النجوم الزرقاء.. حل اللغز الغامض بعد سنوات من الاكتشاف
عندما اكتشف علماء الفلك نوعًا جديدًا من النجوم قبل بضع سنوات فقط، شعروا بالحيرة، حيث كانت النجوم تدور بسرعة كبيرة جدًا نظرًا لعمرها، وكانت هذه النجوم الزرقاء اللون، اختبأت لعقود داخل مجموعات من النجوم الأخرى.
الآن، بفضل البيانات الجديدة من تلسكوب هابل الفضائي، اكتشف مجموعة من الباحثين، بقيادة عالم الفلك بجامعة ويسكونسن-ماديسون، أندرو ناين، أن بعضًا على الأقل من هذه النجوم الزرقاء تم لفها بما أدى لإخفائها أثناء امتصاصها غازات النجوم الشريكة المحتضرة.
واكتشف فريق ناين، شركاء النجوم الزرقاء على أنهم أقزام بيضاء ساخنة، وهي نسخ منهارة من النجوم السابقة التي لا تزال ساطعة بما يكفي لرؤيتها من الأرض، وهذه النجوم السابقة الحارة شابة بالمعايير الفلكية، فقط بضع مئات الملايين من السنين.
ولم تكن كل النجوم الزرقاء لديها رفقاء أقزام بيضاء حارة، لكن من المحتمل أن الآخرين امتصوا النجوم الشريكة لهم منذ فترة طويلة، لدرجة أن الأقزام البيضاء المتبقية باردة جدًا وخافتة وكبيرة في السن بحيث لا يمكن رؤيتها، وهذا النقل للكتلة من نجم إلى آخر ينتج أيضًا ما يسمى بـ"المتشردين الزرق".
وتم الإبلاغ عن هذه النتائج في 12 يناير/كانون الثاني من خلال المؤتمر الصحفي للجمعية الفلكية الأمريكية.
ويقول الباحثون إن "هذا هو أول مسح منهجي لهذا النوع الجديد من النجوم الثنائية، وما نكتشفه هو أن النجوم الزرقاء يمكن أن تتشكل من خلال النقل الجماعي من نجم مانح".
وأنظمة النجوم الثنائية، التي يدور فيها نجمان عن قرب حول بعضهما البعض، شائعة جدًا في مجرة درب التبانة، وتمثل الأنظمة حوالي نصف النجوم بحجم الشمس، وهي توفر ظروفًا فريدة لاختبار نماذج تشكيل النجوم، حتى بالنسبة للنجوم الفردية مثل كوكب الأرض.
واكتُشف المتشردون الزرق في الخمسينيات من القرن الماضي، وأصبحوا أكثر سخونة وإشراقًا وزرقة مما كان متوقعًا لأنهم امتصوا كتلة النجوم الشريكة لهم.
وفي عام 2019، أعلن علماء الفلك عن نوع جديد من النجوم غير المتوقعة، وهي النجوم الثنائية التي تدور حوالي 10 مرات أسرع من المعتاد، ولأنها كانت مختبئة على مرأى من الجميع، فقد أكسبت النجوم لقب "الأزرق الكامن".
ويقول ناين: "تبدو مثل أي نجم آخر في العنقود، لكنها تبرز لأنها تدور بسرعة كبيرة، ولم تكن هناك أي إجابة واضحة عن السبب".
ولاكتشاف كيفية الدوران بسرعة، قام فريق ناين بتشغيل تلسكوب هابل الفضائي على ثمانية من النجوم في العنقودM67، الذي يستضيف آلاف الأنظمة النجمية الثنائية التي تشكلت من نفس سحابة الغاز، وكان لدى 2 من الـ8 رفقاء، قزم أبيض حار في مكان قريب، وهو دليل واضح أن النجم الذي يدور بسرعة لديه شريك قادر على التبرع بكتلة له، وتقوم الكتلة المتبرع بها بتدوير النجوم بشكل أسرع أثناء امتصاصها.
وبالنسبة للستة الآخرين: "من المعقول أن يكون هناك قزم أبيض، لكن انتقال الكتلة حدث منذ فترة طويلة بما فيه الكفاية لدرجة أن القزم الأبيض قد برد بشكل يفوق قدرتنا على اكتشافه"، كما يقول ناين، ويمكن أن تستمر الزيادة في سرعة الدوران لمليارات السنين، بعد الوقت الذي تستغرقه الأقزام البيضاء لتبرد.
aXA6IDQ0LjIxMS4yNC4xNzUg جزيرة ام اند امز