من داخل COP27.. أربع رسائل لإنقاذ العالم من غضب المناخ في يوم الطاقة
يحظى يوم الطاقة الثلاثاء 15 نوفمبر/تشرين الثاني في قمة المناخ COP27 باهتمام عالمي بالغ، إذ وجه رئيس كوب 27 رسائل هامة للعالم.
حيث شارك سامح شكري وزير الخارجية المصري رئيس مؤتمر المناخ، اليوم، في فعالية إطلاق يوم الطاقة ضمن الأيام الموضوعية لمؤتمر COP27.
ويتزامن يوم الطاقة في قمة المناخ كوب 27 بشرم الشيخ مع أزمة طاقة عالمية طاحنة تتعرض لها أوروبا ودول كثيرة حول العالم بفعل الحرب الدائرة في شرق أوروبا.
وقال السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية، إن وزير الخارجية أشار خلال الحدث إلى أن قطاع الطاقة يمثل اليوم أحد أكثر القطاعات الاقتصادية المسببة للانبعاثات الكربونية.
مصادر جديدة للطاقة
كما أبرز الحاجة للاستثمار في مصادر جديدة للطاقة، تكون نظيفة ومنخفضة التكلفة ومستدامة، من أجل تعزيز جهود تخفيف تداعيات تغير المناخ والتحول نحو الاقتصاد الأخضر.
وأضاف وزير الخارجية أن التحول نحو الاقتصاد الأخضر لم يعد يمثل مجرد ضرورة لمواجهة تغير المناخ، بل أصبح خياراً اقتصادياً ينطوي على العديد من الفوائد بالنظر إلى تداعيات الأوضاع الجيوسياسية الحالية وما أسفرت عنه من أزمة عالمية في الطاقة.
وأبرز الوزير شكري أيضا في هذا السياق أن التحول نحو مصادر الطاقة النظيفة كان على رأس الموضوعات التي تم تناولها في إطار قمة شرم الشيخ لتنفيذ تعهدات المناخ يومي ٧و٨ نوفمبر، والتي ولدت زخماً سياسياً كبيراً يتعين البناء عليه واستغلاله.
شروط التحول نحو مصادر الطاقة النظيفة
وأردف المتحدث باسم الخارجية، أن وزير الخارجية المصري أكد على ضرورة أن يكون التحول نحو مصادر الطاقة النظيفةً عادلاً، بحيث يأخذ بعين الاعتبار الظروف الاقتصادية والاجتماعية بالدول النامية، ومن بينها الدول الأفريقية التي لا يتوفر للملايين من أبنائها طاقة نظيفة ومنخفضة التكلفة على الرغم من القدرات الهائلة التي تتمتع بها القارة لتوليد الطاقة المتجددة.
واختتم السفير أبو زيد تصريحاته على هامش كوب 27، مشيرا إلى دعوة وزير الخارجية لاستغلال يوم الطاقة خلال مؤتمر المناخ من أجل التوصل إلى الخطوات المحددة التي يتعين اتخاذها لتحقيق الانتقال السريع والعادل نحو مصادر الطاقة الصديقة للبيئة، على نحو يحافظ على أهداف اتفاق باريس لتغير المناخ ويحقق الرخاء الاقتصادي والتنمية المستدامة.
الطاقة والحياة اليومية للبشر
من جهته أكد الدكتور محمود محيي الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي COP27 والمبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بتمويل أجندة ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة، أن التحول نحو قطاع طاقة نظيف ومستدام أمر ضروري ليس فقط لتحقيق النمو الاقتصادي، ولكنه مهم لجوانب الحياة اليومية للبشر مثل الصحة والتعليم.
وقال محيي الدين، خلال مشاركته في جلسة "الأطراف الفاعلة في تسريع تحول قطاع الطاقة على مستوى العالم" ضمن فعاليات مؤتمر الأطراف السابع والعشرين، أنه على الرغم من أن تحول قطاع الطاقة يستحوذ على النصيب الأكبر من تمويل العمل المناخي، إلا أن الدول النامية باستثناء الصين تحتاج لتمويل يقدر بنحو تريليون دولار سنوياً لتمويل التحول في هذا القطاع، وتوصيل الطاقة لنحو ٦٠٠ مليون أفريقي يفتقدون إليها، وهو عشرة أضعاف قيمة تعهد كوبنهاجن بتمويل العمل المناخي في الدول النامية والذي لم تف به سوى ٧ دول متقدمة من بين ٢٣ دولة.
استثمارات الطاقة المتجددة
وأفاد محيي الدين بأنه على الرغم من أن الطاقة المتجددة استحوذت على ٨٠ بالمئة من الاستثمارات في قطاع الطاقة العام الماضي، إلا أن مساهمة الطاقة المتجددة في إنتاج الطاقة العالمي لا يتجاوز ٥ بالمئة، موضحاً أن تحول قطاع الطاقة في أفريقيا يتطلب وجود شراكات واستثمارات قوية وتمويل عادل وكافٍ.
وأوضح محيي الدين أن أفريقيا لديها مشروعات واعدة في مجال الطاقة، حيث تمتلك مصر رابع أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم، كما تحالفت ٦ دول أفريقيا لإقامة مشروعات الهيدروجين الأخضر، مشيراً إلى أن تحالف غلاسكو لتمويل السباق نحو صافي الانبعاثات الصفري سيقوم بتمويل مشروعات المناخ في أفريقيا وآسيا، وفي مقدمتها مشروعات الطاقة، بقيمة ٨٩ مليار دولار.