كورونا.. رهان ساندرز لقلب الطاولة على بايدن
لا يزال من غير المرجح أن يتمكن ساندرز من تغيير مشهد الانتخابات التمهيدية الديمقراطية، لتخلفه عن بايدن بفارق كبير في عدد المندوبين
رهان جديد تعلق به المرشح الديمقراطي بيرني ساندرز الذي يأمل في انتزاع بطاقة حزبه لخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية في مواجهة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، رغم تضاؤل فرصه.
ويسعى ساندرز لاستغلال أزمة تفشي فيروس كورونا في بلاده من أجل قلب الطاولة على منافسه الرئيسي جو بايدن، وتوجيه ضربات لترامب الذي يواجه بالفعل انتقادات بشأن تعاطيه مع الوباء العالمي.
وبعد هزائمه في الانتخابات التمهيدية لنيل بطاقة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية، أكد ساندرز للمرة الرابعة أنه يعمل على تقييم حملته الانتخابية.
وذكر تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية أن ساندرز يتلقى دعوات لوقف حملته الانتخابية منذ أوائل الشهر الماضي، بعد هزيمة في الثلاثاء الكبير وصعود نجم نائب الرئيس الأسبق جو بايدن، لكن تعليق الانتخابات في باقي الولايات بسبب جائحة فيروس كورونا، دفع السيناتور عن ولاية فيرمونت، البالغ من العمر 78 عاما، إلى الرفض.
استمرار ساندرز في السباق أثار مخاوف العديد من الديمقراطيين الذين لا تزال تطاردهم تداعيات الانتخابات التمهيدية السابقة، قبل أربع سنوات، ويعتقدون أنها كانت السبب الرئيسي في هزيمة هيلاري كلينتون أمام ترامب.
وقال جاي جاكوبس، رئيس مكتب الحزب الديمقراطي في نيويورك: "القول بإمكانية فوز ساندرز بالترشيح ضرب من الخيال. وفي حال أصر على الاستمرار في هذا السباق، فإن بيرني ساندرز يفعل ذلك لسبب وحيد، لسوء الحظ، هو أنه يعمل لصالح نفسه فقط."
وبعث ساندرز بإشارات متناقضة. فمن ناحية، اعترف بتقدم بايدن الرهيب، لكنه برغم ذلك يصر على وجود فرصة للترشح، وإن كانت "صعبة".
حلفاء ساندرز منقسمون. فيرى البعض أن الوقت الراهن هو الأمثل للانسحاب، بينما يعتقد البعض الآخر أن عليه الاستمرار في المنافسة.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست، أمس السبت، أن مجموعة من كبار مساعدي ساندرز، بما في ذلك مدير حملته، شجعوه على الانسحاب. لكن العديد من مؤيديه، يعتقدون أنه يجب على السيناتور الاستمرار في جمع المندوبين.
في الوقت ذاته، تجنب بايدن إلى حد كبير الضغط على ساندرز، مدركا تماما أنه سيحتاج إلى دعمه في الخريف في حال فاز ببطاقة الحزب.
وكما هو الحال مع بايدن، انتقد ساندرز ترامب بشدة لتعامله مع تفشي الفيروس التاجي، لكنهما يختلفان حول كيفية توجيه الحكومة الفيدرالية لمواجهة الوباء.
وخلال الأسابيع الأخيرة، توقفت حملة ساندرز عن جمع الأموال وعملت بدلاً من ذلك على الاستفادة من قائمة الجهات المانحة الواسعة لجمع الأموال للجمعيات الخيرية التي تساعد الأمريكيين الذين يعانون من فيروس كورونا. وحاول فريقه جمع أفكار من أنصاره بشأن الكيفية التي يمكن أن يقدم بها الكونجرس الإغاثة الاقتصادية للمتضررين.
وقالت الحملة إنها جمعت أكثر من 4.5 مليون دولار للجمعيات الخيرية، وشاهد أكثر من 14 مليون شخص مشاهدها الحية.
كما استخدم ساندرز موقعه في مجلس الشيوخ للتأثير على النقاشات بشأن مواجهة الأزمة. فعندما اعترض ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين على بند في حزمة الإنقاذ التي تبلغ قيمتها 2 تريليون دولار ما يوسع تأمين البطالة، هدد ساندرز بعرقلة مشروع القانون ما لم يتخلوا عن معارضتهم.
ولا يزال من غير المرجح أن يتمكن ساندرز من تغيير مشهد الانتخابات التمهيدية الديمقراطية، لتخلفه عن بايدن بفارق كبير في عدد المندوبين، ناهيك عن أن الولايات الكبرى المتبقية، مثل جورجيا وأوهايو وبنسلفانيا، تميل لاختيار نائب الرئيس السابق.
ويعرف ساندرز أن لديه قرارا يتخذه. فهو، كما يقول لكل محاور، "يقيم" خياراته. لكنه في قرارة نفسه يمني نفسه بأن يتمكن من استغلال جائحة كورونا لقلب الطاولة وتغيير المشهد.