايا تبدو غير واضحة في البداية.
ضم برشلونة لاعباً مثل البرازيلي رافينيا بثمن كبير، لكن يبدو أنه كان يخطط للتخلص منه وهو يتعاقد معه أو يتربح منه بعد عام واحد.
أكذوبة عودة ميسي
سياسة برشلونة الملتوية في التعامل مع النجوم لم يسلم منها ليونيل ميسي، حيث تحدثت الإدارة طويلاً عن العمل على ضم اللاعب، ثم هاجمته حين كشف كذبها وأنهم لم يقدموا له عرضاً صريحاً.
وتحدث النادي الكتالوني في بيان مخيب عن سعي ميسي للعب بدون ضغط كالذي يلاقيه برشلونة في الليغا ودوري أبطال أوروبا.
ويبدو أن تشافي هيرنانديز تحول إلى سلاح قوي للغاية في عمل البارسا وكأنه يمتلك الحمض النووي لإدارة لابورتا، فكانت الجملة الأشهر من المدرب على مدار الأيام التي سبقت إعلان انتقال ميسي لإنتر ميامي الأمريكي هو: "ميسي هو صاحب اليد العليا وهو من سيختار".
ولقد أعرب ميسي عن حزنه وسخطه من هذا التصور الذي حاول برشلونة نقله لوسائل الإعلام، وقرر اللاعب الذي سيكمل في 24 الجاري عامه السادس والثلاثين، الإفلات من فخ مفاوضات برشلونة التي وقع فيه قبل عامين ثم هاجموه عند الرحيل بالحديث عن رفضه اللعب بشكل مجاني.
ويقول برشلونة إنه علم قبل يومين من إعلان ميسي انتقاله لإنتر ميامي بقرار اللاعب، رغم أن كل التصريحات خلال يومي الثلاثاء والأربعاء قبل الإعلان، لم تلمح لا من قريب أو بعيد لعلمهم بشيء.
ويراهن برشلونة في سياسة استقطاب النجوم على أمور تتعلق بالشعبية والتاريخ وحتى الأجواء في المدينة الكتالونية الجميلة، وهي أمور تبدو للمنغمس فيها مغرية، ولكن على أرض الواقع ولمن ينظر للصورة كاملة ويعرف تلك التفاصيل، فإن الخدعة تبدو جلية.