صناعة آيفون تحت التهديد.. خيارات تيم كوك لتجنب صدام ترامب الجمركي

هيمنت على نهاية الأسبوع الماضي مؤشرات حول تنامي الخلاف العلني بين الرئيس الأمريكي ترامب ورئيس شركة أبل تيم كوك، على خلفية "صنع آيفون في أمريكا".
وذلك بعد أن هدد ترامب الشركة بفرض رسوم جمركية عليها إذا لم تبدأ في تصنيع هواتف آيفون داخل الولايات المتحدة.
وبحسب نيويورك تايمز، فإن تيم كوك، الذي بدا كأنه أتقن كيفية الحفاظ على ود الرئيس لسنوات، أصبح الآن هدفًا لترامب.
وصرح ترامب على مواقع التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي، "لقد أبلغتُ تيم كوك، رئيس شركة أبل، منذ زمن بعيد أنني أتوقع أن تُصنّع وتُبنى أجهزة آيفون التي ستُباع في الولايات المتحدة الأمريكية، وليس في الهند أو أي مكان آخر".
والسؤال الذي يتردد صداه في وادي السيليكون ووول ستريت وواشنطن في الوقت الحالي هو، ما هو المخرج المحتمل لأبل من هذه الأزمة؟
وكيف يُمكن لكوك تجنب معركة شاملة قد تُكلف أبل مئات المليارات من الدولارات من قيمتها السوقية وتُلحق الضرر بسلسلة توريدها العالمية المُحكمة؟
وتواصلت الصحيفة الأمريكية في الأيام الماضية، مع مسؤولين تنفيذيين ومحللين ومستثمرين في هذا المجال، والذين قدموا لنيويورك تايمز، السبل الممكنة لشركة أبل للخروج من هذا المأزق، وفيما يلي عدة طرق يُمكن لشركة أبل من خلالها استرضاء ترامب دون الإضرار بأعمالها بالكامل.
الحلم المستحيل
أولًا، يجدر الإشارة إلى أن نقل إنتاج هواتف آيفون إلى الولايات المتحدة بسرعة - أي خلال السنوات القليلة القادمة - يكاد يكون مستحيلًا.
ويُقدّر المحللون أن ذلك قد يرفع سعر جهاز آيفون إلى 3500 دولار، مما يجعله باهظ الثمن، ومن المرجح أن يُلحق الضرر بالشركة ومساهميها.
ولا يقتصر الأمر على عدد قليل من المستثمرين الأثرياء فحسب، فشركة أبل من أكثر الأسهم تداولاً في العالم، حيث يمتلك أكثر من 7600 مالك مؤسسي، بما في ذلك جميع صناديق الاستثمار المشتركة الكبرى وصناديق المؤشرات المتداولة تقريباً، أسهم في أبل.
وإذا كان على تيم كوك أن يُقاتل لصالح شركته، حيث يعتقد الكثيرون في وادي السيليكون أن عليه التزاماً أخلاقياً للقيام بذلك، فإن الحقيقة هي أن مواجهة أقوى رجل في العالم تنطوي على مخاطرة كبيرة.
ولكن مع ذلك، قد يُعلن كوك عن خطط لبدء تجميع بعض أجهزة آيفون في الولايات المتحدة في غضون ثلاث سنوات، ويضع خارطة طريق مفصلة لإنتاج المزيد منها - أو الأجهزة التي ستخلفها - خلال العقد المقبل.
وسيمنح ذلك ترامب فوزاً ملموساً، حيث سيعلن عن أجهزة أبل عملياً، بكونها "مُجمّعة في الولايات المتحدة الأمريكية".
بداية الحل من تكساس
ومن المحتمل أن يبدأ هذا في مصنع أبل الحالي في تكساس بتكلفة إضافية زهيدة.
وقال لصحيفة نيويورك تايمز، دان آيفز، المحلل في شركة ويدبوش للأوراق المالية، عندما عرضتُ عليه الفكرة، "ستكون تكلفة جهاز آيفون بالنسبة لشركة أبل معقولة، ومن المرجح أن ينتج عن هذه الفكرة، أجهزة آيفون في نطاق 1500 دولار بدلاً من 3500 دولار".
والمصطلح الصناعي، الذي غالباً ما يستخدمه خبراء الصناعة، وهو عبارة "صنع في أمريكا" يكون غالبا المقصود منه "تجميع أمريكي" باستخدام مكونات عالمية، وهذا تمييز بالغ الأهمية، وفي حالة استخدامه سيعتبر من وجهة نظر الخبراء مقبول، حسب مزاج ترامب.
ويمكن لشركة أبل أيضاً أن تعلن عن شراكة بين القطاعين العام والخاص للاستثمار في العمالة الماهرة في الولايات المتحدة، بدءاً من مصنع تكساس، لتدريب القوى العاملة اللازمة لصنع أجهزة آيفون المستقبلية.
وقال آيفز، "تكاليف التصنيع والعمالة الماهرة لإنتاج آيفون هي العقبات الحقيقية، ليس مجرد تهديد ترامب أو نقرة إصبع هو ما سيحقق أمنيات الرئيس من أبل".
أيضا سيكون على الحكومة الأمريكية أن تلعب دورًا في تحويل هذه الخطوة الاستراتيجية الجبارة إلى واقع ملموس.
وسيمنح هذا شركة أبل وقتًا حاسمًا للتخطيط، وربما فرصةً لتغيير مسارها إذا ما تغير المناخ الجيوسياسي، أو إذا ما تغيرت التكنولوجيا نفسها جذريًا.
ففي نهاية المطاف، تساءل إيدي كيو، الرئيس التنفيذي لشركة أبل، هذا الشهر قائلًا، "بعد عشر سنوات، قد لا يحتاج الناس حتى إلى هاتف آيفون".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjQg جزيرة ام اند امز