خريطة نشاط الإخوان في ألمانيا.. منظمات وجمعيات ومراكز

شبكة ضخمة من المنظمات والجمعيات والمساجد في ألمانيا، تتبع تنظيم الإخوان، وترتبط فيما بينها بروابط شخصية أو غير مباشرة.
في خمسينيات القرن الماضي، بدأت تحركات الإخوان في الأراضي الألمانية مع وصول القيادي المصري سعيد رمضان، صهر مؤسس الجماعة حسن البنا، والقيادي بفرع الجماعة بسوريا، عصام العطار، الأراضي الألمانية، بالتزامن مع تشييد المركز الإسلامي في مدينة ميونخ جنوبي البلاد.
وفي عام 1958، أسست جماعة الإخوان أهم منظمة لها في ألمانيا، وهي منظمة المجتمع الإسلامي على أنقاض لجنة بناء المركز الإسلامي في ميونخ، قبل أن يتحول اسمها في 2018 إلى منظمة الجالية المسلمة الألمانية، في محاولة لإبعاد سمعة الارتباط بالإخوان عنها.
ومع مرور الوقت، أصبحت الجالية المسلمة الألمانية، المنظمة المظلية ونقطة الارتكاز الرئيسية في الشبكة، وتعد واجهة تنظيم الإخوان ومركز إدارة شبكته في البلاد.
وتتبع المنظمة استراتيجية خداع، أي أنها تتجنب الاعتراف بالانتماء لجماعة الإخوان والتصريحات المناهضة للدستور، في العلن.. لكن الاتصالات العديدة بين كبار مسؤولي الجالية المسلمة الألمانية، وقيادات الإخوان المعروفين خارج البلاد، توضح أن المنظمة النشطة في ألمانيا تنتمي إلى الشبكة العالمية للإخوان.
أحد أهداف المنظمة يتمثل في تقديم نفسها للسياسيين والسلطات وشركاء المجتمع المدني كجهة اتصال لإسلام عالمي يُزعم أنه معتدل. كما تنتهج استراتيجية للتأثير على المجال السياسي والاجتماعي في ألمانيا على أساس "أيديولوجية الإخوان".
50 مركزا
وبصفة عامة، يتعاون في الوقت الحالي حوالي 50 مركزًا إسلاميًا بشكل وثيق مع منظمة الجالية المسلمة، مع انضمام العديد من المساجد ودور الصلاة الأخرى.
وإجمالاً، من المرجح أن هذه الشبكة تؤثر على عدة عشرات الآلاف من المسلمين الذين يتعرضون لخطبها وبرامجها الدينية والمحاضرات والمؤسسات التعليمية وغيرها.
وفي عام 1994، أسست منظمة المجتمع الإسلامي الألماني ومنظمات أخرى مرتبطة بها مثل المركز الإسلامي في ميونخ، والمركز الإسلامي في آخن، المجلس المركزي للمسلمين الذي يضم 30 جمعية ومنظمة بينها "اتيب"، وهي منظمة تركية مرتبطة بتنظيم الذئاب الرمادية اليميني المتطرف.
ويٌتهم المجلس المركزي للمسلمين على نطاق واسع، بالخضوع لنفوذ المنظمات المرتبطة بالإخوان.
لكن في يناير/كانون الثاني 2022، حاول المجلس المركزي للمسلمين التنصل من خضوعه لنفوذ الإخوان، عبر طرد منظمة الجالية المسلمة الألمانية من عضويته، لكنه لا يزال يضم منظمات مرتبطة بالجماعة مثل المجلس الإسلامي في آخن.
1450
ووفق تقارير هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية بألمانيا"، فإن المركز الإسلامي في آخن والمركز الإسلامي في ميونخ، ومسجد طيبة في برلين، ومركز أبوبكر في كولونيا من أهم منظمات الصف الثاني في شبكة الإخوان.
وحتى اليوم، لا يزال المركز الإسلامي بميونخ يملك روابط بجماعة الإخوان المسلمين، رغم تغيير مقر منظمة الجالية المسلمة الألمانية من المدينة الواقعة في جنوبي ألمانيا، إلى مدينة كولونيا في الغرب.
والعام الماضي، ظهرت الروابط بين تنظيم الإخوان الإرهابي ومنظمة تنشط في مدينة بريمن الألمانية، تسمى "رابطة الجامعات الإسلامية في بريمن".
ووفق آخر تقرير لهيئة حماية الدستور على المستوى الفيدرالي، فإن عدد العناصر الأساسية للإخوان في ألمانيا تزايد بشكل كبير وملحوظ في الأعوام الماضية، وبلغ 1450 عنصرا في 2024، مقارنة بـ1040 في 2018.
نقطة تحول
وشهدت شبكة الإخوان في ألمانيا نقطة تحول رئيسية في ديسمبر/كانون الأول 2021، حين تفجرت قضية شراء شركة أوروبا تراست (ُEurope Trust)، المرتبطة بالإخوان، عقار في برلين وتحوليه إلى مقر لجمعيات معروفة بروابطها بجماعة الإخوان المسلمين.
وتبارت تقارير صحفية ألمانية في التحذير من تأسيس "بؤرة متطرفة" في قلب العاصمة الألمانية، ما كان له أثر بالغ في دفع الجماعة إلى أولويات الجدل السياسي في ألمانيا، ورسخ دور "أوروبا تراست" في البلاد.
ولا يتوقف الأمر عند ذلك، إذ أكدت السلطات الألمانية في 2020، أن منظمة الإغاثة الإسلامية، أحد أشهر جامعي التبرعات في البلاد، مرتبطة بتنظيم الإخوان، بروابط مؤسسية وشخصية، ووضعتها تحت الرقابة.