الذكاء الاصطناعي مديرا للثروات.. أهلا بكم في عصر المستشارين الآليين
يبدو أن التقنيات المتقدمة، وخاصة تطوير الذكاء الاصطناعي، باتت تقتحم مجالات جديدة تنافس فيها البشر، وتحديدا خدمات إدارة الثروات.
حيث ظهر المستشارون الآليون في مجال إدارة الثروات عبر منصات خاصة بعملية إدارة محفظة استثمارية، تتطلب الحد الأدنى من التدخل البشري وتأخذ في الاعتبار طلبات العملاء الفردية.
ونقل موقع "يورو أكتيف" عن ماكسيم كوريتسكي خبير مالي في شركة بلاك شيلد كابيتال جروب وإيليا كيسليتسكي رئيس قسم التحليلات في الشركة أن هناك نحو 50% حاليا من جيل الألفية مهتمون بخدمات المستشارين الآليين، وهذا الرقم هو ما يقرب من ضعف مستوى اهتمام الجيل السابق.
المستشارون الآليون في مجال إدارة الثروات
وتنمو شريحة الشركات التي تستخدم المستشارين الآليين بسرعة كبيرة. ووفقًا لشركة جراند فيو ريسيرش، يبلغ متوسط معدل النمو السنوي لهذه الصناعة حوالي 14%، ويتوقع بحلول نهاية هذا العام أن يكون لدى الذكاء الاصطناعي 1.4 تريليون دولار أصول تحت الإدارة، وتقدر القيمة السوقية للشركات في هذا المجال بالفعل بنحو 50 مليار دولار.
ويثير ذلك تساؤل حول ما إذا كان ذلك يعني أن الروبوت سيحل قريباً محل مستشار الاستثمار التقليدي؟ وللإجابة عن ذلك، يمكن مقارنة نقاط القوة والضعف لدى البشر والذكاء الاصطناعي في سياق خدمات إدارة الثروات.
خدمات اصطناعية
وبفضل خوارزميات الذكاء الاصطناعي، يقوم المستشارون الآليون بتحليل وضع السوق بدقة استثنائية وسرعة قصوى والتوصية باستراتيجيات الاستثمار المثالية ولا يوجد "عامل إنساني" ولا مكون عاطفي في بعده السلبي، ولذلك، تقل احتمالات الخطأ.
كما أن معظم طلبات العملاء يتم تحديدها وتوحيدها ضمن قوائم تنشئ لها حلول. ويقوم الذكاء الاصطناعي بذلك من خلال الأخذ في الاعتبار عوامل مهمة مثل مدى تحمل العميل للمخاطر، والعائد المستهدف، وهيكل وجودة الأصول في المحفظة الاستثمارية.
وتعتبر الخوارزميات قادرة على إظهار قدرة عالية على التكيف وحتى المرونة لطلبات المستخدم إذا لزم الأمر.
وتسمح أتمتة العمليات للمستشارين الآليين بتقديم خدماتهم بتكاليف أقل بكثير مقارنة بالمستشارين التقليديين. وهذا يخلق فعالية من حيث التكلفة للمستثمرين. كما تعتبر الحلول الآلية أرخص،.
وإذا ما الذي يمكن أن يقدمه الإنسان في صناعة إدارة الثروات لمنافس يبدو مثاليًا مثل الذكاء الاصطناعي؟ ولذلك هذه مزايا المستشارين التقليديين.
التنافس مع البشر
توجد عدة أمور يمكن من خلالها ان ينافس المستشار التقليدي لادارة الثروات أمام منافسه الاصطناعيين.
ويدرس مديرو الثروات التفاصيل النفسية والعاطفية لعملائهم، حتى يتمكنوا من بناء تواصل أكثر ثقة معهم على عكس الروبوتات حيث يساهم التواصل المباشر، إلى حد ما، في تحسين خدمة العملاء ويترك انطباعًا لطيفًا بالتعاون.
كما أن الإجراءات الإلكترونية الموحدة لا تحل محل التواصل البشري بشكل كامل وكذلك لن يكون كل عميل راضيًا عن العروض الموحدة، حيث يجب تطوير الحلول الفردية من خلال التواصل المباشر.
وفي كثير من الأحيان، يبحث العملاء عن حلول لمهام مختلفة التي قد لا يتمكن الذكاء الاصطناعي من تقديمها. على سبيل المثال، يحتاجون إلى المشورة والحل الفعال لتحسين الضرائب أو القيود التنظيمية. كما يطلب بعض العملاء إنشاء محفظة مختلطة من الأصول، والتي قد تشمل أيضًا شركات غير عامة، في حين تتخصص الاستشارات الآلية بشكل أساسي في الأصول المطروحة للتداول في أسواق المال فقط .
وفي بعض الأحيان، يحتاج العميل إلى سلوك اتجاه استثماري معين بسرعة بما يتماشى مع التغيرات العالمية حيث يمكن للمستشارين التقليديين التكيف بسرعة أكبر مع الظروف الجديدة ومراعاة الجوانب غير المتوقعة، مما يجعلهم أكثر مرونة في التعامل مع المواقف الصعبة.
وتلعب الخبرة المتراكمة والفهم المتعمق لاتجاهات السوق دورا للمستشارين المحترفين ليس فقط بتعديل مقترحات المستشارين الآليين، ولكن أيضًا بتقديم المشورة التي لا تقتصر على الإحصائيات.
لكن في النهاية، لا يمكن حسم من لديه فرصة أفضل للفوز على المدى الطويل الروبوت أم الإنسان؟ فلا توجد إجابة محددة، حيث أن التطور الديناميكي للتكنولوجيا يعيد كتابة سيناريوهات سوق الاستثمار.
وبحسب رويترز، تضاعفت نسبة الشركات التي تذكر الذكاء الاصطناعي في تقاريرها ربع السنوية في العام الماضي وحده. ومن بين الشركات المدرجة على مؤشر ستاندرد آند بورز 500، يزيد العدد عن الثلث بنسبه (36%).
وبالتالي من الضروري تطوير التآزر بين الذكاء الاصطناعي والإمكانات البشرية بما يمكن أن يساهم بالفعل في إنشاء استراتيجيات فعالة ومرنة، مما يسمح بتلبية احتياجات المستثمرين بكفاءة.
aXA6IDE4LjExNy43NS42IA== جزيرة ام اند امز