زيارة بايدن لإسرائيل.. ماذا كسب ساكن البيت الأبيض؟
زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإسرائيل تعد عالية المخاطر لكنها قد تكون قادرة على تحديد مساره قبل نحو عام من الانتخابات الرئاسية.
زيارة بايدن جاءت بعد 11 يومًا من هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل، وهي الزيارة التي قد تحدد معالم رئاسته قبل نحو عام من الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية في تقرير لها إن زيارة بايدن عالية المخاطر تأتي لتحقيق مهمة صعبة ما بين دعم إسرائيل وما بين إقناع قادتها بمنع وقوع أزمة إنسانية في قطاع غزة ومنع تحول الحرب إلى صراع إقليمي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه تتم مقارنة الزيارة بزيارة بايدن في فبراير/شباط الماضي إلى العاصمة الأوكرانية كييف لإظهار التضامن مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي في الذكرى الأولى لاندلاع الحرب هناك.
مهمة معقدة
وفي التقرير الذي طالعته "العين الإخبارية"، قالت الصحيفة إن "كارثة" طغت على الزيارة قبل أن تصل طائرة بايدن إلى مطار بن غوريون في تل أبيب.
وأوضحت أن مهمة بايدن الحساسة أصبحت أكثر تعقيدا بشكل لا نهائي بسبب انفجار المستشفى الأهلي العربي "المعمداني" في غزة والذي أدى إلى استشهاد مئات الفلسطينيين الذين كانوا بداخل المستشفى.
وتسبب الحادث في إضعاف التوقعات المحدودة بالفعل من الزيارة خاصة مع انسحاب القادة العرب من القمة التي كان من المقرر أن يعقدها بايدن في العاصمة الأردنية عمان مع كل من العاهل الأردني الملك عبدالله والرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس.
وتتركز مهمة بايدن في الأساس على دعم إسرائيل والتباحث مع رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو وحكومته الأمنية المشكلة حديثا على الغزو البري المحتمل لقطاع غزة حيث يعتقد المسؤولون الأمريكيون إنه يمكن أن يكون تصعيدا للصراع.
فمع زيادة معاناة المدنيين الفلسطينيين سيستنزف التعاطف الدولي من قدرات إسرائيل كما أن التصعيد قد يؤدي إلى صراع أوسع نطاقاً، يشمل إيران وحزب الله اللبناني.
مصداقية بايدن على المحك
أما بالنسبة لبايدن فإن الزيارة تأتي في الوقت الذي تبدو فيه مصداقيته الاستراتيجية والدبلوماسية في الشرق الأوسط على المحك حتى من قبل هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
فمن الناحية الإيجابية، يتمتع بايدن برصيد كبير في علاقته بإسرائيل وحرص أكثر من مرة على إظهار تعاطفه مع إسرائيل وقال أمام حشد من الزعماء اليهود الأمريكيين في البيت الأبيض إن هجوم حماس "كان حملة من القسوة الخالصة ضد الشعب اليهودي".
وعلى النقيض من سلفه الديمقراطي في البيت الأبيض، باراك أوباما والذي كانت علاقته باردة مع نتنياهو، يستطيع بايدن على الأقل أن يلجأ إلى العلاقات الشخصية الدافئة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الممتدة لعقود.
وهذه العلاقة قد تكون مدخلا مفيدا لإيصال بايدن لرسالته ومفادها أن إسرائيل سترتكب خطأً فادحاً إذا أعادت احتلال غزة.
في المقابل فإن فشل بايدن في مقابلة عباس أو أي مسؤولين فلسطينيين، والاكتفاء بإجراء محادثات مع الجانب الإسرائيلي فقط، قد يقوض دعوات بايدن إلى حل دبلوماسي، ويمنح الفرصة لمعارضيه لانتقاده.
تأثير انتخابي محدود
وأياً كانت المكاسب والخسائر على المستوى الدولي فإن تأثير الأزمة أقل وضوحا على المستوى المحلي.
وبحسب التقرير الذي طالعته "العين الإخبارية"، يقلل المحللون من أهمية الأزمة الحالية في الانتخابات الرئاسية العام المقبل والتي تبدو كجولة إعادة محتملة مع الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب.
وكعادته، أثار ترامب الجدل بالفعل من خلال انتقاد نتنياهو والإشادة بحزب الله ووصفه بأنه "ذكي".
من جانبه، قال المحلل السياسي في جامعة فيرجينيا الدكتور لارى ساباتو إن زيارة بايدن لإسرائيل بمثابة "فرصة كان من الممكن أن ينتهزها أي رئيس حالي، بالنظر إلى أن الدعم لإسرائيل واسع النطاق".
وأضاف أن "الناخبين يحبون أن يتخذ الرؤساء إجراءات والزيارة تضع بايدن في قلب الحدث في الشرق الأوسط".
وأكد أن الزيارة ستساعد في تحسين صورته لكنه أوضح أن "الأمريكيين لا يستجيبون للأحداث الدولية بشكل انتخابي ما لم تشارك القوات الأمريكية بشكل مباشر".
وختم قائلا "إن بإمكان بايدن أن يحل مشكلة الشرق الأوسط ولن يؤثر ذلك على كيفية تصويت الناس".
واستذكر الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر والثناء الذي حصل عليه بعد قمة كامب ديفيد التي جمعت الرئيس المصري الراحل أنور السادات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل مناحم بيجن ومع ذلك لم يكن لهذا الثناء أي تأثير في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التالية.