كورونا يفاقم ظاهرة العنف ضد النساء بغزة
سجلت مظاهر العنف ضد النساء ارتفاعا خلال جائحة كورونا بغزة، وسط مطالبات باتخاذ التدابير المناسبة لحماية المرأة وإنصافها.
وفي بيان له، بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، الذي يصادف 25 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، قال مركز الميزان لحقوق الإنسان، إن تصاعد أعداد الإصابات بفيروس كورونا، كان له تبعات قاسية على المرأة، التي تعاني أصلاً جراء الحصار والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة.
وأشار المركز إلى أن الجائحة انعكست على مستويات العنف المبنى على النوع الاجتماعي، حيث أكدت نتائج استطلاع عينة من النساء الفلاحات (المزارعات والنساء الريفيات) في قطاع غزة -أجراها المركز- ارتفاع نسبة المشكلات الأسرية خلال جائحة كورونا.
وفي هذا السياق أكدت ما نسبته (62.5%) من العينة المستطلعة آراءهن تعرضهن للعنف الأسري، الذي تنوع ما بين العنف الجسدي واللفظي، والإهمال والهجر، والتهديد، والحرمان من المصروف.
وبحسب التقرير؛ فإن الجائحة شكّلت مصدراً كبيراً للخلافات والشجارات الأسرية، نجم عنها عنف متزايد وصل أحياناً إلى حد القتل، وأحياناً اضطرت بعض النساء للهرب من بيوتهنّ طلباً للحماية من الجهات المختصة.
وذكر التقرير أنه منذ إعلان الرئيس الفلسطيني حالة الطوارئ في 5 مارس/آذار، وتجديده أكثر من مرة حتى تاريخه، قُتلت في قطاع غزة سيدتان، وأصيبت 16 أخريات؛ نتيجة مظاهر غياب سيادة القانون.
ولم يتوقف تدهور أوضاع النساء عند ذلك فحسب، بل ترتب على استمرار الانقسام الداخلي الفلسطيني معاناة مضاعفة لهنّ، كونه شكل عقبة حقيقية أمام الجهود المبذولة نحو درء أفعال العنف ضد المرأة، وتعزيز سلامتهنّ وإعادة تأهيلهنّ بدنياً ونفسياً، بحسب البيان.
وأشار المركز إلى أنه منذ أبريل/نيسان 2014 -وهو العام الذي وقعت فيه دولة فلسطين على الاتفاقيات والمعاهدات والبرتوكولات المتعلقة بحقوق الإنسان، بما فيها اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة - قُتلت 39 سيدة في قطاع غزة؛ نتيجة مظاهر غياب سيادة القانون، منهن 8 قُتلن على خلفية الشرف، فيما أصيبت 121 سيدة.
كما أشار التقرير إلى تواصل العنف ضد النساء جراء استمرار انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، التي تمثلت في الهجمات الجوية والبرية والبحرية واستخدام القوة المفرطة والمميتة خسائر بشرية ومادية بالسكان.
وقال: "تكبدت النساء المزيد من الألم والمعاناة الجسدية والنفسية نتيجة إصابتهن، أو فقدان أو إصابة أفراد من أسرهن، وبعضهنّ تضاعفت معاناتهنّ جراء تدمير منازلهنّ السكنية، وممتلكاتهنّ وحقولهنّ الزراعية".
ووفق التقرير؛ منذ 1 أبريل/نيسان 2014، تكبّدت النساء خسائر مادية وجسدية مباشرة وغير مباشرة على أيدي قوات الاحتلال، وقتلت 310 سيدات، وأصيبت 2385 امرأة أخرى.
كما اعتقلت 12 سيدة، وتم تدمير 2663 منزل سكني تملكه سيدات من بينها 837 منزل دمّر بشكل كلي، و1826 منزل تضرّر جزئياً، وحوالي 959 سيدة فقَدن أزواجهنّ.
وعلى صعيد الوفيات في صفوف النساء جراء سياسة المنع من الوصول إلى المستشفيات والعلاج، التي تنتهجها سلطات الاحتلال، فارقت (24) سيدة الحياة؛ نتيجةً لذلك.
كما انعكست آثار الحصار المشدد، المفروض على قطاع غزة للعام الـ 14، على النساء، فانخفضت مستويات المعيشة وارتفعت معدلات الفقر والبطالة، ما فاقم من حالات العنف الموجه ضد النساء، وظلت الكثيرات يعانين من عدم الوصول إلى الرعاية الصحية.
وحذر المركز من خطورة الأوضاع الإنسانية القائمة في قطاع غزة، جراء استمرار الحصار وتدهور البنية التحتية للخدمات الأساسية، ولاسيما الخدمات الصحية.
aXA6IDMuMTYuMTM3LjIyOSA= جزيرة ام اند امز