جاء إعلان رحيل سيرجيو بوسكيتس عن برشلونة الإسباني بنهاية الموسم الحالي 2022-2023، لينهي لعنة "الأبقار المقدسة" داخل النادي الكتالوني.
ونجح فريق برشلونة بقيادة ليونيل ميسي في أن يهيمن على كرة القدم الأوروبية في عامي 2009 و2011، من خلال التتويج بدوري أبطال أوروبا مرتين، بفضل مجموعة من اللاعبين الشباب آنذاك، قادهم بيب غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي الحالي.
وحقق برشلونة خلال حقبة بيب ثم مع لويس إنريكي 3 ألقاب لدوري أبطال أوروبا، وهيمن على لقب الدوري الإسباني الذي تُوج به منذ عام 2009 إلى الآن 8 مرات قابلة للزيادة إلى 9 حال فاز الفريق على إسبانيول يوم 14 مايو/أيار الجاري.
هل ينهي رحيل بوسكيتس اللعنة؟
ولكن برشلونة عانى في السنوات الأخيرة من هزات عديدة، خاصة على الصعيد الأوروبي، حيث تلقى الفريق هزائم كبيرة وعديدة مثل السقوط ضد روما الإيطالي في مفاجأة غريبة 0-3 في 2018، وليفربول 0-4 عام 2019، ثم بايرن ميونخ 2-8 في 2020، وباريس سان جيرمان 1-4 في 2021، وتوديع دوري أبطال أوروبا أخر عامين من الدور الأول.
وفي تلك الأثناء، كان يُنظر لبوسكيتس ورفاقه من أمثال جيرارد بيكيه وحتى ميسي على أنهم كالأبقار المقدسة التي لا يمكن المساس، بها ويجب أن تبقى مهما تراجع مستواها.
وتعرض بوسكيتس تحديداً لانتقادات حادة في الأعوام الأخيرة بسبب البطء وعدم القدرة على مجاراة سرعات لاعبي الفرق الأوروبية الكبرى كباريس سان جيرمان وبايرن ميونخ.
وقبل بوسكيتس، أعلن جيرارد بيكيه رحيله بنهاية العام الماضي 2022، وهو الذي أكد مراراً: "لو رحيلي سيوقف هزائم برشلونة سأترك النادي الآن".
ورحل ليونيل ميسي عن برشلونة في 2021، وبعد خروجه نجح في التتويج بـ3 ألقاب مع منتخب الأرجنتين الذي لم يحقق معه أي لقب في أثناء تمثيله للعملاق الكتالوني.
وفاز ميسي مع الأرجنتين بثلاثية كوبا أمريكا وكأس فيناليسما وكأس العالم في أعوام 2021 و2022 على الترتيب، وكل ذلك بعد الخروج من كامب نو والانتقال إلى باريس سان جيرمان.
قبل ذلك كان نجوم الجيل الذهبي يتوارون عن الأنظار في كامب نو عاماً تلو الآخر، بداية من حارس المرمى فيكتور فالديز، والقائد السابق كارليس بويول في 2014.
وبعدها رحل تشافي هيرنانديز في 2015، ثم البرازيلي داني ألفيس في 2016، ويليهما أندريس إنييستا في 2018، ثم ميسي وبيكيه وبوسكيتس في 2021 و2022 و2023 على الترتيب.
ولم يعد يتبقى ممن أُطلق عليهم اسم "الأبقار المقدسة" سوى الإسبانيين سيرجي روبرتو وجوردي ألبا، وينتهي عقداهما مع الفريق الكتالوني بنهاية الموسم المقبل، مع وجود أنباء تفيد إلى إمكانية رحيلهما في الصيف المقبل.
تشافي يبني جيلاً جديداً
وبين رحيله كلاعب في 2015 وعودته كمدرب في نهاية 2021، نجح تشافي هيرنانديز في محاولاته لخلق فريق جديد لبرشلونة في الفترة الأخيرة، مستغلاً المواهب التي يذخر بها النادي.
ويضم برشلونة الآن بين صفوفه مجموعة من أهم الأسماء الواعدة، مثل غافي وبيدري في خط الوسط، والمغربيين لاميان يامال وعبدالصمد الزلزولي في الجناح.
وفي الإطار ذاته، تظهر أسماء أخرى، كالأوروغواياني رونالد آراوخو، 24 عاماً، وأليخاندرو بالدي (19 عاماً)، وفرينكي دي يونج (25)، والبرازيلي رافينيا (26).
ويبدو أن بصمات المدرب السابق للسد القطري قد ظهرت بالفعل، بعدما نجح البارسا في الفوز بكأس السوبر المحلية، أول بطولة منذ رحيل ميسي، في يناير/كانون الثاني الماضي، ثم الاقتراب من إحراز لقب الليغا للمرة الأولى منذ عام 2019.