الأثري حسام عبدالعظيم: نزيل التراب عن آثار مصر.. والوعي يحميها (حوار)
قاد مصورون وأثريون حملة وعي للاهتمام بالمعالم الأثرية المهملة في مصر، بدأت بتصوير هذه الأماكن التي بات بعضها مكباً للنفايات.
ومنذ عدة أشهر، استعادت بعض المناطق القديمة بريقها من جديد، في خطوة أولى ضمن مخطط كبير تهدف إليه مبادرة "شواهد مصر"، التي أسسها الأثري الشاب حسام عبدالعظيم.
"العين الإخبارية" حاورت عبدالعظيم لتعرف كيف نشأت المبادرة وما الذي حققته وما خططها المستقبلية وهل تكفي النظافة فقط في الحفاظ على الآثار، أم أن توعية الجماهير تستحق الجهد.
وإلى نص الحوار:
بداية، ما هي مبادرة "شواهد مصر"؟
مبادرة "شواهد مصر" هي مبادرة مجتمعية شبابية تطوعية بدأت في ديسمبر/كانون الأول 2021، بهدف الحفاظ على التراث المصري المادي أو غير المادي.
من أبرز أعمال المبادرة "مشروع تنظيف الآثار المصرية"، وهو مشروع يتم تحت رعاية وزارة الآثار والسياحة المصرية، وبالتنسيق مع الجهات الأمنية.
بدأ المشروع في شهر مايو/أيار الماضي، واستطعنا من خلاله تنظيف 5 مواقع أثرية.
ما المواقع الأثرية التي انتهيتم من تنظيفها؟
المواقع الأثرية التي نظفناها في المنطقة نفسها تقريباً. بدأنا بشواهد في باب الوزير: سبيل إبراهيم مستحفظان، وقبة وسبيل الأمير عمر أغا، وقبة إبراهيم جنديان.
كذلك جرى تنظيف المجموعة المعمارية الضخمة للأمير رضوان الفقاري من العصر العثماني، والمعروفة بـ"الخيامية" عند باب زويلة.
وأخيرًا قبة الكومي في منطقة الحطابة.
وعلى أي أساس يتم اختيار آثار بعينها؟
المشروع ليس مجرد تنظيف للأثر فقط، لأن هذا لا يختلف عن عمل شركات التنظيف، لكننا نعمل بشكل علمي دقيق ونختار على أكثر من أساس.
أول هذه الأسس الحالة المعمارية للأثر، فلا نعمل في أثر به مياه جوفية أو صرف صحي، وكذلك إذا كانت حالته الإنشائية متهالكة أو آيلة للسقوط.
نختار الآثار الموجود فيها تراب وعوالق في الجدران وننظفها وفق ضوابط التعامل مع الآثار.
ما آلية التعاون مع الجهات الحكومية؟
نجهز قائمة بعدة آثار ونتوجه إلى وزارة السياحة والآثار، ويتم دراسة الطلب وبعد الموافقة نشرع في التنظيف.
ولدينا خطة بالعمل في منطقة تلو الأخرى، حتى لا تتشتت جهود العمل في أكثر من منطقة، وحتى يشعر أهالي المنطقة بالفارق عندما يرون أن غالبية آثار المنطقة تم تنظيفها.
حدثنا عن المتطوعين في المبادرة وكيفية تمويلها؟
عدد المتطوعين ليس ثابتًا، لأنها مبادرة تطوعية، والعدد يختلف في كل مرة، لأننا نعمل في فترة الإجازات الرسمية في أيام الجمعة والسبت، وقد يناسب هذا الموعد البعض في فترة ما ولا يناسب غيرهم.
من لديه وقت وقدرة على العمل يتطوع معنا، ووزارة السياحة والآثار تقدم الموافقات لأننا ننظف الآثار في وقت قياسي بمجهودات ذاتية وتطوعية.
وهل تنتهي مهمتكم بعد تنظيف الأثر؟
بالطبع لا. إذا فعلنا ذلك وغادرنا سيعود وضع الأثر أسوأ من ذي قبل، لذلك نعمل على توعية أهالي المنطقة المحيطة بالأثر بأهميته التاريخية.
كما أننا نقدم مقترحات ببعض التوصيات لإعادة استخدام الأثر لوزارة الآثار، حتى يتم استخدامه وعدم غلقه، لأن إغلاقه سيؤدي لسوء حالته لعدم وجود اهتمام أو صيانة.
وبم تفسر قلة استخدام آثار كثيرة في مصر؟
أكثر شيء يضر الآثار المصرية هو عدم الاستخدام، وسببه أن حجم الآثار أكثر بأضعاف مضاعفة من عدد العاملين في وزارة الآثار، لذلك يتم إهمال العديد منها دون استخدام أو رقابة أو صيانة.
ختاماً.. هل هناك أنشطة أخرى لمبادرتكم؟
نحن بصدد العمل على أنشطة أخرى، وسنعلن عنها قريباً، وفي الفترة الماضية كان هناك تعاون بيننا وبين متحف الفن الإسلامي.
اشتركنا مع المتحف في تنظيم احتفالية خاصة بمناسبة انتصارات أكتوبر هذا العام في المتحف، وخلال الاحتفالية تم تكريم المتطوعين في التنظيف وتكريم رموز من المحاربين القدامى في حرب 1973 وأهالي الشهداء، وإن شاء الله في الفترة المقبلة يزداد تعاوننا مع قطاعات وزارة الآثار المختلفة.