فلسطينية صنعت التاريخ في كولومبيا.. من هي الوزيرة سوزانا محمد؟
لم تصنع كولومبيا التاريخ بانتخاب أول رئيس يساري للبلاد، فقط، بل بتعيين أول وزيرة من أصول فلسطينية.
فالحكومة الجديدة التي شكّلها الرئيس اليساري المنتخب جوستافو بيترو، اختارت سوزانا محمد، العضو الحالي في مجلس مدينة بوغوتا، لحمل أعلام البيئة، مع التركيز على قضايا مثل التكسير الهيدروليكي والتعدين والنزاعات الاجتماعية والبيئية في هذا البلد.
وبحسب رصد أجرته "العين الإخبارية" في محركات البحث، فإن سوزانا هي أول امرأة من أصل فلسطيني تصل إلى منصب وزيرة في دول القارة الأمريكية الجنوبية.
من هي سوزانا محمد؟
في مقابلاتها المتوفرة باللغتين اللاتينية والإنجليزية على وسائل إعلام مختلفة، لم تتحدث سوزانا المولودة في مدينة بارانكويلا ، عاصمة إدارة أتلانتيكو، عن جذورها الفلسطينية أو العربية بشكل عام.
لكن في أحدث تغريداتها المنشورة على حسابها في موقع "تويتر" بمناسبة أدائها اليمين الدستورية كوزيرة للبيئة، نشرت صورة برفقة وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي وكتبت : "اليوم كان يوما لا ينسى. أحمل دائمًا في روحي الجذور الفلسطينية التي أتيت منها ، وكان شرفًا لي أن أحيي وزير خارجية فلسطين".
أما حياتها الأكاديمية، فهي عالمة بيئة، تخرجت من جامعة دي لوس أنديز في كولومبيا ، وحاصلة على درجة الماجستير في إدارة التنمية المستدامة والتخطيط من جامعة ستيلينبوش بجنوب أفريقيا.
وبفضل عملها مع المجموعات الاجتماعية والبيئية ، أتيحت الفرصة لسوزانا للعمل في الماضي مع الرئيس الحالي خلال عملها في مكتب رئيس البلدية بين عامي 2012 و 2015.
في هذا المنصب الذي شغلته مرتين بين عامي 2012 و 2013 ثم بين 2014 و 2015 ، خطت خطوات كبيرة في الانتقال إلى وسائل نقل صديقة للكواكب، بحسب ملف الوزيرة على موقع مجلس بوغوتا.
عملت على سياسة تركز على تطوير خطة تغير المناخ للمدينة، وإدخال الحافلات الهجينة، ومناقصة استبدال حافلات ترانسميلينيو بالحافلات الكهربائية، وإدخال طيار التاكسي الكهربائي، وتعميق سياسة حماية الأراضي الرطبة.
كانت أيضا الأمينة العامة لمكتب العمدة بين عامي 2013 و 2014 ، وهو المنصب الذي تمكنت فيه من التعاون في الحملة الدفاعية لجوستافو بيترو ، الذي تمت إقالته في ذلك الوقت من منصبه كأول رئيس لبوغوتا من قبل النائب العام السابق أليخاندرو أوردونيز.
كان آخر منصب لها قبل وصولها إلى وزارة البيئة ، عضو مجلس بوغوتا ، الذي شغلته منذ 1 يناير/كانون الثاني 2020 بعد انتخابها بتأييد من كولومبيا هيومانا في الانتخابات الإقليمية لعام 2019.
خطة الوزيرة الجديدة
وبمناسبة توليها مهام منصبها رسميا، كتبت سوزانا على حسابها في "تويتر": "في الساعات الأولى من يوم 8 أغسطس (آب). يبدأ التحدي ، من صباح اليوم أقسمت أن أعمل بإصرار وبروح جماعية ومن أجل التنوع البيولوجي".
ومنذ الإعلان عن إدراجها في مجلس الوزراء الوزاري لبيترو، صرحت أن أولويتها ستكون مراجعة العمليات الاستخراجية التي تشكل حجر عثرة في النظم البيئية في كولومبيا.
وقالت "قضيتي هي كيف ننتقل من اقتصاد وثقافة يعتمدان على النفط إلى اقتصاد وثقافة تعيد الارتباط مرة أخرى بدورات الطبيعة للتكيف والإدارة للحد من آثار أزمة المناخ ، مما يولد نوعية حياة للجميع".