تدور عجلة المرحلة التمهيدية للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وسط محاولات لفرض مرشح "مفاجأة".
إذ تقوم منظمة "لجنة العمل السياسي PAC" في الولايات المتحدة، والمدعومة من قبل المطلعين على "سليكون فالي"، بالتعبئة لنشر أفكار دين فيليبس، المنافس الديمقراطي، للرئيس الأمريكي الحالي، بطرق غير تقليدية.
وجمعت لجنة العمل السياسي بالفعل 4 ملايين دولار لاستهداف الناخبين في ولاية نيو هامبشاير بمقاطع فيديو قصيرة تمثل إعلانات تستهدف وسائل التواصل الاجتماعي تظهر فيليبس وأنصاره وهم يعرضون برنامجه.
كما قام اثنان من رواد الأعمال في "سليكون فالي"، مات كريسيلوف وجيد سومرز، بتشكيل مجموعة "نحن نستحق الأفضل" في أوائل ديسمبر/كانون الأول الماضي بعد أن رأوا انخفاض أرقام استطلاعات الرأي لبايدن بشكل متزايد.
وقرر الرجلان، وهما مانحان، القفز إلى السياسة الرئاسية، لأنهما شعرا أن بايدن "كان يتباطأ بشكل ملحوظ للغاية" في تنفيذ سياسات الحزب الديمقراطي، خلال العام الماضي.
وأطلقوا هذا الأسبوع برنامج "Dean.Bot"، بعد تقييم الآثار المترتبة على استخدام أداة ذكاء اصطناعي متطورة يمكنها الدردشة مثل شخص حقيقي، للمساهمة في الحملة الانتخابية.
وفي إحدى إجاباتها، تقول نسخة روبوت الذكاء الاصطناعي التي تم إصدارها، للناخبين المحتملين، نيابة عن المرشح فيليبس، "رغم أنني أحترم الرئيس بايدن، فإن البيانات والمحادثات مع الأمريكيين في جميع أنحاء البلاد تشير إلى رغبة قوية في التغيير".
ويحصل التقنيون الذين يقفون وراء الروبوت على المساعدة من الملياردير الناشط في صندوق التحوط بيل أكمان، الذي وصف تلك الخطوات بأنها تحمي الديمقراطيين من ترشيح مرشح لا يستطيع الفوز.
واعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن جهود لجنة العمل السياسي تعكس السخط المستمر بين الديمقراطيين، بمن في ذلك المانحون الأثرياء، من ترشيح بايدن وتشير إلى ظهور طبقة جديدة من المانحين في "سليكون فالي" على يسار النخبة الحالية بالحزب.
كما أن خطوة روبوت الذكاء الاصطناعي تظهر كيف بدأت التقنيات الجديدة والخطرة التسلل إلى الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
إلى ذلك، يقول الخبراء إن الصوت التفاعلي، مثل ذلك الذي أسسه كريسيلوف وسومرز لصالح فيليبس، يمكن أن يمثل أكبر المخاطر على الانتخابات، حتى إذ كان الروبوت Dean.Bot يقر بأنه ذكاء اصطناعي عندما يُطلب منه ذلك في أثناء المحادثة مع الناخب.
وقال بول باريت، نائب مدير مركز ستيرن للأعمال وحقوق الإنسان بجامعة نيويورك، إنه يعتقد أن إخلاء المسؤولية لم يكن كافيا للحماية من إساءة استخدام مثل هذه التقنيات، وفقا لـ"واشنطن بوست".
وتابع: "سرعان ما سيصبح الجميع ساخرين للغاية بشأن كل هذه الاتصالات المزيفة، لدرجة أنه لا أحد يصدق أي شيء يقوله أي شخص".
ومن الجدير بالذكر أن شركة OpenAI، التي تصنع ChatGPT، وهو برنامج محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي، الذي ساعد في البداية في تشغيل Dean.Bot، تحظر استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها في الحملات السياسية.
كما تحظر الشركة استخدام خدماتها لانتحال شخصية الأشخاص دون موافقتهم.
لذلك، سألت "واشنطن بوست" مجموعة "نحن نستحق الأفضل" عن هذه السياسة، وجاء الرد بأنهم طلبوا من مزود الخدمة الذي تعاقدوا معه لبناء الروبوت، وهو شركة ناشئة تسمى دلفي، إزالة ChatGPT من Dean.Bot، والاعتماد بدلاً من ذلك على برامج مفتوحة أخرى.
وفي حدث للذكاء الاصطناعي في ولاية نيو هامبشاير، الخميس، قال فيليبس نفسه إنه يؤيد الحملات ولجان العمل السياسي التي تستخدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ولكن يجب أن تكون هناك حواجز حماية.
وأضاف: "يجب أن تكون لدينا بالفعل لوائح خاصة بالذكاء الاصطناعي للحملات السياسية". وتابع: "أعتقد أنه من خلال إظهار الاستخدامات الجيدة لها، والاستخدامات الفعالة لها، يمكننا بها أن نجعلها شيئًا لا يخافه الناس، ولكنهم يحتفلون به بالفعل".
وعلى صعيد الانتخابات، يعاني بايدن من انخفاض معدلات التأييد، وتظهر بعض استطلاعات الرأي أنه يتخلف عن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على المستوى الاتحادي.
لكن في المقابل، فإن فيليبس، الذي ركز حملته في نيو هامبشاير، لم يحقق نجاحًا يذكر في حشد الدعم، وقام مراسل شبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية، مؤخرًا بتصوير فيليبس وهو جالس في الجزء الخلفي من شاحنة حملته الانتخابية بمفرده، لأنه لم يحضر أي ناخبين للقاء والترحيب.