القارة السمراء.. قطار انقلابات لا يتوقف منذ 2008
مرت القارة الأفريقية بعدة انقلابات خلال تاريخها المعاصر لعل أبرزها منذ 2008 هو ما وقع الأحد في غينيا كوناكري.
وأعلن ضباط من القوات الخاصة أنهم استولوا على السلطة في غينيا كوناكري، واعتقلوا الرئيس ألفا كوندي. كما فرضوا حظر تجول في كل أنحاء البلاد "حتى إشعار آخر" واستبدلوا حكام المناطق بعسكريين.
ويرصد التقرير التالي أبرز الانقلابات في أفريقيا منذ عام 2008.
ففي 6 أغسطس/ آب 2008 شهدت موريتانيا انقلابا حيث أطاحت مجموعة عسكرية بقيادة محمد ولد عبد العزيز الرئيس المنتخب سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله.
وفي 23 ديسمبر/كانون الأول 2008 استولت مجموعة عسكرية بقيادة موسى داديس كامارا على السلطة في غينيا كوناكري بعد ساعات من إعلان وفاة الرئيس لانسانا كونتي.
عام 2009 أيضا كان شاهدا على انقلابات في القارة السمراء حيث شهدت غينيا بيساو انقلابا في 3 مارس/آذار حيث قتل الرئيس جواو برناردو فييرا على أيدي عسكريين بعد ساعات من اغتيال قائد الأركان.
وفي 17 مارس كانت مدغشقر على موعد مع الانقلابات حيث أُجبر الرئيس مارك رافالومانانا على الاستقالة ونقل السلطة إلى مجلس عسكري سلمها بدوره إلى أندريه راجولينا.
في عام 2010، كانت النيجر على موعد من الانقلابات حيث أمسك الجيش بالسلطة مطيحا الرئيس محمد تانجا في 18 فبراير/شباط من العام ذاته.
وخلال عام 2012 وتحديدا في 22 مارس أطاح عسكريون نظام أحمد توماني توري في مالي، وأعلنت لجنة عسكرية بقيادة أحمد هايا سانوغو حلّ المؤسسات.
وفي 12 أبريل/ نيسان 2012 تعود غينيا بيساو مرة أخرى على عناوين الانقلابات في أفريقيا حيب أوقف انقلاب عسكري المسار الانتخابي قبل أسبوعين من الدور الثاني للرئاسيات، وأطاح الانقلابيون بقيادة الجنرال أنطونيو إندجاي بالرئيس بيريرا ورئيس وزرائه غوميز جونيور.
وفي عام 2015 وتحديدا 17 سبتمبر/أيلول وبعد أقل من عام على سقوط نظام الرئيس بليز كومباوري في بوركينا فاسو نتيجة انتفاضة شعبية، أطاح انقلاب نفذته وحدة نخبة عسكرية الرئيس ميشال كافاندو، واستأنف الأخير وظائفه بعد أسبوع بعد التوصل إلى اتفاق بين عسكريين موالين له والانقلابيين.
وفي عام 2017 شهدت زيمبابوي وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني حيث استقال الرئيس روبرت موجابي، أكبر زعيم في العالم حينها بعمر 93 عاما، بدفع من الجيش وحزبه والشارع، بعد أسبوع من الأزمة وأثناء نقاشات في البرلمان لإقالته.
عام 2020 وفي 18 أغسطس أطاح الجيش الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا بعد أشهر من التأزم السياسي في مالي، وفرضت عقوبات دولية على المجموعة العسكرية قبل أن ترفع إثر تشكيل حكومة انتقالية في 5 أكتوبر من المقرر أن تسلم السلطة إلى مدنيين منتخبين بعد 18 شهرا.
وفي عام 2021 ، وتحديدا في 20 أبريل شهدت تشاد غداة وفاة الرئيس إدريس ديبي إتنو، تولى السلطة مجلس عسكري انتقالي يترأسه نجله محمد الذي كان حتى ذلك الوقت قائد الحرس الرئاسي، وأعلن حلّ الحكومة والبرلمان، وتعهد المجلس تنظيم انتخابات "حرة وديمقراطية" خلال عام ونصف العام.
وفي 24 مايو من العام نفسه، عادت مالي مرة أخرى إلى ساحة الانقلابات حيث أوقف الجيش الرئيس ورئيس الوزراء بعد تشكيل حكومة انتقالية جديدة لم يرض عنها. وجرى تنصيب الكولونيل أسيمي غويتا رئيسا انتقاليا جديدا، وقد تعهد العسكريون تسليم السلطة إلى مدنيين منتخبين مطلع 2022.
وأخيرا الأحد 5 سبتمبر/ أيلول، أعلن ضباط من القوات الخاصة الغينية اعتقال الرئيس ألفا كوندي والسيطرة على العاصمة كوناكري وكذلك "حل" مؤسسات الدولة في انقلاب قد ينذر بانتهاء دور أحد مخضرمي السياسة الإفريقية.