شاحنة برلين.. هل تدهس شعبية ميركل؟
اعتداء سوق الميلاد في برلين قد يشكل ضربة جديدة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تتعرض لانتقادات مستمرة.
قد يشكل اعتداء سوق الميلاد في برلين ضربة جديدة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تتعرض لانتقادات مستمرة بسبب سياسة الهجرة المنفتحة التي اعتمدتها في وقت بدأت تستعيد بعض الشعبية.
وفيما سادت البلبلة، الثلاثاء، بشأن منفذ اعتداء الدهس بشاحنة استهدفت، الإثنين، حشدا في سوق الميلاد ببرلين وأدت إلى مقتل 12 وإصابة نحو 50 جريحا، بدأت الانتقادات تتوالى.
وسارع اليمين الشعبوي الذي يتصدر المنددين باللاجئين في البلد إلى توجيه الانتقادات إلى المستشارة.
قتلى ميركل
كتب ماركوس بريتزل، وهو أحد المسؤولين في حزب "البديل لألمانيا" اليميني، في تغريدة على تويتر: "هؤلاء ضحايا ميركل!".
كذلك رأت زعيمة الحزب فراوكه بيتري أن "ألمانيا لم تعد آمنة أمام إرهاب متطرف"، منددة بقرار المستشارة فتح أبواب ألمانيا لنحو 900 أ لف لاجئ ومهاجر عام 2015.
أضافت بيتري أن التهديد "تم استيراده بشكل منهجي يفتقر إلى المسؤولية في العام والنصف الفائتين".
وتراجعت السلطات، الثلاثاء، عن تصريحاتها، بعد إعلانها توقيف طالب لجوء باكستاني اشتبهت في تنفيذه الهجوم، معلنة في النهاية أنه ليس سائق الشاحنة على الأرجح، مرجحة أن يكون المنفذ الفعلي طليقا.
غير أن الانتقادات لم تقتصر على اليمين الشعبوي.
فاعتداء برلين أيقظ الاستياء في الفرع البافاري لحزب ميركل المحافظ، الذي يندد منذ أكثر من عام بتوافد اللاجئين ويطالب بلا جدوى حتى الآن بتحديد سقف سنوي لعدد اللاجئين الذين يجاز دخولهم إلى ألمانيا.
وصرح وزير الداخلية في بافاريا، يواكيم هرمان، بأنه "بات علينا الآن التساؤل حول المخاطر التي يثيرها لنا وصول عدد كبير من اللاجئين إلى البلاد".
وأضاف أن الرأي العام لا يمكن أن يقبل "باستمرار وضع تتضاعف فيه مخاطر الاعتداءات الناجمة عن أفراد يتبعون جماعات إرهابية متطرفة".
كذلك أعادت مأساة "سوق الميلاد" ببرلين إلى الأذهان اعتداء نيس على ساحل فرنسا الجنوبي في 14 يوليو/تموز، حين اقتحم تونسي بشاحنته الكورنيش البحري في المدينة مستهدفا حشدا من المدنيين فقتل 86 شخصا وجرح أكثر من 400 قبل أن تقتله الشرطة.
وتبنى تنظيم داعش الإرهابي الاعتداء.
ويأتي الهجوم فيما بدأت المستشارة الألمانية تستعيد بعضا من شعبية خسرتها منذ 16 شهرا نتيجة قلق عام من توافد اللاجئين.
ولاية رابعة
شهدت ميركل مع بداية العام تدهورا لشعبيتها انعكست في معاقبة حزبها المحافظ، الحزب المسيحي الديمقراطي، في عدد من الاستحقاقات الانتخابية بصعود "البديل لألمانيا".
لكنها بدأت منذ عدة أسابيع تستعيد بعضا من خسائرها في استطلاعات الرأي.
ومنح حزبها في استطلاعات الرأي الأخيرة نوايا تصويت بلغت 37% للانتخابات التشريعية المقبلة في 2017، بعد تراجعها إلى نحو 30%.
في نوفمبر/تشرين الثاني استغلت المستشارة هذا التحسن لإعلان ترشحها لولاية رابعة على رأس المستشارية في الانتخابات التشريعية التي يرجح تنظيمها في سبتمبر/أيلول 2017، الأمر الذي كرسه مؤتمر حزبها في مطلع ديسمبر/كانون الأول.
في تلك المناسبة شددت ميركل خطابها بشأن الهجرة لتقديم ضمانات لناخبيها، ووعدت بعدم تكرار ما حصل في خريف 2015 عندما دخل البلاد مئات الآلاف من طالبي اللجوء وبعضهم لاجئون سوريون.
واعتبر المحلل في مؤسسة صندوق مارشال الألماني كريستيان مولينج أن "المجازفة الأساسية لها تكمن في معرفة رد فعل حزبها".
وأوضح "قد يسعى الجناح المتشدد للمحافظين الألمان إلى انتزاع مزيد من التنازلات منها بشأن ملفات الأمن والهجرة" لا سيما إذا اتضح أن التخطيط للاعتداء تم بمساعدة منظمة.
وأضاف أنه "في هذه الحالة سيتم تصوير سياسة ميركل على أنها أدت إلى تضاعف الخطر".
aXA6IDMuMTQ5LjIxNC4yMjMg
جزيرة ام اند امز