الغيوم المشرقة.. دراسة تكشف سر تكونها
ينتشر الهباء الجوي ويمتص ضوء الشمس، ويؤثر على تكوين الغيوم، ومع ذلك، فإن هذه العملية ليست مفهومة تمامًا بعد، مما يؤدي إلى شكوك كبيرة عند تقدير دور الهباء الجوي في تغير المناخ.
ومن المعروف أن الغيوم الأكثر إشراقا تقلل من كمية الإشعاع الشمسي الذي يصل إلى سطح الأرض، وبالتالي تساعد على تبريد السطح.
ولتقدير تأثير البشر على تغير المناخ بشكل موثوق، نحتاج إلى أن نكون قادرين على الفصل بين تأثيرات الهباء الجوي التي تحدث بشكل طبيعي وتلك التي يكون للنشاط البشري دورا فيها، وهو ما فعله باحثون من جامعة شرق فنلندا في دراسة تنشرها قريبا دورية "نيتشر كومينيكيشن".
ويقول تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة في 24 سبتمبر/أيلول الجاري، إن الدراسة قدرت تأثير المركبات العضوية المتطايرة المنبعثة من الغابات الشمالية في فنلندا على تركيز الهباء الجوي وخصائص السحب.
واعتمد التحليل على ملاحظات الهباء الجوي في محطة أبحاث الغابات (هيتيالا) في فنلندا، وأرصاد الاستشعار عن بعد لخصائص السحابة فوق جنوب فنلندا من أداة موديس (MODIS)، المحمولة في الفضاء، التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا".
وأوضح التقرير أن الملاحظات أظهرت تأثير الهباء الجوي الحيوي المكون من المركبات العضوية المتطايرة من النبات على كمية الإشعاع الشمسي الذي يصل إلى سطح الأرض، حيث قلل منه، عن طريق نثر المزيد من الإشعاع إلى الفضاء.
وعلاوة على ذلك، زاد هذا الهباء الجوي من كمية قطرات السحب وجعل السحب أكثر انعكاسًا، وتصبح كلتا العمليتين أقوى مع ارتفاع درجة الحرارة، مما يشير إلى أن الهباء الطبيعي يمكن أن يبطئ من احترار المناخ.
ويوضح التقرير أن أحجام التأثيرات الإشعاعية لهذه العمليات تتشابه ويكون تأثيرها المشترك مهمًا عند مقارنتها بالتأثير الإشعاعي للهباء الجوي البشري، لذلك، يجب النظر في هذه الآلية الطبيعية بمزيد من التفصيل في محاكاة نماذج المناخ.