طبيب يكشف أسباب الإصابة بمرض بروس ويلس "الخرف الجبهي الصدغي" (حوار)

قبل أيام، صدمت أسرة الممثل العالمي بروس ويلس محبيه في أرجاء الكوكب بإصابته بمرض نادر وخطير يطلق عليه "الخرف الجبهي الصدغي"، ما أثار حزن الملايين حول العالم.

ومنذ 11 شهرا مضت، أعلنت عائلة النجم الأمريكي المحبوب اعتزاله التمثيل بعد ثبوت إصابته بـ"الحبسة الكلامية"، إذ فقد القدرة على الكلام وهذا بدوره أثر على قدراته المعرفية، تحديدا قدرته على فهم الحديث أو التعبير عنه.

• إصابة بروس ويليس بالخرف الصدغي.. تعرف على أعراضه

لكن منتصف فبراير/شباط، كشفت أسرة بروس صاحب 67 عاما أن حالته تدهورت، وأن أحدث تشخيص لما يمر به هو إصابته بمرض الخرف الجبهي الصدغي.

"العين الإخبارية" أجرت حوارا مع الدكتور أحمد صلاح كامل، أستاذ مساعد جراحة المخ والأعصاب بكلية طب قصر العيني في مصر، عن طبيعة الخرف الجبهي الصدغي، وأسباب الإصابة بالمرض، وطرق الوقاية منه.

وإلى نص الحوار:

هل الخرف هو ذاته الخرف الجبهي الصدغي؟

الخرف هو الترجمة العربية لكلمة Dementia التي تعني تدهور وظائف المخ، وهو مصطلح قد يتعلق بالذاكرة أو وظائف أخرى مختلفة وليس كما يعتقد البعض أن الإنسان لا يتحدث بكلام مترابط.

أما الخرف الجبهي الصدغي Frontotemporal dementia فهو نوع غير منتشر من الخرف يؤثر على التصرفات واللغة بشكل تدريجي، نتيجة تضرر الفص الأمامي (الصدغي) من المخ، وهذا المرض يسوء بمرور الأيام.

وماذا عن أسباب الإصابة بالخرف الجبهي الصدغي؟

على رأس أسباب الإصابة بالخرف عامة هو التقدم في العمر فضلا عن الأسباب الجينية، لكن الخرف الجبهي الصدغي ليس من بين أنواع الخرف التي يكون العامل الجيني أحد أسبابها.

وهناك أسباب عامة تقود للإصابة بهذا المرض، مثل تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم والسكري والتدخين واتباع روتين غير صحي الذي يقود في النهاية إلى تدهور وظائف المخ والإصابة بالخرف.

وما هي أعراض الإصابة بالخرف الجبهي الصدغي؟

يشخص الطبيب هذا المرض اعتمادا على عدد من العلامات، أبرزها:

- حدوث تغيرات في الشخصية والتصرفات: مثلا يصبح المريض شخصا مندفعا أو غير متعاطف وأناني جدا، أيضا قد يأكل كثيرا ويصاب بفقدان الشغف ويصبح سلوكه قريبا من مصاب الاكتئاب.

- ظهور مشاكل في اللغة: مثلا تصبح طريقته في الحديث بطيئة، ويبذل مجهودا حتى يجد الكلمات التي يعبر بها عما يريد وقد يركب الجملة خطأ، أي يستخدم كلمات في غير محلها، وأيضا يبذل مجهودا ليخرج صوت الكلمة صحيحا أو ينطقها بشكل صحيح.

- المرحلة الأكثر تطورا تتعلق بتأثر قدراته العقلية: مثلا يفقد تركيزه بسهولة، ويشعر أنه يجاهد لترتيب أو تنظيم شيء ولا يستطيع التفكير بطريقة منتظمة ما يؤثر كثيرا على من يعمل خاصة، وبشكل عام تصبح هناك مشاكل في الذاكرة في مرحلة متأخرة.

- هناك تأثيرات تظهر على الجسد نفسه: مثلا تيبس في الحركة وضعف في العضلات المهمة وعدم تحكم في البول أو البراز، وكل هذا يصعب من الحياة اليومية على المريض.

وكيف نميزه عن أنواع أخرى من الخرف؟

ما يميزه عن أنواع أخرى من الخرف أن مريض الخرف الجبهي الصدغي يعاني من مشاكل في اللغة والتصرفات والتنظيم والترتيب أكثر منه في الذاكرة، لكن إذا قورن مثلا ألزهايمر تكون مشكلة المريض الأساسية في الذاكرة.

ما الفئة الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض؟

الجميع معرض للإصابة بالخرف الجبهي لكن عادة هذا المرض يصيب الفئة العمرية بداية من 45 عاما، وهو أكثر انتشارا بين من يبلغون 65 عاما.

كيف يعالج هذا المرض؟

لا يوجد علاج محدد لمرض الخرف الجبهي الصدغي حتى الآن، لكن يصف الطبيب المعالج الأدوية التي تساعد في تحسين بعض التصرفات مثل التغيرات في الشخصية، فضلا عن خضوع المريض للعلاج الطبيعي ويمارس تمارين الذاكرة حتى لا تضعف أو تسوء أكثر.

وما هي طرق الوقاية من الخرف الجبهي الصدغي؟

الوقاية من هذا المرض تتطلب أن يعيش الإنسان حياة صحية سليمة، لأن ما يحدث في نهاية عمر كل شخص هو محصلة لما فعله طوال سنوات حياته، وبالتالي هذا يستوجب أن يحرص الإنسان على تناول أكل صحي يخلو من المواد الحافظة والألوان ويحميه من ارتفاع الكوليسترول أو الإصابة بالسكري والقلب، فضلا عن الاهتمام بممارسة الرياضة واتباع روتين حياة صحية.

لماذا يوصف هذا المرض بالخطير؟

مبدئيا الخرف الجبهي الصدغي مرض نادر غير شائع وقليل حول العالم من يصابون به، وإصابة بروس ويلس به يعني أننا فقدناه للأبد، فلن يستطيع التمثيل مرة أخرى ولن يعود نفس الشخص الذي عرفناه وتتغير شخصيته ويغير الخرف من تصرفاته، كما أن المرض سيزداد سوءا تدريجيا ولا يوجد علاج محدد له، كل هذا جعل متداولي خبر إصابته بالخرف الجبهي يصفونه بـ"الخطير".