بين كورونا والاحتجاجات.. مستقبل مظلم ينتظر الانتخابات الأمريكية
تتزايد المخاوف من إمكانية استمرار الاحتجاجات أو امتداداها لولايات أمريكية أخرى بما يؤثر على استعدادات الانتخابات الرئاسية.
قبل 6 أشهر فقط من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لم تكد البلاد تهدأ مما خلفه فيروس كورونا حتى بدأت تكتوي بنيران التظاهرات التي اندلعت شرارتها في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا.
واندلعت أعمال عنف واشتباكات بين مئات الأمريكيين ورجال الشرطة خلال مظاهرة في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا، احتجاجا على وفاة رجل أسود أثناء توقيفه.
وتتزايد المخاوف من إمكانية استمرار الاحتجاجات أو امتداداها لولايات أمريكية أخرى بما يؤثر على استعدادات الانتخابات الرئاسية، رغم إعلان الرئيس دونالد ترامب إن وزارة العدل ومكتب التحقيقات الاتحادي يحققان في القضية.
وانشق عدة مئات من المتظاهرين عن مسيرة سلمية بشكل أساسي في الظهيرة، وساروا إلى مركز الدائرة الثالثة التابع لشرطة مينيابوليس للاحتجاج على وفاة جورج فلويد، حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك بوست الأمريكية.
وفي تسجيل فيديو انتشر على نطاق واسع، ظهر فلويد وهو يصرخ ويستغيث، ويقول مرارا قبل وفاته: "لا أستطيع التنفس"، بينما يضغط ضابط شرطة أبيض بقدمه على ظهره وعنقه في محاولة لتثبيته على الأرض.
ورشق المتظاهرون الغاضبون المبنى بالحجارة، ورشوا نوافذ المبنى بالطلاء، وقاموا بتخريب سيارة دورية واحدة على الأقل، وفقًا لقناة "فوكس 9".
وسارعت السلطات الأمريكية إلى إقالة 4 شرطيين بمدينة مينيابوليس على خلفية وقاة الرجل الأسود خلال توقيفه.
ولم يكتف ترامب بذلك، بل وصف عبر حسابه على تويتر وفاة الأمريكي جورج فلويد بأنه "مؤسف جدا ومأسوي في منيابوليس".
كان مستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر، قد أثار في 14 مايو/أيار الجاري حالة من الجدل في الأوسط السياسية داخل بلاده، عقب تصريحاته عن إمكانية إرجاء الانتخابات الرئاسية بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.
والإثنين، حذر الرئيس الأمريكي من أنه قد ينقل مقر انعقاد المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري المقرر في أغسطس/ آب من ولاية نورث كارولاينا إذا فرضت قيود التباعد الاجتماعي.
وأرغمت جائحة كوفيد-19 ترامب ومنافسه الديمقراطي جون بايدن على وقف التجمعات الانتخابية، وعبر البعض عن مخاوفهم من أن تشكل مؤتمرات الترشيح الرسمية الضخمة التي تعج بالحضور مخاطر على السلامة العامة.
والانتخابات الرئاسية الأمريكية مقررة قانونياً في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني، وليس لدى البيت الأبيض صلاحية تأجيلها، لكن تصريح كوشنر، فتح المجال أمام التكهنات فيما يتجه ترامب ومنافسه الديموقراطي جو بايدن نحو حملات مكثفة في الأشهر الستة الأخيرة قبل الاستحقاق.
وموعد الانتخابات بات موضع مراقبة نظرا للاضطرابات اللوجستية التي سببها الإغلاق المرتبط بانتشار الوباء ومخاطر عدم توجه الناخبين للادلاء بأصواتهم في مراكز اقتراع مزدحمة.
لكن ترامب وبايدن استبعدا أي تغيير في موعد الانتخابات.