البحث عن وريث لـ"زجاجة رسم فيها أشباح"
فنانون صينيون يرسمون داخل زجاجات مصغرة باقات أزهار ومشاهد ريفية تقليدية بتصميمات بالغة الدقة ويحاول بعضهم الحفاظ على هذا الفن القديم.
يرسم فنانون صينيون داخل زجاجات مصغرة باقات أزهار ومشاهد ريفية تقليدية بتصميمات بالغة الدقة، ويحاول بعضهم الحفاظ على هذا الفن القديم عبر استقطاب الفئات العمرية الأصغر مع زخارف معاصرة مستوحاة من شخصيات شعبية بينها "بيبا بيج" المحببة لدى الأطفال حول العالم.
تمارس تشانج يوهوا وزوجها جو كون منذ زمن بعيد هذا الفن المتوارث منذ قرون، والمعروف بـ"جويهواهو" أو "زجاجة رسم فيها أشباح".
بتركيز شديد، تحمل تشانج زجاجة شفافة وتدخل فرشاة صغيرة في داخلها وترسم بيد ثابتة تصميما مثاليا رغم أنها بالكاد تكون قادرة على رؤية ما تفعله.
وأمضى الزوجان السبعينيان حياتهما في ممارسة هذه الحرفة التي بدأت في بكين في القرن الـ19، ويريدان الآن نقل مهارتهما إلى الجيل المقبل.
ويقول جو: "نبحث منذ سنوات عن أشخاص يستطيعون مواصلة هذا التقليد".
لكن مع الحاجة إلى صبر كبير لتعلم هذه التقنية المعقدة التي تستغرق سنوات حتى يتمكن الشخص من إتقانها، لم يكن الأمر سهلا.
ويوضح: "خلال فترة التدريب التي تستمر 3 سنوات على الأقل، لا يحصل الشباب على دخل ثابت وهذا الأمر يمنعهم من تكريس أنفسهم لهذه الحرفة".
وكانت هذه الزجاجات المصغرة التي يوازي حجمها حجم راحة اليد، تُستخدم في الأصل لملئها بالتبغ في القرن الـ17 في أوساط المجتمع الصيني الرفيع، وبدأ الرسم فيها لغرض الزينة بعد عقود عدة.
واليوم، يحاول ممارسو هذه الحرفة الآخرون مثل وي دونج فانج البالغ (48 عاما)، إحياءها من خلال تزيين الزجاجات بتصاميم غير تقليدية مستوحاة من الثقافة الشعبية.
وقال وي الذي يبيع زجاجات في متجر في العاصمة الصينية تراوح أسعارها بين 60 و6000 يوان (9 دولارات إلى 870 دولارا) :"رسمت ذات مرة شخصية بيبا بيج الكرتونية داخل زجاجة لطفل زار متجري".
بعد رؤية فرحة الطفل، رسم وي داخل بضع عشرات من الزجاجات هذه الشخصية الزهرية، وهي تلقى رواجا كبيرا وتباع بسرعة.
ويوضح: "يشعر الناس بالملل من التصاميم والصور القديمة، وبهدف توسيع نطاق هذا الفن، نحتاج إلى استخدام تصاميم وعناصر جديدة".
aXA6IDE4LjIyMy4yMTAuMjQ5IA== جزيرة ام اند امز