على مساحة 2500 متر.. فريق نسائي عراقي يؤسس محمية للحيوانات السائبة ببغداد
بعد 3 سنوات من العمل، نجح فريق تطوعي نسائي بالعراق، في إنشاء محمية لإيواء الحيوانات السائبة بالعاصمة بغداد.
الفريق مكون من علياء الربيعي، رئيس الفريق التطوعي، بالإضافة إلى 3 نساء أخريات، ويعملن جميعهن على ترتيب أوضاع المحمية، التي أنشئت على أرض مساحتها 2500 متر عند منطقة الرضوانية غربي بغداد.
تقول علياء الربيعي، رئيس الفريق: "في البدء كان هنالك صفحة إلكترونية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أطلقناها قبل سنوات للاهتمام برعاية الحيوانات السائبة ممن أصابها الضرر والمرض وخلالها تم التعرف بمجموعة ممن يشاطرونني الاهتمام بهذا الأمر".
وأضافت "الربيعي": "تطور الأمر فيما بعد ذلك وحملت الصفحة عنوان (فريق إنقاذ الحيوانات في بغداد)، وتجاوز عدد متابعيها 100 ألف، مما وسع من عمل الفريق النسائي يرافقه عنصر ذكوري حاصل على شهادة الهندسة".
توضح "الربيعي"، الحاصلة على شهادة جامعية في العلوم، أن "الآلية التي جرت في العثور على الحيوانات السائبة اعتمدت على ما يصل إليهم عبر الصفحة من مناشدات وإشعارات من قبل المتابعين بوجود كلاب أو قطط سائبة تعاني الإصابة ليقوم الفريق فيما بعد بتقديم الرعاية اللازمة لها".
وتستدرك بالقول: "ما بعد الانتهاء من معالجة الكلاب والقطط السائبة، ولصعوبة إيوائها قبيل افتتاح المحمية، كنا غالباً ما نعيد إطلاقها عند المناطق الريفية حال تعثر وجود من يتبنى رعايتها".
لكن أغلب الحالات التي تصل إلى الفريق تحتاج إلى عمليات جراحية مكلفة عند إجرائها في العيادات البيطرية، مما اضطرها "الربيعي" مؤخراً لفتح باب التبرعات أمام متابعي الصفحة.
تتحدث "علياء"، لـ"العين الإخبارية"، موضحة أنها وخلال مشوار بدأ منذ مطلع 2018، استطاعت بمعية فريقها من تطبيب أكثر من 300 كلب وقطة، كما تبنى العديد من المتابعين لتلك الحيوانات بعد اكتسابها الشفاء التام.
ويعني الفريق بالحيوانات السائبة من الكلاب والقطط ممن تعرضوا لإصابات أو إعاقة كالبتر والعمي والأمراض الجلدية، مع أن تكلفة معالجتها باهظة مقارنة بما تمتلكه النساء الـ4 من إمكانات محدودة.
ورغم المعوقات المادية وممانعات الأهل خشية التعرض لخطر الإصابة من الحيوانات السائبة، استطاع الفريق شراء قطة أرض بمبلغ 25 مليون دينار، (17 ألف دولار)، أسهمت ندى التميمي في توفير نصفه من مالها الخاص.
التميمي، هي أحدى عضوات الفريق، وتعمل موظفة في القطاع الحكومي، إلا أن شغفها في مساعدة الحيوانات وتقديم الرعاية اللازمة لم يمنعها من مواصلة الدرب.
تعيش التميمي فرحة كبيرة عن مشروعهم الذي دشن قبل أيام، إلا أن هنالك غصة تنتابها وهي تتحدث عن "كراميل" التي ماتت قبل يوم من افتتاح المحمية.
وكراميل قطة كانت أصيبت بكسر في فكها العلوي وانطفاء في عينيها مما اضطر ندى إلى التكفل بإطعامها بشكل مباشر لمدة عام داخل منزلها، بعد خضوعها للعديد من العمليات الجراحية. تقول التميمي بحسرة: "كنت أتمنى أن آراها في المحمية".
بنيت المحمية على مساحة 2500 متر، وتضمّ جناحاً من البناء الجاهز به غرفتين لإيواء الحيوانات ومعالجتها، وباحة صغيرة، فضلاً عن مبنى مقسم إلى مطبخ ومخزن وحمام.
ويوجد كذلك قفص معدني كبير مغطى بقطع بلاستيك سميك، مساحته 100 متر مربع مخصص لإيواء الحيوانات التي تنهي مرحلة العلاج.
كانت سالي الجبوري، العضو الثالث في فريق "إنقاذ الحيوانات السائبة"، تولت مهام الإشراف على فرز قطعة الأرض التي تم شرائها وتواصلت مع العاملين فيها حتى إتمام مرحلة البناء التي استغرقت نحو 5 أشهر.
وتأمل الجبوري توسيع المكان خلال المستقبل القريب ليكون أول مستشفى بيطري للحيوانات الشاردة في العراق.
واستهل الفريق افتتاح المحمية، بإيواء ثلاثة كلاب وسبع قطط، بينها القطة "لولو" التي بتر أحد أطرافها والهر "زعتر" الذي فقد بصره في حادث دهس عند إحدى مناطق بغداد.
تتحدث الجبوري، عن قصتها مع كلب سائب مصاب بطلق ناري في ساقه، تآلفت معه حتى باتت تناديه "وليدي"، وأجريت له عملية زرع بلاتين إلا أن حالته الصحية تضاعفت لتنتهي بوفاته قبل 5 أيام من افتتاح المحمية.
وكانت تقارير بيئية كشف في منتصف العام الماضي، وجود نحو 500 ألف كلب سائب في العراق، مما يهدد بمخاطر صحية واجتماعية.
وبين الحين والآخر تنفذ اللجان الصحية في العراق، عمليات إبادة للكلاب السائبة أغلبها ينفذ بطلق ناري، وسط اعتراضات لجان ومنظمات حقوقية تعنى حماية الحيوان.
تقول رئيس الفريق، التي تعترض بشدة حملات قتل الحيوانات السائبة إن "أغلبها لا ينتهي إلى الموت خلال عمليات الإبادة الصحية وإنما تتعرض للعوق والإصابات التي تحد من حركتها مما يفاقم من معانتها".
ويخل العراق من محميات طبيعية للكلاب والقطط السائبة ما خلال بعض الأمكن التي تخصص لفصائل معينة من الحيوانات من بينها الغزلان والضباع والخيول.