كورونا "والقاهرة للكتاب".. مصير مبهم في زمن الوباء
سيناريو الإلغاء والتأجيل يحاصر فكرة إقامة الدورة الـ52 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، لكن القائمين على المعرض قرروا البحث عن حلول بديلة
يفصلنا عن معرض فرانكفورت الدولى للكتاب شهور قليلة، وبعد تداول أخبار عدة بشأن الإلغاء أو التوجه للتأجيل، خرجت إدارة المعرض، مؤخرا، لتقرر إقامته بموعده المقرر في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، رغم استمرار جائحة كورونا، لكن بإجراءات استثنائية.
فى الوقت نفسه، كان سيناريو الإلغاء والتأجيل يحاصر فكرة إقامة الدورة الـ52 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، لكن القائمين على المعرض وبعد توجهات الدولة المصرية للتخلي عن فكرة الغلق والتأجيل، قرروا البحث عن حلول بديلة تنقذ آلاف الزوار وأكثر من 700 دار نشر مشاركة في الفعاليات.
التحول الرقمي
قال الدكتور هيثم الحاج على، رئيس الهيئة العامة المصرية للكتاب، إن الدولة لديها توجه عام يهدف إلى التحول الرقمي في شتى المجالات، وإن وزارة الثقافة المصرية وهيئة الكتاب تبحثان بالفعل، خاصة بعد أزمة انتشار فيروس كورونا، آليات التحول الرقمى من خلال المنصات الإلكترونية.
وأضاف، لـ"العين الإخبارية"، أن الهيئة تضع أمام عينها حماية المواطن والزوار والناشرين قبل التفكير في تنظيم الدورة المقبلة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ولذا جميع الأطروحات على طاولة البحث والنقاش حاليا، سواء إقامة المعرض بشكل افتراضي للنشر الرقمي، أو تأسيس منصات رقمية، أو تنظيم المعرض بشكل واقعي مع مراعاة جميع التدابير والإجراءات الوقائية والاحترازية.
وتابع رئيس الهيئة أنه خلال أيام قليلة سيتم التوصل إلى قرار بشأن معرض القاهرة الدولي للكتاب المقبل، بحيث تتم مراعاة الزوار والمواطنين ودور النشر المشاركة، من خلال توفير أفضل مشاركة وتسويق، خاصة بعد أن تأكدت الهيئة من تزايد نسب الإقبال من جانب القراء على تحميل وتصفح الكتب الإلكترونية، عبر بوابة وزارة الثقافة المصرية، ضمن "مبادرة خليك فى البيت.. الثقافة بين إيديك".
رؤى واضحة
الدكتور فارس خضر، صاحب دار "الأدهم" للنشر والتوزيع، قال إن أي محاولة الآن للحديث عن تنظيم الدورة المقبلة لمعرض الكتاب بشكل واقعي أو افتراضي تحتاج رؤى واضحة تكفل الحماية لكل الأطراف المشاركة في المنظومة، خاصة مع اضطراب التصريحات المتداولة بشأن فيروس كورونا.
وأضاف لـ"العين الإخبارية" أن إقامة المعرض "واقعيا" تعد مغامرة ستكلف الجميع خسائر كبرى، ولن يجدى نفعا معها الاحترازات والتدابير والإجراءات الوقائية.
وتابع أن معرض القاهرة للكتاب ليس مجرد مكان لبيع الكتب، لكن منظومة ثقافية مكتملة، تشتمل على ندوات وفعاليات ثقافية ونوعية مختلفة، ولذا حماية أفراد المنظومة أولوية قصوى.
وأوضح خضر أن المنصات الإلكترونية تجربة جيدة للقارئ، لكن مجرد حلول فردية، يكون المستفيد فيها الشركات الكبرى التى تقوم على دور النشر الصغيرة، مشيرا إلى أن التحول الرقمي أصبح بإمكان الأدباء والشعراء دون الحاجة إلى الهيئات ودور النشر، فمن خلال مواقع التواصل الاجتماعي يستطيع الجميع خلق مساحة رقمية لنشر الإبداع بسهولة شديدة.
منصة فعلية
زياد عبدالمجيد، صاحب دار "الياسمين"، للنشر والتوزيع، قال إنه بالفعل أسس منصة إلكترونية للدار منذ عدة أشهر، وتحديدا قبل بدء أزمة كورونا بأسابيع قليلة.
وتابع لـ"العين الإخبارية" أن التحول الرقمي أصبح ضرورة بالغة، خاصة مع تزايد التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، موضحا أن خطوة الرقمنة في دور النشر لها أهمية كبرى في مواكبة آليات التسويق والنشر وغيرها.