من الجوهري إلى بلماضي.. أفضل المدربين العرب في تاريخ كرة القدم
شهدت كرة القدم العربية وجود العديد من المدربين المميزين على مدار التاريخ، حيث قادوا منتخبات بلادهم وأنديتهم لتحقيق العديد من الإنجازات.
وتستعرض "العين الرياضية" عبر التقرير التالي، أبرز المدربين العرب الذين نجحوا في كتابة أسمائهم بحروف من نور في تاريخ كرة القدم.
محمود الجوهري
محمود الجوهري، هو أشهر اسم تدريبي في سماء الكرة المصرية، وأحد أهم المدربين في تاريخ الأهلي والزمالك أيضاً.
الجوهري اسم لم تغرب عنه شمس النجاح على مدار مشواره التدريبي، سواء مع الأهلي أو مع الزمالك أو في مقعد القيادة الفنية للفراعنة.
الجنرال منح الأهلي أول لقب لدوري أبطال أفريقيا في تاريخه عام 1982، وفي 1993 حقق مع الزمالك لقبه القاري الثالث، ثم قاده للفوز 1-0 على الأهلي في السوبر الأفريقي.
مع منتخب مصر، تأهل الجوهري لكأس العالم للمرة الأولى منذ 56 عاماً، في بطولة إيطاليا 1990، لتصبح مصر وقتها ثالث بلد عربي بعد المغرب والجزائر تتأهل مرتين للمونديال.
نظام التدريبات الشاق المعتمد على تسلق الجبال والركض لساعات طويلة في أجواء مرهقة بدنياً، جعل الفراعنة قادرين على مجابهة أفضل منتخبات العالم، مثل التعادل 1-1 مع هولندا في افتتاح لقاءات الفريقين بكأس العالم 1990.
الجوهري قاد مصر كذلك للقب كأس الأمم الأفريقية 1998، رغم أن المنتخب المصري لم يكن مرشحاً خلال تلك الفترة، بعد تراجع كبير خلال عقد التسعينيات، ولكن الجوهري نجح في استغلال مجموعة مواهب بقيادة حازم إمام وحسام حسن وعبدالستار صبري ونجوم آخرين من نوعية محمد عمارة وياسر رضوان.
رابح سعدان
بالحديث عن إنجازات كرة القدم الجزائرية على مدار 3 عقود، فيجب أن يتصدر المشهد مدرب يدعى رابح سعدان حقق الكثير لاسم المدرب الجزائري.
سعدان قاد المنتخب الجزائري مرتين إلى كأس العالم، الأولى في 1986 بالمكسيك، والثانية في 2010 بجنوب أفريقيا.
وعمل سعدان مدرباً مساعداً في رحلتي "الخضر" لكأس العالم للشباب تحت 20 سنة عام 1979 في اليابان، وكأس العالم للكبار عام 1982، والذي شهد فوز "الخضر" 2-1 على ألمانيا في دور المجموعات.
سعدان قاد الرجاء المغربي عام 1989 لأول لقب لدوري أبطال أفريقيا في تاريخه بالفوز على مولودية وهران الجزائري بركلات الترجيح.
واختير سعدان عن جدارة أفضل مدرب جزائري في التاريخ، لقيادة المنتخب لعديد الإنجازات، أبرزها التأهل لكأس العالم 2010، بعد تجاوز مصر التي كانت مدججة بالنجوم في تلك الفترة.
جمال بلماضي
يعيش حالياً منتخب الجزائر أحد أزهى عصوره الكروية بفضل عقلية مدربه الوطني جمال بلماضي، الذي يقوده من نجاح إلى آخر، مستفيداً من مجموعة من أفضل الأجيال في تاريخ بلده.
بلماضي من القلائل الذين جمعوا بين التفوق الفني كلاعب والتفوق على الصعيد التدريبي كمدرب ناجح.
مدرب "الخضر" لعب لمجموعة من أفضل أندية فرنسا وأوروبا، بداية من باريس سان جيرمان وأولمبيك مارسيليا مروراً بمانشستر سيتي الإنجليزي وسيلتا فيجو الإسباني وساوثهامبتون الإنجليزي.
بلماضي تولى تدريب الخضر في 2 أغسطس/آب 2018 حيث كان المنتخب يعاني عقب فشله في التأهل لكأس العالم 2018، رغم تواجد مجموعة من أمهر النجوم بالفريق بقيادة إسلام سليماني ورياض محرز وغيرهم.
ونجح بلماضي في قيادة الجزائر للقب كأس أمم أفريقيا، لتصبح ثاني منتخب من شمال أفريقيا يحقق اللقب لأكثر من مرة، مقصياً في طريقه مجموعة من أفضل فرق القارة مثل كوت ديفوار ونيجيريا والسنغال.
الجزائر مع بلماضي لم تخسر إلا مباراة واحدة في 31 لقاء، وفازت 22 مرة وتعادلت 8 مرات بنسبة فوز بلغت 71 %.
ومع مدربهم الحالي، حقق الجزائريون رقماً تاريخياً في عدد المباريات المتتالية بلا خسارة، والتي بلغت 27 مباراة.
حسن شحاتة
قاد حسن شحاتة، مدرب مصر والزمالك السابق، "الفراعنة" لإنجاز تاريخي في كأس أمم أفريقيا، بإحراز لقب البطولة 3 مرات على التوالي ما بين 2006 إلى 2010.
شحاتة ساعده في ذلك عدد كبير من النجوم الموهوبين، أمثال عماد متعب وعمرو زكي وعصام الحضري ومحمد بركات ومحمد زيدان ومحمد شوقي وأحمد حسام "ميدو" في منتخب أطلق عليه "منتخب الساجدين".
ورغم الفشل في قيادة مصر لكأس العالم، إلا أن شحاتة خلال تلك السنوات الـ5 هزم جميع كبار القارة السمراء بنتائج مذهلة، فأسقط الكاميرون بنتائج 4-2 و1-0 و3-1، وغانا بنتيجة 1-0 والجزائر برباعية نظيفة وكوت ديفوار 3-1 و4-1 وبركلات الترجيح في نهائي 2006 ونيجيريا 3-1 والسنغال 2-1.
ولم يحقق المنتخب المصري هيمنة من هذا النوع في تاريخ مشاركاته الأفريقية وحتى مع الجنرال محمود الجوهري.
ناصر الجوهر
يعتبر ناصر الجوهر أحد أبرز المدربين في تاريخ الكرة السعودية، بما حققه من أرقام قياسية وإنجازات كيبرة مع "الأخضر".
الجوهر هو أشهر الأسماء التي قادت "الأخضر"، وهو شبيه بالجوهري في فكرة الولايات المتعددة والتي بلغت 5 ولايات له، كرقم قياسي في تاريخ مدربي المنتخب السعودي.
ونجح الجوهر في قيادة السعودية للعديد من الإنجازات، أهمها لقب كأس الخليج العربي 2002، والتأهل لكأس العالم 2002، والتأهل لنهائي كأس أمم آسيا 2000 ونهائي كأس الخليج 2009.
الجوهر حقق نجاحات عديدة مع "الأخضر" رغم أن الظروف في أحيان كثيرة لم تكن مواتية، مثل فترة الولاية الأولى حين قاد تدريب المنتخب بشكل مؤقت خلفاً للتشيكي ميلان ماتشالا الذي خسر أول لقاء في كأس آسيا 1-4 من اليابان.
ونجح الجوهر في لملمة أوراق منتخب السعودية، ليقوده في نهاية الرحلة للمباراة النهائية، ليؤكد أنه قادر على العمل في ظروف صعبة واستخراج أفضل ما لدى لاعبيه.
محيي الدين خالف
محيي الدين خالف، هو المدرب الجزائري الذي قاد "الخضر" للفوز التاريخي 2-1 على ألمانيا في كأس العالم 1982 في إسبانيا، ولكن هذا لم يكن إنجازه الوحيد.
تولى محيي الدين خالف في نهاية السبعينيات من القرن الماضي تدريب الخضر في فترة عصيبة، عانى خلالها المنتخب من تراجع النتائج، وكان عمره وقتها 36 عاماً.
وفي عامه الأول، قاد خالف الجزائر لفوز ساحق 5-1 على المغرب بطلة أفريقيا 1976، والتأهل لنهائي كأس أمم أفريقيا 1980، قبل الخسارة من نيجيريا في النهائي.
بعدها قاد خالف المنتخب الجزائري في كأس الأمم الأفريقية عام 1984 في كوت ديفوار، وقاده للمركز الثالث.
عبدالمجيد الشتالي
التونسي عبدالمجيد الشتالي هو أول مدرب عربي يقود منتخب بلاده في كأس العالم، وذلك في نسخة الأرجنتين 1978، وهي بطولة تاريخية في سماء كرة القدم العربية.
المنتخب التونسي حقق أول انتصار عربي في تاريخ المونديال في تلك البطولة بالفوز 3-1 على المكسيك، وفرض التعادل السلبي على ألمانيا حاملة اللقب، لكن الخسارة 0-1 من بولندا تسببت في خروج "نسور قرطاج" من البطولة.
شتالي يعتبر من صانعي تاريخ فريق النجم الساحلي التونسي بقيادته لأهم الألقاب في تاريخه، بداية من الدوري التونسي في 1972، مروراً بكأس تونس مرتين، وكأس المغرب للأبطال، وكأس المغرب لأبطال الكؤوس، وصولاً لنهائي دوري أبطال أفريقيا 2004.
إمكانيات الشتالي لم تبرز داخل تونس فقط، فقد قاد منتخب البحرين لنصف نهائي كأس الخليج العربي عام 1988.