من أبوظبي إلى جدة.. "القمم التشاورية" تعزز التعاون الخليجي
قمة تشاورية تستضيفها جدة السعودية، الأربعاء، لقادة دول مجلس التعاون الخليجي، في اجتماعات تشكل آلية مهمة للتضامن والتعاون.
وتعد القمم التشاورية آلية مهمة لتعزيز التضامن والتعاون الخليجي، تم الاتفاق عليها وإقرارها خلال القمة الخليجية التي ترأسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، وعقدت في أبوظبي خلال الفترة من 7 إلى 9 ديسمبر/كانون الأول عام 1998.
من أبوظبي
في خطوة مهمة بمسيرة مجلس التعاون الخليجي، تم خلال تلك القمة الاتفاق على عقد لقاء تشاوري نصف سنوي لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية فيما بين القمتين السابقة واللاحقة.
وتم عقد أول قمة تشاورية بعد نحو 5 أشهر من قمة أبوظبي، وعقدت بمدينة جدة في مايو/أيار 1999.
وبعقد القمة التشاورية الـ18، تستذكر شعوب دول الخليج الجهود الإماراتية الرائدة لتعزيز التضامن الخليجي منذ اتفاق قادة دول الخليج الست (السعودية والإمارات والكويت والبحرين وسلطنة عمان وقطر)، رسميا على إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية في القمة الأولى التي عقدت في أبوظبي يومي 25 و26 مايو/أيار 1981، تلبية لدعوة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
الأولى بعد 6 سنوات
تكتسب هذه القمة أهمية خاصة لأكثر من سبب، أبرزها أنها القمة التشاورية الخليجية الأولى منذ 6 سنوات.
وبانعقاد اللقاء، يستأنف قادة دول مجلس التعاون الخليجي آلية هامة لتعزيز التضامن الخليجي، بعد توقف لعدة سنوات.
وكان اللقاء التشاوري السابع عشر لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية قد عُقد بالعاصمة السعودية الرياض في 21 مايو/أيار 2017.
وتوقفت القمم التشاورية خلال فترة الأزمة مع قطر، التي تم إنهاؤها خلال القمة الخليجية الـ41 التي انعقدت بمحافظة العلا شمال غربي المملكة، في 5 يناير/كانون الثاني 2021، وتم بموجبها رأب الصدع الخليجي وتعزيز التضامن بين دوله.
وحينها، اختتمت قمة العلا بإصدار بيان من 117 بندا، حمل اسم "إعلان العلا"، تضمن رؤية دول الخليج لتعزيز مسيرة التعاون في مختلف المجالات ومواقفهم من مختلف القضايا العربية والدولية.
وأكد قادة الخليج "الحرص على قوة وتماسك مجلس التعاون، ووحدة الصف، ووقوف دولهم صفاً واحداً في مواجهة أي تهديد تتعرض له أي من دول المجلس".
كما شدد "إعلان العلا" على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي والإسلامي وتعزيز وحدة الصف والتماسك بين دول مجلس التعاون وعودة العمل الخليجي المشترك إلى مساره الطبيعي، والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.
وعقب التوصل للاتفاق، كانت هناك خطوات على طريق عودة العلاقات لمسارها الطبيعي بين قطر من جانب والسعودية والإمارات ومصر والبحرين من جانب آخر على مدار العامين الماضيين.
وبعقد اللقاء التشاوري الثامن عشر، تستأنف دول التعاون الخليجي آلية هامة لتعزيز التضامن والتكامل بين دوله، لتعود جميع آليات التعاون الخليجي إلى مساره الطبيعي على مختلف الأصعدة.
أول قمة خليجية مع دول آسيا الوسطى
يحمل هذا اللقاء أيضا، أهمية خاصة كونه يتزامن مع عقد أول قمة خليجية مع دول آسيا الوسطى، في إطار سعي دول الخليج لتنويع التحالفات والشراكات مع مختلف دول العالم، بما يصب في صالح دولهم، ودعم الاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم.
وتهدف القمة أيضا إلى "إيجاد نوع من الشراكة وتطوير الآليات لضمان استدامة التشاور والحوار وتطوير التعاون".
ويشارك في القمة قادة دول مجلس التعاون وممثلون عنهم وقادة دول آسيا الوسطى المعروفة بـ C5 (كازاخستان، قيرغيزستان، طاجيكستان، تركمانستان، أوزبكستان).
ويأتي عقد القمة بعد نحو 10 أشهر من عقد الاجتماع الوزاري المشترك الأول للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى بالرياض في 7 سبتمبر/ أيلول الماضي، بمشاركة وزراء خارجية الجانبين.
وأكد وزراء الخارجية في ختام اجتماعهم "التزامهم بتأسيس شراكة مستقبلية قوية وطموحة بين دولهم، بناءً على القيم والمصالح المشتركة والروابط التاريخية العميقة بين شعوبهم والتعاون القائم بينهم على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف، وفي شتى المجالات".
وشهد الاجتماع "اعتماد خطة العمل المشترك للحوار الاستراتيجي والتعاون بين مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى للفترة 2023-2027، بما في ذلك الحوار السياسي والأمني، والتعاون الاقتصادي والاستثماري، وتعزيز التواصل بين الشعوب، وإقامة شراكات فعالة بين قطاع الأعمال في دول مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى".
وأكد الوزراء على اتخاذ الاجراءات اللازمة للتنفيذ السريع لهذه الخطة على الوجه الأكمل، على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف.
قمم متتالية
يعد اللقاء التشاوري الخليجي هو ثاني قمة خليجية خلال 8 شهور بعد القمة الخليجية الـ43 المنعقدة بالرياض في 9 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
كما يعد خامس قمة خليجية خلال عام، باحتساب القمة الخليجية الأولى مع دول آسيا الوسطى.
وسبق القمتين 3 قمم هي: القمة الخليجية الـ43، والقمة الخليجية الصينية الأولى اللتان تم عقدهما بالرياض في 9 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
كما استضافت السعودية في 16 يوليو/ تموز 2022 قمة خليجية أمريكية بمشاركة الأردن ومصر والعراق (قمة جدة للأمن والتنمية) خلال زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمملكة، التي كانت الأولى من نوعها للشرق الأوسط منذ توليه منصبه.