وقف المليار وجبة.. الإمارات تطلق مشروعا لإطعام الملايين عشرات السنين
دأبت دولة الإمارات على مساعدة البشر، على اختلاف جنسياتهم، في سائر الظروف والأحوال، وفي شهر رمضان يتعمق هذا الخير بمبادرات عديدة.
وأعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الأحد، إطلاق مشروع "وقف المليار وجبة" في شهر رمضان المبارك 2023، بهدف توفير مئات الملايين من الوجبات بشكل مستدام لعشرات السنين القادمة عبر هذا الوقف.
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عبر حسابه على "تويتر": "الإخوة والأخوات.. جرياً على عادتنا السنوية مع تباشير الشهر الفضيل.. نطلق هذا العام بإذن الله مشروع (وقف المليار وجبة) في شهر رمضان المبارك.. هدفنا توفير مئات الملايين من الوجبات بشكل مستدام لعشرات السنين القادمة عبر هذا الوقف.. صدقة جارية لشعب الإمارات وخير غير منقطع بإذن الله".
وأضاف: "شخص من كل عشرة في العالم يعاني من الجوع.. وواجبنا الإنساني والأخلاقي والإسلامي خاصة في شهر الصيام إغاثة الملهوف.. وإطعام الجائع.. والوقف خير دائم بإذن الله.. وقليل دائم خير من كثير منقطع.. وفقنا الله وإياكم لكل خير وحفظ دولتنا من كل شر".
وتسهم المبادرات الإماراتية في تعزيز الأمن الغذائي للفئات الأكثر حاجة في العالم وتأمين العديد من متطلباتهم الرئيسية الأخرى مثل الملابس والأدوية وغيرها من أشكال الدعم التي تقدم وفق آليات تضمن سرعة الوصول وعدالة التوزيع.
المليار وجبة.. حدث إنساني على مستوى العالم
وفي العام الماضي 2022 شكلت مبادرة "المليار وجبة" التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الحدث الإنساني الأبرز على مستوى العالم خلال الشهر الفضيل، والتي سيتم من خلالها توفير مليار وجبة للفقراء والجوعى في 50 دولة.
واكتسبت المبادرة قيمتها الإنسانية العليا من كونها تمثل إحدى أبرز المساهمات القيمة في عام 2022 لتعزيز الأمن الغذائي ومكافحة الجوع وسوء التغذية في العالم، خاصة لدى الفئات الضعيفة من النساء والأطفال واللاجئين، والنازحين، وضحايا الكوارث، والأزمات.
وفتحت المبادرة باب المساهمة للجميع بتوفيرها وسائل المشاركة والتبرع المفتوحة، وشهدت منذ إطلاقها تفاعلا واسعا من الأفراد والمؤسسات، حيث لا يمر يوم إلا ويتم تسجيل تبرعات مليونية من رجال الأعمال والمؤسسات الحكومية والخاصة والمواطنين والمقيمين في الإمارات.
حملة "وقف المليار وجبة" شكلت علامة فارقة في مسيرة العمل الإنساني في دولة الإمارات، وتأتي استكمالا لحملات إطعام الطعام التي تم إطلاقها بتوجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في الأعوام الثلاثة السابقة، بداية بحملة 10 ملايين وجبة، التي أطلقت في رمضان 2020 كأول وأكبر حراك مجتمعي تضامني لتوفير الدعم الغذائي للمتضررين داخل دولة الإمارات من تداعيات أزمة وباء فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
حملة 100 مليون وجبة.. أكبر حملة إقليمية
تبعتها حملة 100 مليون وجبة، التي أطلقت في رمضان 2021 كأكبر حملة إقليمية لتقديم الدعم الغذائي للمحتاجين في 20 دولة في المنطقة العربية وقارتي أفريقيا وآسيا، وحملة مليار وجبة التي أطلقت في رمضان 2022 كأضخم حملة من نوعها إقليمياً بهدف توفير مليار وجبة في 50 دولة، بما يعزز مساهمة الإمارات النوعية في الجهد العالمي للقضاء على الجوع.
ويعد إطلاق صندوق "وقف المليار وجبة" بقيمة مليار درهم لتوفير شبكة أمان غذائي للفئات الأكثر احتياجا لا سيما في الدول التي تمر بتحديات في مجال توفير الأمن الغذائي، إلى جانب دعم ومساعدة الشرائح الأكثر هشاشة في المجتمعات، خاصة ضحايا الكوارث والصراعات والأزمات حول العالم، تجسيدا واقعيا لنهج دولة الإمارات ورسالتها لتعزيز التضامن الإنساني ونشر قيم الأخوة والمحبة.
وتستهدف هذه الحملات ترسيخ المكانة الرائدة لدولة الإمارات في مجالات العمل الإنساني إقليمياً ودولياً، وإبراز الوجه الحضاري للمجتمع الإماراتي الداعم لكل مبادرة تهدف إلى مساعدة الآخرين دون تمييز.
كما تسعى لإعادة إحياء الوقف كأداة تنموية للمجتمعات، بما يضمن استدامة العطاء والخير، ويسهم في الجهود العالمية للقضاء التام على الجوع كأحد أهم أهداف التنمية المستدامة.
وتعمل على إيجاد حلول مستدامة وتنفيذ برامج ومشاريع لمكافحة الجوع بالشراكة مع عدد من المنظمات والمؤسسات الإنسانية، فضلا عن بلورة حراك مجتمعي على أوسع نطاق يدعم حملة "وقف المليار وجبة"، ويسهم في تحقيق مستهدفاتها في تقديم العون والغذاء لعشرات ملايين الفقراء والمحتاجين في العالم.
مكافحة الجوع في إطار مستدام
وتنضوي حملة "وقف المليار وجبة"، تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، المؤسسة الأكبر من نوعها إقليمياً والمعنية بالعمل الإنساني والتنموي في مختلف أنحاء العالم.
وتدشن حملة "وقف المليار وجبة" في رمضان 2023، والتي تستلهم روح الأحاديث الشريفة، (خياركم من أطعم الطعام)، و (ما آمن بي من بات شبعانَ وجارُه جائعٌ)، و(إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ، صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ)، صندوقاً وقفياً لإطعام الطعام بشكل مستدام، ضمن مستهدف رئيس تسعى الحملة من خلاله إلى توفير شبكة أمان غذائي للفئات الأكثر احتياجاً لاسيما في الدول التي تمر بتحديات في مجال توفير الأمن الغذائي، إلى جانب دعم ومساعدة الشرائح الأكثر هشاشة في المجتمعات خاصة ضحايا الكوارث والصراعات والأزمات حول العالم، علاوة على تدعيم ومضاعفة جهد دولة الإمارات في تعزيز المسعى العالمي للقضاء على الجوع بما يدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة لعام 2030 والتي تعد مكافحة الجوع من أهم أهدافها الـ17 التي تتضافر جهود البشرية من أجل تحقيقها.
ويساهم "وقف المليار وجبة" في استدامة العطاء والخير وفتح باب جديد من البذل أمام المؤسسات والشركات ورجال الأعمال والشخصيات المشهود لها في العمل الإنساني والأفراد القادرين على المساهمة في الحملة، الأمر الذي يرسخ ثقافة الوقف في المجتمع الإماراتي باعتباره إرثاً ثقافياً عربياً راسخاً ورافداً إنسانياً وتنموياً حضارياً، يتم ادخاره لمستقبل الأجيال ويؤمّن لهم الاستدامة من خلال صناديق وقفية داعمة للخطط والمشاريع التنموية والمجتمعية المختلفة.
وتستهدف حملة "وقف المليار وجبة" إيجاد حلول مستدامة للتصدي للجوع وأسبابه واحتواء تداعياته، وتنفيذ برامج ومشاريع ومبادرات موجّهة، ضمن خطط منهجية ومستهدفات محددة لمكافحة الجوع ومساندة الفئات الأكثر هشاشة في العالم.
دعم صناعة الأمل
وفي هذا الخصوص، أكد محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، الأمين العام لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، أن حملة "وقف المليار وجبة" تعكس فلسفة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في تحويل فعل العطاء إلى منظومة عمل مستدامة، بما يعكس الوجه الحضاري والإنساني لدولة الإمارات.
وقال القرقاوي: "حملة (وقف المليار وجبة) تعزّز إرث العطاء الإماراتي في العالم وترسخ مكانة دولتنا بوصفها صاحبة الأيادي البيضاء الأسرع وصولاً والأكثر تأثيراً، لافتاً إلى أن التصدي للجوع من خلال حملة وقف المليار وجبة يأتي في وقت يشهد فيه العالم تحديات جمة مع الهزات الاقتصادية والكوارث الطبيعية واتساع رقعة الصراعات والأزمات وارتفاع معدلات الفقر في العديد من المجتمعات الأمر الذي يستلزم إطلاق برامج ومبادرات نوعية للتخفيف من معاناة عشرات الملايين من البشر حول العالم.
وأضاف: "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية تواصل إطلاق حملات الخير مستهدفة المجتمعات الأقل حظاً في العالم، ومساهمةً في دعم صناعة الأمل وانتشال ملايين البشر من براثن اليأس من خلال مبادرات إنسانية ومجتمعية نوعية".
الجوع في العالم
ويشكل الجوع أحد أكبر التحديات العالمية التي تواجه الإنسانية مع ارتفاع عدد الجياع في العالم في السنوات الأخير على نحو كارثي، ينذر بانهيار مجتمعات بأكملها.
فوفق نسخة العام 2022 من تقرير "حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم" الذي أصدرته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو"، بلغ عدد الجياع في العالم بحلول نهاية العام 2021 ما يصل إلى 828 مليون شخص، وهو ما يشكل 9.8% من سكان العالم، أي أن واحداً من كل 10 أشخاص ينام جائعاً.
كذلك يشير التقرير إلى أن نحو 45 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من الهزال، وهو أكثر أشكال سوء التغذية فتكاً، ويزيد من خطر وفاة الأطفال بحوالي 12 مرة. ويعاني 149 مليون طفل آخر دون سن الخامسة من توقف النمو والتطور بسبب النقص المزمن في العناصر الغذائية الأساسية في وجباتهم الغذائية.
نجاحات متتالية
وتستكمل حملة "وقف المليار وجبة" النجاحات التي حققتها حملات إطعام الطعام السابقة والتي بدأت في شهر رمضان الكريم 2020 بحملة 10 ملايين وجبة، وسجلت مساهمات فاقت المستهدف حيث حققت 15.3 مليون وجبة بتبرعات من الأفراد، مواطنين ومقيمين من أكثر من 115 جنسية، ومؤسسات القطاعين الحكومي والخاص، كما شارك في الحملة أكثر من 1000 متطوع ومتطوعة من كافة مناطق دولة الإمارات.
واستكملت حملة 100 مليون وجبة في رمضان 2021 مسيرة حملات إطعام الطعام، ونجحت في مضاعفة عدد الوجبات التي وزعتها لتصل إلى ما يعادل 220 مليون وجبة، من خلال تبرعات 385 ألف متبرع من 51 جنسية، إلى جانب عدد كبير من المؤسسات والشركات، فيما نجحت حملة "مليار وجبة" التي انطلقت في شهر رمضان 2022 في تحقيق مستهدفاتها في أقل من شهر بمساهمات 320,868 متبرعاً، وأسهمت بإطعام الطعام في 50 دولة حول العالم.
aXA6IDE4LjExOC4xNDYuMTgwIA== جزيرة ام اند امز