وفاة السفاح الأمريكي.. الذي لم يقتل أحدا
إدارة الإصلاح والتأهيل في ولاية كاليفورنيا أعلنت وفاة السفاح الأمريكي الشهير تشارلز مانسون عن عمر ناهز 83 عاما لأسباب طبيعية
أعلنت إدارة الإصلاح والتأهيل في ولاية كاليفورنيا وفاة السفاح الأمريكي الشهير، تشارلز مانسون، العقل المدبر لعدة جرائم قتل هزت المجتمع الأمريكي في أواخر ستينيات القرن الماضي بمدينة لوس أنجلوس، وقال المسؤولون إن وفاته جاءت نتيجة أسباب طبيعة في مستشفى مقاطعة كيرن عن عمر ناهز 83 عاما.
وتصدرت عناوين الصحف الأمريكية والبريطانية، الاثنين، أنباء وفاة ومانسون، الذي ولد في ولاية سينسيناتي عام 1934، وكان زعيم طائفة دينية وعصابة (عشيرة مانسون) ارتكبوا عدة جرائم قتل لسكان هوليوود عام 1969، حسب صحيفة "يو إس إيه تودي".
كان مانسون، الشهير بعيونه الوحشية ونظراته النارية، يعاني مؤخرا مشكلات في الجهاز الهضمي وتم نقله ذهابا وإيابا إلى المستشفيات في السنوات الأخيرة، حيث كان يقضي عدة أحكام بالسجن مدى الحياة في سجن ولاية كوركوران بولاية كاليفورنيا.
وقد نفذت عمليات قتل "تاتي-لابيانكا" الدموية أو مذبحة "عشيرة مانسون"، وهي مزيج من جرائم الجنس والمخدرات وموسيقى الروك آند رول، خلال فترة الستينيات على مدى ليلتين في أحياء لوس أنجلوس الراقية.
وقال فينسنت بوجليوسي، الذي كان يحقق في قضية مانسون، وألف في وقت لاحق كتاب "هيلتر سكيلتر" الأكثر مبيعا عن عمليات القتل، في عام 2009 إن اسم "مانسون ذاته أصبح عن تجسيد للشر"، بحسب صحيفة "لوس أنجلوس تايمز".
وأضاف "لقد جاء لتمثيل الجانب المظلم والخبيث من حياة البشر، وأيا كانت الأسباب، هناك جانب من الطبيعة البشرية مفتون بالشر الخالص غير المشوب".
ومن بين الضحايا الذين قتلوا بأوامر مانسون في أول ليالي المذبحة، 8 أغسطس/آب عام 1969، الممثلة شارون تيت (26 عاما)، الزوجة الحامل للمخرج رومان بولانسكي، وريثة شركة فولجرز للقهوة أبيجيل فولجر (25 عاما)، ومصفف شعر المشاهير جاي سبرينج (35 عاما)، والكاتب ووجسيتش فريكوسكي (32 عاما) وستيفن بارنت، وهو مراهق كان يزور المنزل في بينيديكت كانيون.
وقام قتلة عائلة "مانسون"، ومنهم التلميذ والحامي تشارلز "تكس" واتسون، وسوزان أتكينز وباتريشيا كرونوينكيل، بإطلاق النار على ضحاياهم وطعنوهم أكثر من 100 مرة قبل مغادرتهم، وكتبوا كلمة "خنزير" بالدماء على الباب الأمامي.
وأطلق مانسون في تعليقه لأتباعه على المذبحة اسم "هيلتر سكيلتر"، على اسم أغنية البيتلز التي تحمل نفس الاسم، وقال إنه يريد أن تبدأ عمليات القتل حربا عرقية من خلال ترك أدلة تشير إلى قتلة سود.
وكان المنزل مسرح الجريمة مملوكا في السابق إلى تيري ميلشر، وهو منتج تلفزيون وتسجيلات رفض من قبل توقيع عقد مع مانسون، الذي كان آنذاك عازفا وكاتب أغاني طموح، وعلى الرغم من أن ميلشر لم يعد يعيش في المنزل في أواخر الصيف 1969، أرسل مانسون أتباعه إلى الموقع لقتل أي شخص هناك.
في الليلة الثانية، رافق اثنين آخرين من "الأسرة"، هما ليزلي فان هوتن، وستيف "كليم" جروجان فرقة القتلة الأصلية إلى حي لوس فيليز في لوس أنجلوس وطعنوا لينو لابيانكا، وهو مدير سوبر ماركت ثري وزوجته روزماري.
غير أن مانسون (34 عاما) كان مستاء من عملية القتل "الفوضوية" في بيت "تيت"، وأعطاهم تعليمات دقيقة لعمليات القتل الثانية، وأمر أتباعه بربط الزوجين بأسلاك المصباح وتغطية رؤوسهم بوسادات قبل طعنهم عدة مرات.
وأدين مانسون والأفراد الخمسة في "أسرته" عام 1971 بالقتل من الدرجة الأولى والتآمر لارتكاب جريمة قتل، وحكم عليهم جميعا بالإعدام، وتم تخفيف الأحكام إلى السجن المؤبد عندما تم حظر عقوبة الإعدام لفترة وجيزة في العام التالي.
وذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" أن أحد أعضاء الطائفة، وهي ليندا كاسابيان، أوصلت القتلة بالسيارة إلى منزل لابيانكا، لأنها الشخص الوحيد الذي يحمل رخصة قيادة سارية المفعول، وحصت على حصانة للإدلاء بشهادتها ضد المجموعة.
وقال المحقق بوجليوسي، إن عائلة "مانسون"، التي تعمل من مزرعة مهجورة في صحراء موهافي، هي المسؤولة على الأرجح عن مقتل 35 شخصا في لوس أنجلوس وحولها، وخلال المحاكمة، ندد بوجليوسي مانسون باعتباره "مهراجا ديكتاتوريا لقبيلة من العبيد لاعقي الأحذية (المتملقين)".
وخلال المحاكمة التى استمرت 7 أشهر، استمر مانسون في التأثير على أعضاء طائفته سواء في قاعة المحكمة أو خارجها، وبعض المتهمين الشباب كانوا يضحكون ويغنون خلال إجراءات المحاكمة. وفي وقت ما، وصل مانسون إلى المحكمة مع علامة "إكس" منحوتة على جبهته، وحذت "عشيرته" حذوه في اليوم التالي.
وفي شهادته أثناء المحاكمة، نفى مانسون التهم ووصف نفسه بأنه شخصية تشبه الحرباء: وقال "تشارلي لا يظهر نفسه قط... والناس يرون في تشارلي انعكاسهم الخاص.. ليندا كاسابيان شهدت ضدي لأنها رأتني بصفتي والدها الذي لم تحبه قط... أنا أفعل ما يمليه علي الحب".
العقل المدبر
كان مانسون العقل المدبر والمُستقصي عن الحقائق والمعلومات ليتمكن من وضع خطة محكمة لتنفذها عشيرته، ويقال إن إجمالي عدد من قتلوهم 14 وكلهم من المشاهير أو على الأقل العاملين في المجالات الفنية في أمريكا، وأشهرهم الممثلة شارون تيت.
طفولة تشارلز مانسون
كانت طفولة ونشأة مانسون مليئة بالمآسي من لحظة ميلاده، وطبقا لعلماء النفس فإن طفولته المريرة هي التي كونت داخله تلك العقلية المتمردة والرافضة لكل شيء، حيث إن مانسون كان طفل غير شرعي في البداية، وقد أنجبته أمه كاثلين مادوكس وهي في السادسة عشر وهي غير متزوجة.
ولم يوضع له اسم في شهادة الميلاد إلا بالإشارة إلى أمه، لكن بعد فترة وجيزة تزوجت كاثلين مادكوس من ويليام مانسون، وهو رجل عامل، وبعد إتمام الزواج حصل الطفل على اسم زوج أمه، ولعشرات السنين لم يعرف تشارلز مانسون من هو والده الحقيقي.
aXA6IDE4LjExNy43NS42IA== جزيرة ام اند امز