قانون كورونا.. حملات إلكترونية لترويج برامج أحزاب المغرب
لجأت أحزاب المغرب إلى الفضاء الإلكتروني لتنفيذ حملات دعائية رقمية، بدلا من طرق الأبواب والطرق التقليدية الأخرى، في ظل جائحة "كورونا".
وكخلايا نحل، يتحرك بحيوية ونشاط عدد من العاملين في مركز رقمي تابع لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالمغرب، يُنفذون حملات دعائية رقمية، بعدما أوصدت كورونا في وجوههم أبواب التواصل المباشر والتقليدي مع المواطنين.
برامج رقمية
وكل أمام حاسوبه، انخرط هؤلاء الشباب في التعليق على أسئلة المواطنين، يُوضحون البرنامج الانتخابي للحزب، ويحاولون إيصاله لأكبر قدر من الناس، بُغية إقناعهم بالتصويت لصالحه.
هاجر بنموسى، الكاتبة العامة للشبيبة الحركية بسلا، وهي واحدة من هؤلاء الشباب، قالت لـ"العين الإخبارية": "الوضعية التي تعرفها بلادنا، جعلت الأحزاب لا تستطيع التواصل مع الجمهور والمواطنين والإجابة بشكل مباشر على الأسئلة بخصوص البرامج الانتخابية".
وأوضحت أن "الحزب قرر التواجد عن بعد، والتواصل مع المواطنين عبر منصات التواصل الاجتماعي، والحُضور إلى جانبهم من خلالها، كبديل عن الحملات الانتخابية التقليدية".
وتوضح مريم أن "الطاقم المشتغل معها، يعمل كُل يوم على التواصل مع المواطنين، وذلك عبر مقتطفات تم تصويرها للمرشحين عن الحزب وهم يقدمون برامجهم، ومواد أخرى عبارة عن جرافيكس توضيحي للمشروع الذي يحمله حزبها للمغاربة".
استفزاز لروح المبادرة
عبد الله الصيبري، القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي، والمُرشح عنه للانتخابات الجهوية "المحلية"، يُؤكد لـ"العين الإخبارية" أن "جائحة كورونا استفزت في الأحزاب روح الإبداع والمبادرة".
وفي الوقت الذي يُؤكد فيه أن "انتخابات هذا العام تجرى في ظرف استثنائي"، يُشدد على أن "هذه الظرفية جعلت حزبه يُفكر في وسائل جديدة تتركز أساساً على الديجيتال، لتعويض الوسائل التقليدية".
وأوضح أن حزبه وضع "خلية يقظة" للقيام بهذه المهمة، إذ تُباشر عملها في كُل منصات التواصل الاجتماعي، وتتجلى مهمتها في التواصل المباشر مع المواطنين ومحاولة إقناعهم بالبرنامج الانتخابي.
ولفت إلى أن هذه الوضعية جعلت حزبه يُفكر بشكل عميق في مُستقبل التعامل الورقي والتواصل الانتخابي التقليدي، موضحاً أن هذه الأخيرة قد يُعاد النظر فيها بشكل جذري خلال السنوات المقبلة.
ظروف خاصة
وقبل أسبوع، انطلقت الحملات الدعائية للانتخابات البرلمانية والجهوية والمحلية في المغرب، والتي من المقرر تنظيمها في الثامن من سبتمبر/أيلول المقبل.
وتنفذ الأحزاب المختلفة هذه الحملات بنوع من الاحتراز والحذر، بسبب استمرار تفشي فيروس كورونا في المغرب، وما يفرضه من تقييد للتحركات.
وفي هذا الصدد، منعت وزارة الداخلية المغربية إقامة التجمهرات الخطابية، وعدم تجاوز بضعة أشخاص في الجولات الميدانية، مُقابل حصر القوافل الانتخابية في خمس سيارات.
وتعد هذه الانتخابات، الثالثة من نوعها في عهد الدستور المغربي الجديد، والخامسة في عهد العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وتُراهن الأحزاب المغربية على الانتخابات لاحتلال الصدارة، وتشكيل الحُكومة،.
وعلى ضوء نتائج الانتخابات البرلمانية، يعين الملك رئيس الحُكومة من الحزب المتصدر لهذه الانتخابات، ويُكلفه بإعداد لائحة للوزراء قصد تعيينهم من طرفه.
ويُجري رئيس الحكومة المكلف مشاورات مع باقي الأحزاب، بغرض تشكيل أغلبية حُكومية في البرلمان تتوزع الحقائب الوزارية فيما بينها، وفقاً لما تم التوافق بشأنه.