بمشاركة الإمارات.. وزراء خارجية «بريكس» يجتمعون لبحث الاستجابة للأزمات والتحضير للقمة

يجتمع كبار الدبلوماسيين من دول مجموعة البريكس في البرازيل، لمناقشة استراتيجيات إدارة الأزمات العالمية وتنسيق الاستعدادات للقمة المقبلة.
من المتوقع أن تُكثّف دول مجموعة بريكس جهودها الإثنين في ريو دي جانيرو للدفاع عن التعددية، في ظل الحرب التجارية التي يشنّها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على دول العالم وخصوصا الصين، القوة الاقتصادية الأبرز في مجموعة الدول الناشئة هذه.
ويجتمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجموعة بريكس (أو ممثلوهم) لمدة يومين، قبل قمة رؤساء الدول المُقرر عقدها في ريو يومي 6 و7 يوليو/تموز.
هذا العام، تتولى البرازيل الرئاسة الدورية للمجموعة التي تضم، بالإضافة إلى الصين، كلا من روسيا والهند وجنوب أفريقيا والمملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة وإثيوبيا وإندونيسيا وإيران. وينعقد هذا الاجتماع في وقت حرج للاقتصاد العالمي.
- في اجتماع «بريكس» .. الإمارات تؤكد التزامها بمواصلة دعم التحول العالمي للطاقة
- اجتماع الشيربا الأول لمجموعة بريكس لعام 2025.. مشاركة إماراتية فاعلة
ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يصل النمو العالمي إلى 2.8% هذا العام، وهي نسبة تم خفضها مع الرسوم الجمركية التي أعلنها ترامب والإجراءات الانتقامية التي اتخذتها دول أخرى.
وقال كبير المفاوضين البرازيليين ماوريسيو ليريو يوم السبت إن "الوزراء يتفاوضون على إعلان يهدف إلى إعادة تأكيد مركزية النظام التجاري متعدد الأطراف وأهميته".
وأضاف للصحافيين أن مجموعة البريكس التي تمثل ما يقرب من نصف سكان العالم و39% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ستسعى إلى ترسيخ مكانتها مدافعة عن التجارة القائمة على قواعد في مواجهة الإجراءات الأحادية "من أينما أتت"، على حد تعبيره.
ومنذ عودته إلى السلطة في يناير/ كانون الثاني، فرض الرئيس الأمريكي رسوما جمركية بنسبة 10% على الأقل على معظم شركاء الولايات المتحدة التجاريين وتعرفات إضافية منفصلة بنسبة 145% على غالبية المنتجات الصينية التي تدخل الولايات المتحدة. وردت بكين بفرض تعرفات إضافية بنسبة 125% على المنتجات الأمريكية.
مشاركة إماراتية
ترأس سعيد مبارك الهاجري، مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية والتجارية وشيربا دولة الإمارات لمجموعة بريكس، وفد الدولة المشارك في اجتماع الشيربا الثاني لمجموعة بريكس خلال الفترة من 23-26 أبريل/نيسان 2025 في مدينة ريو دي جانيرو - البرازيل.
وتم عقد الاجتماع تحضيراً لاجتماع وزراء خارجية مجموعة بريكس، والمزمع عقده خلال يومي 28 و29 أبريل/نيسان 2025، وشارك أعضاء المجموعة خلال الاجتماع في المناقشات لصياغة بيان وزراء الخارجية، وتم خلاله الاتفاق على أوجه التعاون بين دول المجموعة.
وأكد الهاجري في مداخلاته على أهمية التوصل إلى نتائج اقتصادية ملموسة تنعكس بشكل إيجابي على اقتصادات دول المجموعة، كما أشاد بتعاون أعضاء المجموعة وحرص ممثلي الدول على تعزيز التعاون الاقتصادي.
وعقد الهاجري خلال الاجتماع ، عددا من اللقاءات الثنائية مع شيربا البرازيل - الدولة المضيفة ، بالإضافة إلى عدد من شيربا دول المجموعة لمناقشة سبل دفع التعاون إلى آفاق جديدة وتعزيز العلاقات الثنائية.
هيمنة الدولار
ومن المرجح أن تُدرج على جدول الأعمال القضية الحساسة المتعلقة بالتعاملات بالعملات غير الدولار الأمريكي داخل دول البريكس، وهي مسألة نوقشت في أكتوبر/ تشرين الأول في القمة الأخيرة للتكتل في قازان بروسيا.
وكان ترامب قد هدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الدول المعنية إذا حاولت وضع حد للهيمنة الدولية للدولار.
وتُعدّ البرازيل واحدة من أقل الدول تضررا من التعرفات الجديدة (10%).
وبالتالي، رأى روبرتو غولارت مينيزيس، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة برازيليا، أن حكومة الرئيس اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا قد تسعى إلى ضمان اعتمد "الحذر".
وقال لوكالة فرانس برس "إذا تبنينا موقفا أكثر صرامة تجاه الولايات المتحدة، فإن ذلك سيعني أن موقف الصين قد ساد".
سيترأس الاجتماع وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا، وسيحضره وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والصيني وانغ يي وآخرون.
ومن المقرر افتتاحه في حوالى الساعة 11,00 بالتوقيت المحلي (18,00 بتوقيت أبوظبي). ويُرتقب صدور إعلان نهائي بعد الظهر.
المناخ
ومن المرتقب أن يحتل تغير المناخ حيزا مهما من النقاش قبل بضعة أشهر فقط من مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP30 الذي ستستضيفه البرازيل في نوفمبر/ تشرين الثاني في مدينة بيليم الأمازونية.
وشدد المفاوض ماوريسيو ليريو على أن "مسألة التمويل أمر محوري جدا" بالنسبة إلى مجموعة بريكس. وكرر موقف البرازيل المتمثل في أن البلدان الغنية لديها "التزام" بتمويل التحول في مجال الطاقة في البلدان الأخرى.
وأعلنت واشنطن الجمعة أن المكتب الأمريكي المسؤول عن الدبلوماسية المناخية سيُغلق، وذلك بعد ثلاثة أشهر على الإعلان عن انسحاب الولايات المتحدة، أكبر ملوث في العالم، مرة جديدة من اتفاق باريس للمناخ.
والثلاثاء، ستنضم إلى دول بريكس في مناقشاتها تسعة بلدان مرتبطة بالمجموعة.