كشف علماء آثار عن سر جديد يكشف عن كيفية بناء المصريين القدماء لأهراماتهم الضخمة.
فقد تم اكتشاف نظام هندسي مائي معقد بالقرب من الهرم المدرج لـ"زوسر"، أقدم هرم في مصر.
ووفقاً للدراسة المنشورة في مجلة "بلوس وان"، تم بناء السدود غرب الهرم في وادي أبو صير، ويمتد لمسافة 1.2 ميل (1.5 كيلومتر) مع جدران عرضها نحو 50 قدماً (15 متراً).
وكانت السدود تجمع الماء عند فيضان النيل، ثم تُوجه الماء عبر خندق عميق، يبلغ طوله نحو 1300 قدم، وعمقه 89 قدماً، يحتوي على أحواض عدة لترسيب الرواسب في القاع ومنع انسداد النظام في الأجزاء العليا.
يعتمد هذا النظام على شبكة من السدود والقنوات والآبار التي كانت تجمع مياه الفيضان من نهر النيل وتوجهها إلى موقع البناء.
قوة دفع الماء في البئر كانت تعمل كرافعة هيدروليكية، تدفع الحجارة الثقيلة إلى أعلى لتضاف إلى هيكل الهرم، حسبما أفادت صحيفة "التليغراف".
هذا الاكتشاف يغير فهمنا لكيفية بناء الأهرامات، ويؤكد مدى تقدم الحضارة المصرية القديمة في مجال الهندسة والتقنية. فقد تمكن المصريون من استغلال قوة الطبيعة لتنفيذ أكبر المشاريع الهندسية في التاريخ.
وقال كزافييه لاندرو، رئيس معهد الباليوتقنية في باريس: "يشتهر المصريون القدماء بريادتهم وإتقانهم للهيدروليك عبر القنوات لأغراض الري والزوارق لنقل الحجارة الضخمة... هذا العمل يفتح خطاً جديداً من البحث عن استخدام القوة الهيدروليكية لإقامة الهياكل الضخمة التي بناها الفراعنة".