"سينوبك" الصينية تخفض شحنات النفط الإيراني للنصف
مصادر مطلعة تقول: إن شركة سينوبك الصينية خفضت شحنات الخام الإيراني سبتمبر/أيلول الجاري.
قالت مصادر مطلعة، إن شركة سينوبك الصينية خفضت شحنات الخام الإيراني سبتمبر/أيلول الجاري، في الوقت الذي تتعرض فيه شركات النفط الحكومية لضغوط مكثفة من واشنطن للالتزام بحظر أمريكي على الخام الإيراني، اعتبارا من نوفمبر/تشرين الثاني.
ولم تحدد المصادر الكميات، لكن بناء على عقود التوريد السائدة بين أكبر شركة تكرير صينية وشركة النفط الوطنية الإيرانية، فإن تحميلات سينوبك ستنخفض إلى نحو 130 ألف برميل يوميا.
ويمثل هذا 20% من متوسط واردات الصين اليومية من إيران في 2017، مما يوجه ضربة لطهران، التي تعول على أن يُبقي كبار زبائنها للنفط على الواردات بينما يخفض مشترون أوروبيون وآخرون في آسيا مشترياتهم لتفادي العقوبات الأمريكية، كما يمثل الخفض أكبر تقليص تقوم به سينوبك في سنوات، في الوقت الذي تواجه فيه شركة النفط الحكومية المدرجة في هونج كونج ونيويورك ضغوطا مباشرة من الإدارة الأمريكية العازمة على خنق تدفق مبيعات النفط الدولارية لطهران.
وقال أحد المصادر، إن هذا التحرك يأتي بعد أن قام مسؤولون أمريكيون كبار بزيارة شركة التكرير في بكين الشهر الماضي، وطلبوا إجراء تخفيضات كبيرة على مشتريات النفط الإيراني.
وتابع المصدر: "هذه الجولة مختلفة تماما عن المرة السابقة، فتلك المرة كانت اللهجة تنطوي على توجيه النصح، لكن هذه المرة الأمر أشبه بإنذار نهائي".
وطلبت المصادر عدم الكشف عن هويتها نظرًا للطبيعة الحساسة للمسألة، كما امتنعت سينوبك عن التعليق. ولم ترد شركة النفط الوطنية الإيرانية على طلب من رويترز للتعقيب عبر البريد الإلكتروني.
وقالت مصادر بقطاعي الشحن والتأمين، إن ما يعقد المسألة أكثر هو مواجهة إيران صعوبات في تدبير تأمين لسفنها النفطية؛ إذ إن معظم شركات إعادة التأمين التي مقرها في أوروبا والولايات المتحدة تنهي نشاطها تدريجيا مع إيران.
وحول مشترون صينيون، من بينهم سينوبك وشركة التجارة التي تديرها الحكومة "تشوهاي تشنرونج كورب" منذ يوليو/ تموز الماضي شحناتهم إلى سفن مملوكة لشركة الناقلات الوطنية الإيرانية؛ للمحافظة على تدفق الإمدادات في ظل إعادة فرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على إيران.
وخلال الجولة السابقة من العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على إيران في 2011، طالب مسؤولون من واشنطن الشركات الصينية بخفض استثماراتها في حقول النفط والغاز الإيرانية، لكنهم أحجموا عن طلب وقف كامل لشحنات النفط.
ولم يتضح ما إذا كانت "تشوهاي تشنرونج"، قد خفضت التحميلات هذا الشهر، وشركة التجارة الحكومية متعاقدة على تحميل نحو 240 ألف برميل يوميا من إيران، وذلك بشكل أساسي لتغذية مصافي سينوبك.
كما لم يتضح ما إذا كانت "سينوبك" و"بتروتشاينا" تخفضان تحميلاتهما من استثماراتهما بقطاع المنبع في بعض حقول النفط الكبيرة في إيران التي تبلغ إجمالا ما يتراوح بين 100 ألف و150 ألف برميل يوميا، والتحميلات منفصلة عن عقود التوريد السنوية للشركتين.
ودافعت بكين مرارا عن تجارتها للطاقة مع طهران، البالغة قيمتها نحو 1.5 مليار دولار شهريا، باعتبارها شفافة وقانونية، وبعض مصافي النفط الكبرى التابعة لسينوبك مجهزة لتكرير النفط الإيراني.
aXA6IDMuMTQ0Ljk2LjEwOCA= جزيرة ام اند امز