بحث علمي ينصف «الجنوب العالمي».. ضحايا مناخ «لم يغيروه»

هناك دول تدفع ثمن الأضرار البيئية التي لم تتسبب فيها، ويتمثل ذلك في انخفاض جودة الهواء وارتفاع درجات الحرارة العالمية ونقص الإمدادات الغذائية وندرة المياه والعديد من المشكلات الأخرى التي قد تصل أحيانًا إلى حد الصراعات العنيفة.
وفي الوقت نفسه، اتضح أنّ أكبر الملوثين هم الأقل تأثرًا بالأضرار البيئية والصراعات، ويتجلى ذلك في دول الجنوب العالمي.
وهذا ما كشفت عنه دراسة حديثة منشورة في دورية "كوميونيكاشنز إيرث آند إنفيرونمنت" (Communications Earth & Environment) في 24 أبريل/نيسان 2025.
صراعات اضطرارية
كلما زادت الأضرار البيئية، سواء في شكل التغيرات المناخية أو التلوث أو الانقراضات أو ندرة المياه؛ فهذا يتسبب في تدهور البيئة واستنزاف الموارد؛ فتتفاقم المخاطر البيئية.
وهذا من شأنه أن يسبب ضررًا للمجتمعات البشرية التي تعيش في حيز تلك الأنظمة البيئية، ويزداد التنافس على الموارد، ما يُشعل فتيل الصراعات، وتظهر بعض الظواهر مثل نزوح السكان إلى بيئات أخرى؛ فيحدث تنافس على الموارد هناك أيضًا. ومع ارتفاع مستويات الصراع، يقل السلام.
سلام وهمي
أشارت العديد من الدراسات الأخرى إلى أنّ الاستدامة مرتبطة تمامًا بالسلام، وهذا يعني أنّ تحقيق الاستدامة والحفاظ على البيئة من شأنه أن يعزز السلام. لكن الدراسة الجديدة أثبتت عكس هذا تمامًا. وفيها استخدام الباحثون مناهج الارتباط والنمذجة الخطية العامة لتحليل بيانات متعددة للصراعات العالمية والسلام والمؤشرات البيئية الأساسية على مستوى الدولة في الفترة ما بين عامي 2010 و2022.
خلص الباحثون إلى أنّ هناك علاقة عكسية بين السلام والاستدامة البيئية؛ فالدول التي تشهد أعلى معدلات السلام هي الدول الأقل استدامة بيئيًا. بينما الدول الأكثر عرضة للمخاطر والأضرار البيئية هي التي تشهد صراعات كما أنها الأقل مساهمة في قضايا الاستدامة البيئية. ويرى الباحثون أنّ تلك مفارقة تحتاج إلى فهمها جيدًا لضمان السلام والاستدامة في ظل هذا العالم الذي يشهد صراعات عديدة.
من جانب آخر، يرى الباحثون أنّ ذلك الأمر مرتبط بحقوق الإنسان وأشاروا إلى عدم المساواة بين الشعوب؛ فهناك حاجة ماسة لمساعدة الدول الأكثر عرضة للصراعات نتيجة التغيرات البيئية، ما يساهم في تحقيق التوازن والرخاء للجميع.
aXA6IDMuMTQ1LjE2NS4yMzUg جزيرة ام اند امز