وو زي والمنطاد الصيني.. رجل منح بكين القدرة على رؤية العالم
لم ينتبه أحد في عام 2019 إلى إعلان متباه أصدره عالم صيني، لكن الأيام الماضية أثبتت أهميته.
ففي ذلك العام أعلن وو زي، أحد كبار علماء علوم الطيران في الصين إطلاقه منطادا على ارتفاع أعلى من 60 ألف قدم بالهواء وأرسلوه للتحليق بمعظم أنحاء العالم، بما في ذلك أمريكا الشمالية.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أخبر زي حينها وسيلة إعلامية تديرها الدولة أن المنطاد كان بمثابة إنجاز بالنظر إلى المستويات العليا من الغلاف الجوي للأرض بمناطيد قابلة للتوجيه يمكن استخدامها لتقديم تحذيرات مبكرة من الكوارث الطبيعية، ومراقبة التلوث، أو تنفيذ عمليات المراقبة من الجو.
ويعتبر إعلان البروفيسور زي جزءا من مجموعة من الأدلة التي تكشف بالتفصيل حجم طموح الحكومة الصينية لاستخدام البالونات عالية الارتفاعات لتتبع الأنشطة الأرضية، مع الوضع في الاعتبار الاحتياجات المحلية والعسكرية.
وترجح التقارير الإعلامية الصينية، والدراسات الأكاديمية، وخطابات المسؤولين، أن البروفيسور زي كان عنصرا محوريا في جهود تطوير المناطيد الصينية.
وأوائل الشهر الجاري، أثار تحليق منطاد صيني عملاق قلقا في الولايات المتحدة الأمريكية، وسط مزاعم بشأن عملية تجسسية من بكين. ما دفع الرئيس الأمريكي جو بايدن لإصدار أمر بإسقاطه.
لكن الأزمة تواصلت مع إغلاق واشنطن جزئيا أجزاء من مجالها الجوي وسط أنباء عن إسقاط أجسام مجهولة.
وذكرت "نيويورك تايمز" أن البروفيسور زي هو أكاديمي كبير بجامعة بيهانغ، وهي مؤسسة مقرها بكين تتصدر أبحاث الطيران والفضاء الصينية، وعمل أيضًا في تطوير المناطيد لما يقرب من عقدين من الزمان.
وكان البروفيسور زي مؤسس أو مساهم رئيسي فيما لا يقل عن 3 من 6 كيانات صينية عاقبتها واشنطن الأسبوع الماضي على خلفية مزاعم بشأن تورطها فيما تصفه الإدارة الأمريكية ببرنامج مناطيد المراقبة التابع لبكين.
ولم تقل واشنطن ما إذا كانت أي من الكيانات المدرجة بالقائمة السوداء مرتبطة بشكل خاص بالمنطاد الصيني الذي تم اكتشافه وإسقاطه فوق الولايات المتحدة هذا الشهر، ولم تشر أيضًا إلى البروفيسور زي بالاسم.
وأكدت الصين أن المنطاد كان مدنيا، وأنه يجري أبحاثا تتعلق في الغالب بالأرصاد الجوية عندما انحرف عن مساره.
وأمس الإثنين، وجهت بكين أصابع الاتهام إلى واشنطن، قائلة إن الولايات المتحدة سيرت مناطيد ذات ارتفاعات عالية في الأجواء الصينية لأكثر من 10 مرات منذ العام الماضي. وقال مسؤولون في إدارة بايدن إن الأمر عار تماما عن الصحة.
وبرز البروفيسور زي، الذي سيتم عامه الـ66 هذا الشهر، كشخصية محورية في طموحات الصين في "الفضاء القريب، الذي يقع على مسافة ما بين 12 و62 ميلا فوق سطح الأرض، وهي مسافة مرتفعة للغاية بالنسبة للطائرات للبقاء عاليا لفترة طويلة ومنخفضة للغاية بالنسبة للأقمار الصناعية.
وساعد زي في تصميم الطائرات المقاتلة، واكتسب خبرة في مواد التخفي، وفاز بجوائز من الجيش الصيني نظير عمله، وكان نائب رئيس جامعة بهيانغ قبل اتخاذه قرار العودة إلى الأبحاث والتدريس.
aXA6IDMuMTQ2LjIwNi4yNDYg جزيرة ام اند امز