بمساعدة كورونا.. شركاء آبي يسخرون من حزمة اليابان "غير المسبوقة"
دعوات تطالب آبي بتخصيص مزيد من السيولة لتخفيف تأثير كورونا على اقتصاد اليابان
يبدو أن حزمة التحفيز الاقتصادي "غير المسبوقة" التي أطلقها رئيس الوزراء الياباني الأسبوع الماضي لم تؤتِ ثمارها السياسية وسط تصاعد تداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد على اقتصادات العالم.
ويواجه رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ضغوطا لاتخاذ خطوات أكثر جرأة لتخفيف الضرر الاقتصادي الناتج عن تفشي فيروس كورونا في ظل دعوات من شركائه السياسيين لتوزيع المزيد من السيولة للمزيد من الأشخاص.
وأعلنت الحكومة عن حزمة حوافز تقدر بنحو تريليون دولار في الأسبوع الماضي تشمل توزيعات نقدية قيمتها 300 ألف ين (2800 دولار أمريكي) لكنها خصصت فقط لكل أسرة يتبين أن دخلها تأثر بفعل فيروس كورونا.
- اليابان تواجه كورونا بخطة تحفيز هائلة وتتأهب للطوارئ
- رغم كورونا.. ارتفاع "مفاجئ" للإنتاج الصناعي باليابان في فبراير
وتتنامى الدعوات التي تنادي بمزيد من المساعدة، بما في ذلك مخصصات شاملة لكل المواطنين مثلما فعلت حكومات بلدان أخرى بعدما عصف كورونا بالاقتصادات في أنحاء العالم.
وحث ناتسو ياماجوتشي زعيم حزب كوميتو، الشريك في الحكومة الائتلافية، حكومة آبي على تخصيص 100 ألف ين (935 دولارا) لكل مواطن.
وقال للصحفيين بعد الاجتماع مع آبي اليوم الأربعاء إن "هذا الوباء له أثر عميق على النشاط الاجتماعي والاقتصادي. طلبت من رئيس الوزراء اتخاذ قرار وتوجيه رسالة تضامن قوية للشعب".
وأضاف "من الضروري التصرف بأسرع ما يمكن".
وقال يوشيهيدي سوجا كبير أمناء مجلس الوزراء إن الحكومة ستدرس طلب ياماجوتشي بعد اعتماد البرلمان للميزانية التكميلية.
ولم يكن ياماجوتشي أول من دعا لذلك حيث دعا توشيهيرو نيكاي العضو البارز في الحزب الديمقراطي الحر الذي ينتمي له آبي الحكومة بإعداد ميزانية تكميلية أخرى لتمويل مخصصات نقدية بقيمة 100 ألف ين لكل مواطن.
- "تعافٍ سريع"
ورغم أن حزمة تحفيز الاقتصاد التي أعلن عنها آبي تعادل نحو 20% من إجمالي الناتج الداخلي، أي أنها "غير مسبوقة بحجمها".
لكن خبير الاقتصاد الرفيع المستوى لدى "سو مي تراست" ناويا أوشيكوبو أشار إلى أن الحزمة لن تضمن تجنّب اليابان الانكماش في النصف الأول من العام الجاري، "لكنها ستطلق تعافيا سريعا" في النصف الثاني.
وحتى قبل ظهور كورونا المستجد كانت هناك مخاوف من الركود الاقتصادي في البلاد.
وتوقع معهد أبحاث "داي إيتشي" بأن تخفض القيود الإضافية في طوكيو إجمالي الناتج الداخلي لليابان بنحو 5,1 تريليون ين (47 مليار دولار) كل شهر.
ومن شأن تأجيل أوليمبياد طوكيو كذلك حتى يوليو/تموز 2021 أن يقلّص إجمالي الناتج الداخلي للبلاد رغم أنه سيكون من الممكن تعويض الخسائر عند إقامته.
وعلى غرار مصارف مركزية رئيسية أخرى، كشف بنك اليابان عن إجراءات طارئة للحد من الأضرار الاقتصادية.
- أعمق ركود
ويدفع وباء كوفيد-19 الاقتصاد العالمي إلى أعمق ركود يشهده منذ قرن، مع انخفاض الناتج العالمي بـ3% هذا العام في حين قد تتفاقم الأزمة، وفق ما أفاد صندوق النقد الدولي أمس الثلاثاء.
وأفاد صندوق النقد بأنه سيكون بإمكان الاقتصاد العالمي تحقيق انتعاش بنسبة 5,8% في 2021 إذا تم احتواء الفيروس وعادت الحركة الاقتصادية إلى طبيعتها.
لكنه أقر بصعوبة وضع توقّعات دقيقة في ظل وضع يتطور بشكل متسارع.
وحذّر الصندوق من "مخاطر كبيرة بحدوث حصيلة أسوأ" جراء "الضبابية الشديدة فيما يتعلق بمدى قوّة التعافي" في وقت فرضت إجراءات إغلاق في معظم دول العالم في ظل الجهود الرامية لاحتواء الوباء ومنع انهيار أنظمة الرعاية الصحية.
وأفاد الصندوق بأن "الخسارة المتراكمة في إجمالي الناتج الداخلي العالمي خلال عامي 2020 و2021 جرّاء أزمة الوباء قد تبلغ نحو تسعة تريليونات دولار أي أكبر من اقتصادي اليابان وألمانيا معا".
aXA6IDEzLjU5LjIwNS4xODIg جزيرة ام اند امز