الشراء ليس سببا دائما للسعادة.. دراسة أمريكية تكشف السر
إذا سألت مجموعة من الأشخاص عن الأشياء التي تجعلهم يشعرون بالسعادة، فمن المؤكد أن الإجابة التي قد يرددها البعض، هي "سعادة الشراء".
تلك التي تتحقق عند شراء شيء جديد، ولكن المفاجأة التي كشف عن بحث جديد، هو أن "سعادة الشراء" لا تتحقق دوما.
وأظهر البحث الجديد الذي أجرته كلية فوكوا للأعمال بجامعة ديوك الأمريكية أنه سواء كان الناس سيحصلون على قميص جديد، أو جهاز كمبيوتر جديد، أو يقومون برحلة، فإنهم يستمدون قدرًا أقل من "سعادة الشراء" عندما يكون الشراء مقترنا بمعاناتهم من ضغوط مالية.
ويقول أستاذ التسويق في فوكوا، جافان فيتزسيمونز، الذي شارك في تأليف الدراسة التي نشرتها دورية " أبحاث المستهلك: "بسبب السؤال في ذهن المستهلك حول الأشياء الأخرى التي كان بإمكانهم استخدام المال من أجلها، فهذا يجعلهم أقل سعادة بما اشتروه في نهاية المطاف".
ويدفع هذا الشعور المنقوص بالسعادة المستهلكين أيضًا إلى ترك مراجعات أسوأ لتلك المشتريات، وهي نظرة ثاقبة يمكن أن تساعد الشركات عند التماس آراء العملاء لتشجيع المزيد من المبيعات، فكونك مستهلكًا يعاني من ضائقة مالية يؤثر على أكثر من مجرد "سعادة شراء" الشخص، بل يمكن أن يؤثر أيضًا على مبيعات الشركة، حيث أظهرت الدراسة أن المستهلكين المقيدين مالياً يتركون مراجعات أسوأ.
وحلل الباحثون خلال الدراسة المراجعات عبر الإنترنت من موقع (Yelp ) لأكبر 15 سلسلة مطاعم في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وفحصوا البيانات لمزيد من المعلومات، وبعد ذلك، استخدموا بيانات المسح الأمريكية لتحديد الرموز البريدية التي أبلغ الناس فيها عن ضغوط مالية، فوجدوا أن الأشخاص الذين زاروا المطاعم في الرموز البريدية حيث شعر السكان بمزيد من الضغوط المالية كتبوا أيضًا تعليقات أسوأ.
وفي تجارب أخرى، اختبر المؤلفون ما إذا كان بإمكانهم إثارة مشاعر القيود المالية من خلال مطالبة الناس بالتفكير في الضغوط المالية في حياتهم.
وفي الواقع، يمكن حث الناس على الشعور بمزيد من القيود، ونتيجة لذلك، كان هؤلاء الأشخاص أقل سعادة بمشترياتهم وكتبوا تقييمات أقل إيجابية.
ويقول رودريجو دياس من جامعة ولاية سان دييغو، والباحث المشارك بالدراسة "غالبًا ما يشجع المسوقون العملاء على كتابة مراجعات، ويشير بحثنا إلى أن المسوقين قد يرغبون في التفكير فيما إذا كانوا يطلبون من الأشخاص الذين يشعرون بالقيود المالية أن يكتبوا مراجعة، أو ربما لتجنب مطالبة العملاء بمراجعة مشترياتهم خلال أوقات محددة عندما يشعرون بالتوتر المالي، مثل قبل يوم الدفع مباشرة".
وتشير التكاليف المرتفعة بسبب التضخم وعوامل أخرى إلى أن المستهلكين قد يواجهون ضغوطًا مالية أكبر في الأشهر المقبلة، وقد يؤدي هذا الضغط المالي الإضافي إلى إجبار المزيد من "الاستهلاك التعويضي"، أو شراء الأشياء ليس فقط من أجل وظيفتها أو غرضها، ولكن لتحقيق غرض ما، وقال دياس إن المشتري يعتقد أن هذا العنصر سيعوض عجزا في مجال آخر من حياته.
ويقول: "الأشخاص الذين يعانون من قيود مالية هم أكثر عرضة لشراء أشياء لتحسين سعادتهم، لكن بحثنا يظهر أن ما يحدث هو عكس ذلك تمامًا".
aXA6IDMuMTQyLjIxMi4xMTkg جزيرة ام اند امز