بكتيريا تقتل الأطفال بأحشاء مليوني حامل في الصين
ما يقرب من مليوني امرأة حامل في الصين يحملن سلالة من البكتيريا التي يمكن أن تكون قاتلة للرضع حديثي الولادة
كشفت دراسة عالمية عن أن ما يقرب من مليوني امرأة حامل في الصين يحملن سلالة من البكتيريا التي يمكن أن تسبب مشاكل صحية حادة أو حتى تكون قاتلة للرضع حديثي الولادة.
ووفقا لبحث أجرته مدرسة لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة، يمثل هذا الرقم حوالي 11% من مجموع الولادات السنوية في الصين، ويضع البلد في المرتبة الثانية عالميا في عدد النساء الحوامل اللواتي يعانين من عدوى بكتيريا المجموعة (ب) بعد الهند.
وعدوى بكتيريا المجموعة (ب)، تُعرف ايضاً باسم المكور العقدي المجموعة (ب)،وهي أحد أنواع البكتيريا المتعددة التي تعيش بشكل طبيعي داخل أجسامنا حتى من دون معرفة الأمر.
وذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" أن ما يقرب من 18 % من النساء الحوامل وحوالي ثلث البالغين الأصحاء في جميع أنحاء العالم حاملين لتلك لعدوي البكتيريا، إلا أن العدوى يمكن أن تكون قاتلة لحديثي الولادة الذين لديهم أجهزة المناعة أقل نمواً.
في حين أن المرأة الحامل التي تحمل البكتيريا قد لا يظهر عليها أي أعراض، ويمكن للسلالة أن تنتقل إلى الأطفال حديثي الولادة من طريق سائل الأم الذي يحيط بالجنين أو أثناء الولادة.
ويمكن لعدوى البكتيريا المجموعة (ب) أن تُسبب التهابات شديدة مثل تسمم الدم والالتهاب الرئوي والتهاب السحايا لدى الرضع، مما يمكن أن يؤدي إلى موت الطفل بعد فترة وجيزة من الولادة.
وحتى أن بقي الطفل علي قيد الحياة، فسينتهي به المطاف بمشاكل صحية دائمة مثل الشلل الدماغي، وفقدان البصر أو السمع.
ووجد الباحثون أن 54 % من الحالات الحاملة لتلك السلالة البكتيريا المكتشفة في جميع أنحاء العالم كانت في أفريقيا، حيث سجلت القارة أعلى نسبة وفيات للمواليد الرضع سنوياً بسبب عدوى بكتيريا المجموعة (ب)، وهي 65%.
ومن البلدان الأخرى التي تضم أعدادا كبيرة من النساء الحوامل اللواتي يحملن السلالة البكتيريا: نيجيريا، والولايات المتحدة، وإندونيسيا، والبرازيل، ومصر.
ويمكن الوقاية من العدوى عن طريق إعطاء المضادات الحيوية للنساء، وهناك العديد من اللقاحات الوقائية قيد التطوير ولكن لا شيء متاح حتى الآن، وتوقعت الدراسة أنه إذا أصبح اللقاح قيد الاستعمال، فإنه يمكن أن ينقذ ما يصل إلى 000 231 من الرضع والأمهات في جميع أنحاء العالم.
وقال البروفسور جوي لون، الباحث المشارك في الدراسة: "إن المضادات الحيوية تمنع حاليا ما يقدر بنحو 29000 حالة من حالات الإصابة بمرض المكور العقدي من الفئة (ب) سنوياً، "ومع ذلك، قد يكون هذا النهج صعبا في البيئات المنخفضة الدخل حيث أن العديد من الولادات تتم في المنزل، والقدرة المختبرية للفحص تلك السلالة محدودة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن إعطاء المضادات الحيوية إلى 21.7 مليون امرأة قد يسهم في مقاومة مضادات الميكروبات - وهي أزمة صحية عالمية كبرى ".
ومقاومة المضادات الحيوية، هي قدرة الكائن الحي الدقيق (مثل الجراثيم والفطريات والفيروسات والطفيليات (على تحمل مفعول المضاد الحيوي هي نوع خاص من أنواع مقاومة الأدوية، ونتيجة لذلك تصبح الأدوية غير ناجعة وتصمد حالات العدوى في الجسم بزيادة خطر انتقالها إلى أشخاص آخرين.
وكان قد ساهم أكثر من 100 باحث في جميع أنحاء العالم في هذه الدراسة، التي تم تمويلها من قبل مؤسسة بيل وميليندا غيتس ونشرت في مجلة الأمراض السريرية المعدية.