تشيلسي بطل أوروبا.. لماذا ينجح "البلوز" في سنوات الفشل المحلي؟

يشكل تشيلسي الإنجليزي نموذجا استثنائيا في تاريخ المتوجين بلقب دوري أبطال أوروبا خلال آخر عشر سنوات، أو حتى في تاريخ البطولة بشكل عام.
"البلوز" منذ تحول ملكيته في عام 2003 للملياردير الروسي رامون أبراموفيتش، بات أحد أهم أندية أوروبا والعالم، والدليل تتويجه 5 مرات بالدوري الإنجليزي الممتاز منذ نسخة 2005 وحتى الآن، والتأهل للمراحل المتقدمة من دوري أبطال أوروبا وتتويجه باللقب مرتين، وكذلك الحال في الدوري الأوروبي.
ولكن يبقى الأمر المحير أن تشيلسي توج بلقب دوري أبطال أوروبا مرتين في موسمين كانا من أسوأ مواسمه خلال آخر 20 عاما، بينما فشل في حصد اللقب خلال مواسم التألق المحلي.
2012
حين توج تشيلسي بلقب دوري أبطال أوروبا لموسم 2011-2012، كان ترتيبه السادس بين أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، وهذا المركز كان أسوأ مركز يحققه الفريق في البريميرليج خلال ولاية أبراموفيتش.
ولعل سوء النتائج التي أدت لاحتلال هذا المركز، هو ما أدى لإقالة البرتغالي أندريه فيلاش بواش في مارس/ أذار قبل شهرين من التتويج باللقب مع روبيرتو دي ماتيو المدرب المؤقت وقتها.
ولكن ما هي العوامل التي قادت سادس البريميرليج لإنجاز لم يحققه في سنوات التتويج والتألق، مثل 2005 و2006 و2015 وغيرها.
العنصر المشترك في نسختي 2012 و2021، هو عدم وجود ضغط نفسي على الفريق، حيث أن تشيلسي حين تقدم في المراحل النهائية لدوري أبطال أوروبا في موسمي التتويج لم يكن مطالباً بأي شيء.
العنصر الثاني كان عدم وجود منافسين أقوياء في مشوار الفريق حتى نصف النهائي، إذ أن تشيلسي أخرج نابولي من ثمن النهائي بعد وقت إضافي بنتيجة 5-4 في مجموع المباراتين، متسلحاً بخبرة فريق كان له عقد من الزمن يلعب في الأدوار الحاسمة للبطولة بقيادة جون تيري وديديه دروجبا وفرانك لامبارد على عكس فريق حديث العهد بالشامبيونز مثل نادي الجنوب الإيطالي.
وبعدها التقى تشيلسي بنظيره بنفيكا البرتغالي وتفوق عليه بسهولة 3-1، ثم واجه برشلونة في نصف النهائي والتي كانت معركة محسومة نظرياً للبارسا بقيادة بيب جوارديولا كمدرب والثلاثي لونيل ميسي وتشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا، ولكن "البلوز" استعان بالحظ والدفاعات الحصينة وهدف لنجمه دروجبا ليحسم مواجهة الذهاب.
عدة عوامل غير متوقعة جعلت الفريق يحول تأخره 2-0 إياباً لتعادل 2-2، أبرزها إهدار ليونيل ميسي لركلة جزاء والدفاع الحصين الذي فشل البارسا في اختراقه في الشوط الثاني.
وحتى ضد بايرن ميونخ المنظم في نهائي البطولة ورغم التأخر 1-0 حتى الدقيقة 88، نجح دروجبا بطل المشهد في تسجيل التعادل مستغلا تراخي دفاعي من البافاري قبل أن يسجل اللاعب نفسه ركلة الترجيح الأخيرة ليقود فريقه لمنصة التتويج.
جيل 2012 كان مجموعة النجوم الذين قادوا تشيلسي لـ3 ألقاب للبريميرليج في 2005 و2006 و2010 وهم متلحفين بخبرات السنين الطويلة.
2021
بالطبع هناك تشابه بين نسختي 2012 و2021، خاصة من حيث الضغط النفسي، إذ أن تشيلسي أنهى الموسم في المركز الرابع وهبط للتاسع خلال وقت من الأوقات قبل أن يستعيد توازنه مجددا.
لكن أهم ما ميز تشيلسي هو نجاح الألماني توماس توخيل مدرب الفريق، الذي جاء في يناير/كانون ثان، في استغلال مجموعة المواهب واللاعبين المهاريين بين صفوفه.
توخيل نجح في استخدام إمكانيات نجولو كانتي وكاي هافيرتز وحسن مردود تيمو فيرنر، وخلق توليفة متجانسة بين الصفقات القادمة في الصيف ونجوم الفريق الشباب وهي المهمة التي كان منوط بها سلفه فرانك لامبارد ولكنه لم يحققها.
مبلغ الـ250 مليون يورو التي أنفقها تشيلسي في ميركاتو صيف 2020، آتت أكلها بفضل العلاقة الإنسانية الطيبة التي خلقها توخيل وأبرزها تخفيف الإجراءات الانضباطية التي وضعها لامبارد.
وإن كان جيل 2012 قد ميزته الخبرات، فإن نظيره في 2021 قد تميز بالمواهب الشابة، والدليل نجوم من أمثال تامي أبراهام وكريستيان بوليسيتش وكالوم هودسون أودوي وكاي هافيرتز وماسون ماونت وريسي جيمس كل هؤلاء أقل من 23 عاما.
ولكن هذا لا يمنع وجود عناصر خبرة مثل كانتي وتياجو سيلفا والقائد سيزار أزبيكوينتا ومعهم حارس متألق قادم من السنغال هو إدوارد ميندي.
نجاح توخيل في التفوق التكتيكي لثالث مرة على زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد، كان له أيضا الدور لأبرز في قيادة لاعبيه للنهائي، بعدما نجح في السيطرة وتشكيل الخطورة على مرمى أكثر الفرق الأوروبية تتويجاً باللقب القاري (13 مرة)، سواء في تعادل 1-1 في سانتياجو بيرنابيو أو انتصار 2-0 إيابا في لندن.
تشيلسي في نسختي التتويج التاريخيتين نجح في مشواره أن يهزم مجموعة من أهم مدربي العالم، جوارديولا مرتين في نصف نهائي 2012 مع برشلونة ونهائي 2021 مع مانشستر سيتي، ويوب هاينكس مع بايرن ميونخ وزيدان مع ريال مدريد، المدربين الـ3 المتوجين بـ7 ألقاب للأبطال، بواقع 3 لزيزو و2 لكل من هاينكس وبيب، وبالإضافة لهؤلاء بطل الليجا هذا العام دييجو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد.
التفوق التكتيكي في عهدي توخيل ودي ماتيو كان له دور كبير أيضاً في تحقيق تشيلسي للحلم المستحيل في سنوات الفشل المحلي.
aXA6IDQ0LjIwMC4xMDEuODQg جزيرة ام اند امز