استجواب "عزت" يفتح خزينة أسرار الإخوان المالية
كشف باحث مصري متخصص بشؤون الجماعات الإرهابية، أن عملية استجواب محمود عزب القائم بأعمال مرشد الإخوان فتحت خزينة أسرار التنظيم المالية.
وفي أغسطس/آب الماضي، نجحت الداخلية المصرية، في القبض على محمود عزت، شرقي القاهرة، بعد 7 سنوات من القبض على محمد بديع المرشد السابق للجماعة في أغسطس/آب 2013.
ويقول عمرو فاروق، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية، لـ"العين الإخبارية" إن عملية القبض على محمود عزت القائم بأعمال المرشد في مصر، كاتم أسرار التنظيم، كشفت العديد من الملفات المتعلقة بالمحور الداعم ماليا للجماعة منذ يونيو/حزيران 2013، وما تلاها من سنوات.
وفي تصريحات خاصة، أضاف فاروق أن الأجهزة الأمنية المصرية حصلت على معلومات موثقة وواضحة حول المشاريع التابعة للجماعة سواء في العمق المصري أو في المنطقة العربية، فضلا عّن امتداداتها في الداخل الأوروبي.
وتابع: استجواب محمود عزت وما ضبط بحوزته من أجهزة رقمية كشف تفاصيل كثيرة عن حجم الأموال والمشاريع الاقتصادية التابعة للجماعة والعناصر التي تدير تلك المشاريع وأوجه إنفاقها وتحركاتها المالية من خلال تدويرها في اتجاهات مختلفة بما يصعب تتبعها أمنيا.
وشدد على أن دولا عديدة أبرزها إيران وماليزيا من أكثر الدول التي تمثل محفظة مالية للتنظيم الدولي للإخوان بحكم التوسعات الاقتصادية الإخوانية المقامة في تلك الدول، وتوافقها مع المشروع تيارات الإسلام السياسي بشكل كبير ، تحت رعاية النظام القطري، ذو التوجهات الاقليمية التوسعية في منطقة الشرق الأوسط.
ولفت فاروق إلى أن جماعة الاخوان عملت وسعت اقتصادياتها من خلال الشركات العابرة للحدود والقارات والتي تمكنها من اخفاء مصادر التمويل والممولين الرئيسيين، ورؤوس الأموال وحجم نشاطها، واستغلال السرية المطلقة لتلك الشركات العلاقة بما يحقق لها أهدافها في نقل الأموال وضخها في اتجهات مختلفة تحت مسمى الاستثمار، والتنمية الاقتصادية وخلافه.
وحول المعلومات المتعلقة بالجانب الأوروبي، أشار المختص إلى أن الإخوان منذ منتصف القرن الماضي اخترقوا المجتمعات الأوروبي وسيطروا على الجاليات الغربية والإسلامية من خلال المشاريع الاقتصادية، فضلا عّن السيطرة على كعكة الصداقات والتبرعات من خلال المؤسسات العاملة في الدور الاغاثي والتنموي.
بالإضافة إلى تحولهم لأداة استخباراتية تعمل لصالح أجندات استعمارية تستخدمهما كفزاعة بضرب العمق الأوروبي بشكل عام تحت مسمى "مشروع دولة الخلافة ".
ويعد عزت المسؤول الأول عن تأسيس الجناح المسلح بالتنظيم الإخواني والمشرف على إدارة العمليات الإرهابية والتخريبية التي ارتكبها التنظيم بالبلاد عقب ثورة 30 يونيو.
وصدر بحقه حكمان غيابيان بالإعدام في قضيتي التخابر مع دول أجنبية ضد منظومة الأمن القومي المصري، واقتحام الحدود الشرقية فضلا عن حكمين بالمؤبد (25 عاما).
كما يواجه تهمة تولي قيادة جماعة إرهابية والتي تصل فيها العقوبة للسجن المشدد والمؤبد وقد تصل للإعدام، وفق القانون المصري.
وعزت ليس مطلوبا في الداخل فقط، حيث إنه مدرج أيضا على قوائم الإرهاب للرباعي العربي (الإمارات والسعودية والبحرين ومصر).
ويعد عزت واحداً من الشخصيات الغامضة داخل الجماعة الإخوانية، ويوصف المرشد المؤقت في الوسائل الإعلامية تارة بأنه "الناب الأزرق"، و"ثعلب الإخوان"، و"صقر الإخوان"، و"المرشد الحقيقي".
من مواليد 13 أغسطس/آب عام 1944، انتظم في صفوف الإخوان منذ الستينيات من القرن الماضي، وهو أحد أقطاب "الجناح القطبي" الأكثر تشددا بالجماعة، والذي يقوم على مبدأ تكفير الدولة ووجوب مواجهتها بالسلاح.