خاص | رئيس جمعية الفنادق العربية يكشف تأثير كورونا على سياحة فلسطين
رئيس جمعية الفنادق العربية إلياس العرجا لـ"العين الإخبارية": كورونا ضرب السياحة في مقتل
فقط في الأسبوع الماضي وقبيل الكشف عن إصابة عدد من الفلسطينيين بفيروس كورونا المستجد زادت نسبة الإشغال بالفنادق الفلسطينية في مدينة بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية، عن 90% ولكنها سريعا انخفضت إلى 0%.
خاصة مع اكتشاف إصابة 7 فلسطينيين، جميعهم من العاملين بأحد الفنادق الذي استقبل قبل أيام وفدا سياحيا يونانيا، بالفيروس قاد إلى إصدار الرئيس الفلسطيني محمود عباس إعلانا بفرض حالة الطوارئ في فلسطين.
وضمن سلسلة من الخطوات الهادفة لمنع انتشار الفيروس أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني د.محمد إشتية عن "إغلاق مدينة بيت لحم، ومنع التنقل منها وإليها إلا للحالات الطارئة"، وإلغاء جميع الحجوزات للوفود السياحية في فنادق فلسطين كافة، وليس في بيت لحم فقط".
سريعا ارتفع عدد المصابين إلى 19، حسب بيانات وزارة الصحة الفلسطينية، وجميعهم من مدينة بيت لحم وممن اختلطوا بالوفد السياحي اليوناني.
وبدأ إخراج السياح من الفنادق الفلسطينية كافة، وفي بيت لحم بشكل خاص، فيما لا يزال 15 سائحا أمريكيا بالحجر الصحي في الفندق الذي تم اكتشاف الفيروس فيه ومعهم العديد من العاملين والمقيمين بالفندق.
وبالنسبة لمدينة بيت لحم بشكل خاص وباقي الأراضي الفلسطينية بشكل عام فإن اكتشاف هذا الفيروس تسبب بضربة قاتلة لقطاع السياحة الذي ينتعش في مثل هذا الوقت من العام، مع اقتراب عيد الفصح المسيحي الشهر المقبل.
وقال إلياس العرجا، رئيس جمعية الفنادق العربية ومالك عدد من الفنادق في بيت لحم، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية": "لقد ضرب كورونا موسم السياحة في بيت لحم والقدس الشرقية وباقي أنحاء فلسطين، وأعتقد أنه ضرب السياحة أيضا في إسرائيل".
وأضاف "قبيل الإعلان عن اكتشاف إصابات بفيروس كورونا كانت نسبة الإشغال بالفنادق عالية جدا، وكنا نتوقع أنه خلال الأشهر الثلاث المقبلة، على الأقل، فإن نسبة الإشغال ستصل إلى أكثر من 90%".
وتابع العرجا "للأسف.. فإن ظهور إصابات بفيروس كورونا قلّب الأمور رأسا على عقب، هناك عزوف لدى الناس في كل أنحاء العالم عن السفر مع توالي ظهور الإصابات وأحيانا حالات الموت في مناطق متفرقة في العالم بسبب هذا الفيروس".
وتعتبر السياحة مصدرا رئيسيا للاقتصاد الفلسطيني، مع إعلان وزارة السياحة الفلسطينية أن نحو 3 ملايين سائح زاروا الأراضي الفلسطينية خلال عام 2019.
وبيت لحم هي مهد المسيح عليه السلام، ففيها كنيسة المهد التي يصل إليها السياح والحجاج المسيحيون من كل أنحاء العالم.
وتنتشر الفنادق بالمدينة، وكذلك محال بيع التذكارات السياحية المصنوعة بالمدينة، خاصة من خشب الزيتون.
واستنادا إلى العرجا فإن 80% من اقتصاد مدينة بيت لحم يعتمد على السياحة.
ومع الإعلان عن اكتشاف إصابات بالفيروس فإن شوارع المدينة بدت خالية تماما من السياح الأجانب، الذين كانت تعج بهم المدينة على مدار السنة.
وأشار العرجا إلى أنه ما قبل الإعلان عن اكتشاف حالات فيروس كورونا، يوم الخميس، زاد عدد السياح في مدينة بيت لحم عن 3000 مقيم بالفنادق.
وقال "لقد غادر السياح ولم يبقَ سوى بضع عشرات قد يغادرون اليوم أو غدا".
ولفت العرجا إلى أن ما ينطبق على بيت لحم ينطبق أيضا على مدينة رام الله والفنادق بالقدس الشرقية المحتلة وأريحا وغيرها من الأراضي الفلسطينية.
واستنادا إلى العرجا فإن نحو 3000 شخص يعملون في عشرات الفنادق المقامة في بيت لحم، وإن عددا مشابها يعتمد بشكل غير مباشر على عمل هذه الفنادق مثل سائقي سيارات الأجرة والإدلاء السياحيين وغيرهم.
وقال العرجا "بلا شك فإن التأثير على العاملين في هذا القطاع سيكون عميقا جدا".
ولا تظهر في الأفق بوادر اكتشاف لقاح لفيروس كورونا، وبالتالي فإن انتهاء الأزمة المترتبة عليه تبدو بدون أفق أيضا.
وقال العرجا "لا ندري متى تعود السياحة إلى المدينة وفلسطين من جديد، أعتقد أن تغيير صورة السياح عن المناطق التي وجدت فيها إصابات بالفيروس ستستغرق وقتا طويلا".
ومع ذلك فإن العرجا لم يعارض الإجراءات التي اتخذتها السلطة الفلسطينية لمنع انتشار الفيروس، وقال "الصحة تأتي بالمقام الأول".
aXA6IDE4LjExOS4xMjIuNjkg جزيرة ام اند امز