من بيروت.. اليمن يطالب لبنان بتحرك فعلي ضد "فضائيات الإساءة"
قبل 5 أشهر أعلن لبنان إجراءات لاحتواء الغضب العربي، لكن اليمن ورغم إشادته بها لا يزال يراها مجرد حبر على ورق تجاه "فضائيات الإساءة" له.
وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك طالب بموقف لبناني "فعلي" يوقف بث فضائيات الحوثيين التي تستضيفها الضاحية الجنوبية لبيروت في إشارة إلى معقل مليشيات حزب الله الداعم الدائم للانقلابيين.
وبحسب ما نقلته صحيفة "الشرق الأوسط" عن بن مبارك، فقد قال إن "لبنان أعلن أنه اعتمد سياسة النأي بالنفس، لكننا لا نرى هذا الأمر بل نرى أن هناك تدخلاً مباشراً، ليس فقط بالأقوال والخطابات - وهي كثيرة - لكن بالفعل من خلال إرسال مقاتلين والتدريب ونقل التكنولوجيا ومن خلال تواجد قنوات الحوثيين بالضاحية الجنوبية".
واعتبر أن العوامل التي ذكرها تمثل "إساءة للرابط التاريخي الذي يربط اليمن بلبنان وهي روابط قديمة منذ عهد الفينيقيين والحميريين، والتي ظلت على الدوام في نمو وتطور راسخ على مر العصور مهما حاول فصيل التأثير عليها خدمة لأجندة إقليمية تبحر عكس تيار العلاقات والتاريخ المشترك".
ونبه وزير الخارجية اليمني إلى أن "الفصيل المسيء لم يكتف بالأقوال وترديد الشعارات، لكنه تمادى إلى الأفعال، في محاولة بائسة لتحويل لبنان منطلقاً للتدخل السافر في الشؤون الداخلية لأقطار عربية شقيقة".
ومضى في حديثه: "نحن لا نقبل من لبنان إلا أن يكون في محيطه العربي ولا نقبل إلا أن يكون مع قضايا أمته، لذلك أنا في بيروت اليوم ونحن مع أي خطوة تعيد لبنان إلى محيطه العربي".
وشارك أحمد عوض بن مبارك في الاجتماع التشاوري الوزاري العربي الذي عقد في العاصمة اللبنانية بيروت، السبت.
وقال: "لا نفهم أن تكون هناك قنوات تحض على الكراهية وتجند الشباب للقتال وتضر بالعلاقات العربية وليس اليمن فقط، بل تضر بلبنان أولاً وبعلاقته بمحيطه العربي".
وتابع: "يكفي أن تجلس ساعة أمام هذه القنوات لترى خطابات الكراهية ضد الآخر، والآخر هنا هو الشقيق اليمني أو الدين الآخر. هو خطاب مليء بالكراهية. هناك خطاب يغسل عقول الأطفال اليمنيين، وهناك 60 ألف شاب وطفل أعلن الحوثيون تجنيدهم بالمعسكرات الصيفية السنة الماضية".
وحذر من هذه "القنوات هي إحدى أدوات هذه الحرب. لذلك ننظر باهتمام لهذه المسألة ونعتقد أن يكون للأشقاء بلبنان رسمياً وشعبياً موقف رافض لهذا النوع من التحريض ينطلق من بيروت التي كانت دائماً مظلة جامعة لكل العرب، وكان عندما تضيق السبل بأي عربي كان يجد لبنان موطنه الأول وليس الثاني لذلك لا نقبل من هذا البلد العربي إلا أن يكون كما كان وكما سيبقى".
المساعدات السعودية الإماراتية
وفي موضوع آخر، أكد وزير الخارجية اليمني أن التحدي الرئيسي في بلاده هو ملف إدارة الحرب والسلام، معتبرا أن هناك تحديات أخرى ذات طابع اقتصادي وأمني.
وأوضح أن حزمة المساعدات التي أعلنت عنها السعودية ودول خليجية أخرى مباشرة بعد قرار تشكيل المجلس ستشكل دفعة كبيرة جداً لمجلس القيادة والوضع الداخلي باليمن وستساعد المجلس على النهوض والقيام بواجباته كما يجب.
وشدد على أنه دون معالجة الملف الاقتصادي ودون تخفيف المعاناة في اليمن وفتح آفاق للتنمية سيكون من الصعب لمجلس القيادة أن يتعاطى مع بقية الملفات.
وأضاف: "السعودية وبقية الأشقاء بالتحالف العربي في اليمن، وتحديدا دولة الإمارات العربية المتحدة كان لهم دور كبير ومحوري جداً بدعم بلادنا في الملفات الإنسانية والتنموية بالإضافة إلى سندهم الرئيسي والدماء التي امتزجت مع دماء اليمنيين للدفاع عن المشروع العربي عبر الدفاع عن اليمن".
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الأعمال الإرهابية للميليشيات الحوثية الهادفة إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة تمثل انتهاكاً جسيماً لكافة القوانين الدولية، وتهديداً حقيقياً لممرات الملاحة الدولية وإمدادات الطاقة، وتقويضاً للأمن القومي العربي والاستقرار العالمي.
aXA6IDMuMTQwLjE5Ni41IA== جزيرة ام اند امز