حرب تسليح الموارد.. هل تحظر الصين تصدير تكنولوجيا السيارات؟
اقترح مسؤولون تجاريون في الصين حظر تصدير التكنولوجيا المستخدمة في معالجة الليثيوم لبطاريات السيارات الكهربائية.
كما يرغبون في إضافة تكنولوجيا الكاثود للبطاريات - إلى قائمة الصادرات المقيدة، ويدرسون فرض قيود على التكنولوجيا المستخدمة في معالجة الغاليوم كذلك.
ووفقًا لوثيقة صينية تم إصدارها الخميس، فإذا تم تنفيذ هذه الخطوات، فإنها ستكون الأحدث في سلسلة من القيود على الصادرات والحظر الذي يستهدف المعادن الأساسية والتكنولوجيا المستخدمة في معالجتها، وهي مجالات تهيمن عليها بكين على الصعيد العالمي، بالإضافة إلى مجالات حيوية لصناعة رقائق الكمبيوتر.
ويأتي الإعلان قبيل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب خلال يناير/كانون الثاني الجاري لفترة رئاسية ثانية، حيث من المتوقع أن يستخدم الرسوم الجمركية وقيود التجارة ضد الصين ودول أخرى.
استراتيجية "تسليح الموارد" في مواجهة ترامب
الصين اليوم أصبحت لاعبًا مهيمنًا في سوق السيارات الكهربائية العالمية؛ حيث سجلت شركة BYD عامًا قياسيًا، حيث وصلت مبيعاتها إلى 4.3 مليون سيارة كهربائية وهجينة في عام 2024، منها 1.76 مليون سيارة كهربائية خالصة، لتواصل مطاردتها بوتيرة متسارعة لشركة "تسلا" الأمريكية التي باعت 1.79 مليون سيارة كهربائية عالمياً، ما يعني أن مكانتها كأكبر بائع للسيارات الكهربائية على مستوى العالم أصبحت مهددة.
وعلى الرغم من الدعم الحكومي الكبير لسوق السيارات الكهربائية في الصين، إلا أن المنافسة الشديدة تشجع على توحيد الصناعة واعتماد نهج المناورات الاستراتيجية في قطاعات تكنولوجيا المعادن والمركبات الكهربائية الحيوية.
ونقل تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن ليز لي، مديرة مساعدة في Counterpoint Research، إن الاقتراح الأخير قد يكون جزءًا من استراتيجية "تسليح الموارد" للحصول على ورقة ضغط قبيل فترة ترامب الثانية. وأضافت: "إذا تم تطبيق الحظر أو القيود، فقد يعزز ذلك بشكل كبير هيمنة الصين في منظومة البطاريات، خاصة في تعزيز سلسلة إمدادها لبطاريات السيارات الكهربائية". وأشارت إلى أنه "وفقًا لمستوى القيود المفروضة على الصادرات، قد يكون ذلك مشكلة بالنسبة لمنتجي الليثيوم الغربيين الذين يريدون استخدام التكنولوجيا الصينية لإنتاج الليثيوم، الذي يُعد أحد المواد الأساسية لصنع كاثودات البطاريات".
وقال آدم ويب، رئيس مواد البطاريات الخام في Benchmark Mineral Intelligence، إن اقتراحات الصين ستساعد البلاد في الحفاظ على هيمنتها بنسبة 70% على معالجة الليثيوم ليصبح المادة اللازمة لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية. وأضاف: "هذه التدابير المقترحة ستكون خطوة للحفاظ على هذه الحصة السوقية العالية وتأمين إنتاج المواد الكيميائية من الليثيوم لسلاسل الإمداد المحلية للبطاريات في الصين". وتابع قائلاً: "اعتمادًا على مستوى القيود المفروضة على الصادرات، قد تواجَه الشركات الغربية المنتجة لليثيوم صعوبة في استخدام التكنولوجيا الصينية لإنتاج المواد الكيميائية من الليثيوم".
عرقلة التوسع
وقد تعيق التوسعات والمراجعات المقترحة في القيود على التكنولوجيا المستخدمة لاستخراج ومعالجة الليثيوم أو إعداد مكونات البطاريات خطط التوسع الخارجي لشركات البطاريات الصينية الكبرى مثل CATL وGotion وEVE Energy. كما سيتم فرض قيود على بعض التقنيات المستخدمة لاستخراج الغاليوم.
ولم تُحدد الوثيقة الصادرة يوم الخميس موعد تنفيذ هذه التعديلات المقترحة، والتي ستكون مفتوحة للتعليقات العامة حتى 1 فبراير/شباط، ولم يتم الإعلان عن متى ستدخل حيز التنفيذ.