إشادات عالمية كثيرة نالتها الإمارات مؤخرا سجلت في كبريات المنظمات الدولية حول الكفاءة العالية التي يتمتع بها النظام الصحي والوقائي
من أشهر المقولات التي انتشرت خلال السنوات الماضية مع اتساع رقعة مستخدمي وتطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، أن كل شخص يمتلك حسابا على إحدى منصات التواصل الاجتماع هو بحد ذاته إعلامي، وأن لذلك الحساب ذات القدرة من التأثير على بقية المتواجدين ضمن شبكة منصات التواصل الاجتماعي لأي مؤسسة إعلامية، ويشهد الجميع وشهدوا على ذلك مرارا وتكرارا في مناسبات عديدة برز فيها ذلك الدور الإيجابي أحيانا أو السلبي في أحيان أخرى، ولعلنا جميعا مررنا بتجارب أكدت وأثبتت تلك المقولة التي تحولت لنظرية فغدت واقعا حقيقيا نعيشه ونتعايش معه يوميا.
هذه الأيام مايُشعل هذه المنصات ويسيل لعابها ويشغل روادها والعالم أجمع صغارا وكبارا هو فايروس "COVID-19" أو المسمى بفايروس كورونا المستجد، الذي ظهر مؤخرا في الصين ثم ذاع صيته بشكل مرعب وغريب، حيث احتلت هذه الكلمة وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي في كل أنحاء العالم وبين جميع فئات المجتمع، فتجد في كل تجمع أو جلسة أو اجتماع في العمل أو المنزل أو الحدائق العامة أو أي مكان، تجد دوما أن الجميع خبراء في هذا المرض، كيف بدأ وانتشر وتمدد وأساليب الوقاية منه ومكافحته وأعراضه، وكل ذلك إذا دققت فيه ستكتشف في كل تجمع جديد أن هناك ما يُضاف على هذه الوصوف، فيوما يشبه الزكام المتعارف عليه ويوما لايشبهه ويوما مميت ويوما لا، وهناك قالوا 100 حالة وسمعنا عن حالات لم يعلن عنها.. إلى آخر هذه الملاحظات والتعليقات التي لاتكاد تهدأ إحداها حتى تولد أخرى جديدة تشغل الجميع حتى عن أهم أشغالهم.
دائما ما نقول في الإعلام "صدق نصف ما ترى وربع ما تسمع"، وذلك في الإعلام، أما عن منصات التواصل الاجتماعي غير الرسمية أو غير الحكومية فأنا أقول لا تصدق كل ما تراه، وحاول دوما البحث عن المعلومة من منبعها الأول ومصدرها الرسمي فهو الأكثر دقة دوما
قد يكون فعلا حدثا هاما أو حساسا أو خطيرا وهو حديث العالم أجمع حقا، ولكن قد لايكون أيضا بنفس الفداحة أو الخطورة أو الشر الذي يبدو عليه هذه الأيام، ولكن كيف لنا إقناع الجميع بحقيقة قد لايرغبون بتصديقها؟ أو ربما بأمر يتداوله العالم أجمع بصورة أشبه بإعلانات لأفلام رعب مع انتشار مقاطع الفيديو- التي دوما ماتكون بجودة ضعيفة وسيئة- في باكورة الفايروس من بقاع مختلفة من العالم بحد زعم ناشريها، لمرضى ملقون في الشوارع أو ضرب لهم في المستشفيات والطرقات العامة أو مدن أشباح مهجورة، كيف لنا إقناع الناس بأن تلك اللقطات قد لاتكون حقيقية أصلا، وإن كانت حقيقية فهي لاتعكس صورة أكبر مما تُظهر.
إذن كيف لنا أن نقول لهذه التداولات من أخبار كفى، وأن نقول للناس نعم إنه مرض مستجد ولكن هناك دول ومؤسسات ومنظمات وعلماء يعملون ليل نهار لوضع حد للوقاية منه والإصابة به.. لانتقاله .. وليس للقضاء عليه، رسميا وبالأرقام أظهرت آخر الإحصائيات أن أعداد المصابين المسجلين حول العالم وصلت إلى ٨٢ ألف إصابة مؤكدة ما يمثل أقل من 000.1% من إجمالي سكان العالم، وتظهر الإحصاءات أيضا أن أعداد المتوفين جراء الإصابة بهذا المرض التي انخفضت بشكل ملحوظ، وأنه قد تم تطويق انتشاره وتوسع رقعته في الصين الدولة التي ظهر فيها، وبالأرقام والإحصائيات التي لن أوردها بل سأطلب من المتابع فضلا ومشكورا البحث عنها للحصول عليها من مصادر رسمية حكومية، أظهرت أيضا أن المتوفين حول العالم جراء الإصابة به لاتصل نسبتهم الـ 2% من إجمال أعداد المصابين وهذه الوفيات جاءت في فئة معينة من الأشخاص، وأيضا تقول الإحصائيات أن نسب من سجلوا شفاء تاما من المرض من إجمالي المرضى المسجلين حول العالم وصلت إلى 30%.
أخيرا عزيزي القارئ دائما مانقول في الإعلام "صدق نصف ماترى وربع ماتسمع"، وذلك في الإعلام، أما عن منصات التواصل الاجتماعي غير الرسمية أو غير الحكومية فأنا أقول لاتصدق كل ماتراه، وحاول دوما البحث عن المعلومة من منبعها الأول ومصدرها الرسمي فهو الأكثر دقة دوماً، أما في الإمارات فأعيد القارئ الكريم إلى أحدث تقارير العالمية حول القدرات الإماراتية المتميزة ليس فقط بامتلاكها منظومة متطورة جدا للوقاية والمتابعة، بل لتدخل الإمارات بقوة في "طريق مكافحة توابع كورونا المستجد".
إشادات عالمية كثيرة نالتها دولة الإمارات مؤخرا سجلت في كبريات المنظمات الدولية حول الكفاءة العالية التي يتمتع بها النظام الصحي والوقائي في الدولة، والإجراءات الاحترازية العاجلة والناجعة التي اتبعتها المؤسسات الصحية في الإمارات لمكافحة انتشاره والتي أثبتت جدارتها، وحتى الآن سجلت الإمارات بفضل الله أقل أعداد الإصابات المؤكدة كما سجلت شفاء مايقارب ثلث المصابين، وهي مركز عالمي نابض، يزورها ويتنقل عبر معابرها ومطاراتها وعلى أرضها ملايين المسافرين والزوار يوميا، فشكرا لقيادةٍ تابعت ووجهت، ولكوادر عملت وأنجزت، ولمواطنين ومقيمين على قدر كبير من الوعي والإدراك لحقيقة الأمور وحجمها الطبيعي.
Tajalradi@
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة