في الصين... الكلاب تساعد المكفوفين على الخروج من عزلتهم
مراكز لتدريب كلاب مرافقة للمكفوفين تصحبهم أينما ذهبوا لتساعدهم على الخروج إلى العالم دون خوف.
في اليوم العالمي للعصا البيضاء، 15 أكتوبر، تواصل الصين جهودها للخروج بمواطنيها المكفوفين المصابين بحالة من العزلة الاجتماعية، إلى العالم بلا خوف أو قيود، وفي سبيل ذلك أنشأت حمهورية الصين الشعبية مراكز لتدريب كلاب مرافقة للمكفوفين؛ تصحبهم أينما ذهبوا لتساعدهم على مواجهة العالم بلا خوف.
- "القارئ المتجول" عين المكفوفين بمعرض الرياض للكتاب
- 25 مليار دولار أنفقها الصينيون على الكلاب والقطط في 2018
ولدى الصين أكثر من 17 مليون شخص مصابين بالعمى وضعف البصر، ومعظمهم يعيشون حالة من العزلة الاجتماعية في المنزل بسبب عدم قدرتهم على التواصل مع العالم الخارجي في الأماكن العامة.
وحسب ما ذكرته صحيفة " تشاينا ديلي" الصينية، أسست الصين مركز تدريب الكلاب الإرشادية لمساعدة المكفوفين، عام 2006، في جامعة داليان الطبية بمقاطعة لياونينغ بشمال شرق الصين وهو أول مؤسسة وطنية لتدريب الكلاب غير هادفة للربح في البلاد.
وعلى مدى 12 عاما، أخرج المركز نحو 154 كلبا مُدربا في أكثر من 20 مدينة صينية.
واعتبارا من مايو 2015، سمحت البلاد بشكل رسمي للكلاب الإرشادية بمرافقة ملاّكها المعاقين بصرياً على متن القطارات، وفي مترو الأنفاق وحتى في الفنادق الفخمة والمطاعم، ولكن نظرًا لأن ظاهرة الكلاب المرشدة جديدة نسبيًا بالنسبة إلى الصين، فغالبًا ما تنتقص المعرفة العامة حول آداب التعامل مع الكلاب الخدمية.
وقال شو جيان، وهو رجل يعاني إعاقة بصرية في حي فنغتاى ببكين للصحيفة، إنه يشعر بالإحباط لأن كلبه المرشد غالباً ما يعامل كحيوان أليف، وغالباً ما تتم مداعبته أو إطعامه.
ويقول شو: "إنهم لا يفهمون أن الكلب يعمل، الاضطرابات التي واجهها من قبل المارة، يمكن أن يعطل عمله مما قد يتسبب في سقوط الأعمى أو فقدان اتجاهه.
أما عن الأشخاص الذين يعارضون تجول الكلاب الإرشادية في الأماكن العامة بصحبة ملاّكها، خوفاً على أمر سلامتهم، نشر المطرب الصيني الأعمى تشو يونبينغ على شبكة التواصل الصينية، بعد أن مُنع من دخول أحد الفنادق بصحبة كلبه، قائلاً "الكلاب المرشدة تعمل بجد، فهي تستحق الاحترام العام، وأولئك الذين يرفضون الكلاب المرشدة ينكرون بالفعل اندماج المكفوفين في المجتمع.
كما أكد شو أنه وفقاً اللوائح الصينية على كافة الفنادق الفاخرة أن تتمتع بالقدرة على الاحتفاظ بكلاب الإرشاد، وعدم منعها.
وقال هان فانغ، أحد المسؤولين بالمركز الصيني لتدريب كلاب الإرشاد "لا داعي للقلق حيال نباح الكلاب أو حتى فكرة إيذائها للناس، حيث إن اختيار الكلاب المرشدة، أمر صارم للغاية مثل اختيار رواد الفضاء".
وأصبحت الكلاب المرشدة معترفا بها دوليا بعد الحرب العالمية الأولى، عندما ساعدت الكلاب المحاربين الذين فقدوا رؤيتهم خلال الحرب، وتم إنشاء أول مركز لتدريب الكلاب المصاحبة للمكفوفين في فينا، عاصمة النمسا عام 1817.