انتخابات بيلاروسيا.. لوكاشينكو عينه على الغرب والمعارضة تشتكي
الناخبون في بيلاروس يدلون بأصواتهم لاختيار أعضاء البرلمان في اقتراع يتحدث مراقبو المعارضة عن حدوث مخالفات كبيرة فيه
يواصل الناخبون في بيلاروسيا الإدلاء بأصواتهم، الأحد، لاختيار أعضاء برلمانهم في اقتراع يتحدث مراقبو المعارضة عن حدوث مخالفات كبيرة فيه.
ويختار الناخبون في بيلاروسيا أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 110 نواب، وهو البرلمان الذي تصفه المعارضة بـ"الصوري".
ولم يكن أمام منتقدي الرئيس البيلاروسي إلكسندر لوكاشينكو سوى خيارات قليلة عند صناديق الاقتراع، بعد منع قادة المعارضة الرئيسيين ونائبي المعارضة الوحيدين في البرلمان الحالي من الترشح.
وأفادت حملة مراقبة الانتخابات التي نظمتها أحزاب المعارضة عن حدوث 524 انتهاكاً بعد ظهر الأحد، معظمها تضخيم أعداد الناخبين في مراكز الاقتراع، مقارنة بالأعداد التي أحصاها المراقبون.
واشتكى نشطاء حقوق الإنسان الذين يراقبون عملية التصويت من طرد المراقبين ومنعهم من التقاط صور وحجب الرؤية عنهم.
وصرح نائب رئيس حزب المعارضة في الجبهة الوطنية البيلاروسية ألاكسي يانوكيفيتش لوكالة "فرانس برس" بأنه يعتقد أن السلطات اختارت "سيناريو التزوير المألوف".
وفقا للسلطات، صوت أكثر من 35% من الناخبين البالغ عددهم 6,8 ملايين ناخب قبل يوم الاقتراع من خلال التصويت الغيابي.
وبعد الإدلاء بصوته، قال لوكاشينكو للصحفيين: "بالطبع أنا مهتم بنظرة الغرب إلى الانتخابات"، لكنه أضاف "أنا لست معتادًا على القلق بشأن هذا".
وبعدما أكد أنه سيترشح للانتخابات الرئاسية التي ستجرى صيف 2020، قال لوكاشينكو: "إذا لم يعجب المجتمع كيف ينظم الرئيس التصويت، فيمكنهم اختيار رئيس جديد العام المقبل، لن أتشبث بالسلطة".
ويأتي هذا الخطاب بلهجة التحدي على الرغم من محاولات لوكاشينكو المتجددة للتواصل مع الدول الغربية التي تنتقد سجله في حقوق الإنسان والديمقراطية.
وقام لوكاشينكو بزيارة نادرة إلى أوروبا الغربية هذا الشهر، قابل خلالها القادة النمساويين في فيينا.
وقال إنه يريد أن يكون الاتحاد الأوروبي شريكًا سياسيًا وتجاريًا مهمًا لبلاده.
كما استضاف جون بولتون مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض آنذاك لإجراء محادثات نادرة في مينسك في أغسطس/آب، وقال إن هناك فصلاً جديداً يُفتتح في العلاقات مع واشنطن.
ويتطلع لوكاشينكو إلى الغرب لاتخاذ مزيد من الخطوات بعد رفع بعض العقوبات المفروضة على بلاده على إثر قمع احتجاجات 2011 في بلاده.
كما يسعى للحصول على ثقل لتحقيق توازن في العلاقات مع جارته العملاقة روسيا التي تحرص على ضمان بقاء بيلاروس في دائرة نفوذها.
قالت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي مايا كوشيانسيتش "إن الاتحاد الأوروبي يراقب الانتخابات عن كثب".
وصرحت للصحفيين في بروكسل بأن "معاييرنا عندما يتعلق الأمر بالانتخابات مرتفعة للغاية .. لا نتوقع أي شيء آخر عندما يتعلق الأمر ببيلاروس: انتخابات شفافة نزيهة تتفق مع المعايير الدولية".
وقالت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وهي مراقب دولي للانتخابات والحرب، في تقرير لها هذا الشهر "الناس لا يتوقعون أن تكون الانتخابات تنافسية حقا"، مؤكدة أن ثقتها في العملية "ضئيلة".
وقد أرسلت المنظمة 400 مراقب إلى هذه الانتخابات، ولم تعترف بأن أي انتخابات في بيلاروس منذ عام 1995 كانت حرة ونزيهة.
واشتكت أحزاب المعارضة من أنها واجهت صعوبة في تسجيل المرشحين وحتى المراقبين.
وقال يانوكفيتش المعارض: "لا يمكن أن تجري انتخابات حرة ونزيهة بعدما خرج أكثر من عشرة من مرشحي حزبه من الانتخابات أو واجهوا خطر إقصائهم في اللحظات الأخيرة".
كما وصف نيكولاي كوزلوف زعيم حزب الجبهة المدنية المتحدة المعارض، الانتخابات، وقال: "إن نتائجها معروفة". مضيفا "نحن نعرف بنسبة 99% من سيفوز في كل منطقة".