تقديم لقاح كورونا لـ40.48% من سكان الإمارات
كشفت الدكتورة فريدة الحوسني المتحدث الرسمي عن القطاع الصحي في دولة الإمارات عن تقديم لقاح "كوفيد - 19" إلى 40.48% من إجمالي السكان في دولة الإمارات.
يأتي ذلك إضافة إلى النجاح في تطعيم 48.46% من فئة كبار السن، فيما يتم العمل حاليا مع الجهات الصحية المعنية على تحديد دورية أخذ اللقاح كما هو الحال مع اللقاحات الأخرى مثل لقاح الإنفلونزا الموسمية وذلك لضمان توفير المناعة المناسبة للأشخاص.
وأكدت الدكتورة فريدة الحوسني خلال الإحاطة الإعلامية الذي عقدتها حكومة الإمارات حول مستجدات فيروس كورونا المستجد "كوفيد – 19" أن دولة الإمارات أظهرت جاهزية نوعية في التصدي لأزمة فيروس "كوفيد-19" وقدمت نموذجا متميزا في احتواء الجائحة.
وقالت إن دولة الإمارات حققت إنجازا صحيا عالميا بتقديمها أكثر من 5 ملايين جرعة من لقاح كورونا بنسبة 52.56 جرعة لكل 100 شخص في حين تجاوز عدد الفحوصات أكثر من 28 مليونا وهو إنجاز يحسب لدولة الإمارات التي تؤكد يوما بعد يوم أنها نموذج يحتذى في مواجهة جائحة "كوفيد – 19".
وأضافت: "تواصل وزارة الصحة توفير التطعيم بجرعات لقاح "كوفيد-19" في معظم مرافقها الصحية مع إعطاء الأولوية الأهمية لتطعيم الفئات الأكثر عرضة للإصابة خاصة كبار السن من المواطنين والمقيمين من أصحاب الأمراض المزمنة وأصحاب الهمم حفاظا على صحتهم وسلامتهم بالإضافة للتركيز على الجرعة الثانية لجميع فئات المجتمع المختلفة التي تلقت الجرعة الأولى من اللقاح في الفترة السابقة".
وقالت: "نجحنا في الوصول إلى تطعيم 48.46 في المائة من فئة كبار السن وهو إنجاز يضاف إلى سجل دولة الإمارات سعيا للوصول إلى المناعة المكتسبة الناتجة عن التطعيم والتي ستساعد في تقليل أعداد الحالات والمضاعفات الناتجة عن المرض والذي سيسهم بدوره في السيطرة على فيروس "كوفيد 19".
وأشارت إلى أنه تم تقديم اللقاح لـ 40.48 في المائة من إجمالي السكان في دولة الإمارات ما يتوافق مع الخطة الموضوعة لتوفير اللقاح لـ50 في المائة من إجمالي السكان خلال الربع الأول من هذا العام.
وأكدت الدكتورة فريدة الحوسني أن دولة الإمارات بدأت حملة التطعيم بلقاحات كورونا بعد التأكد من سلامتها وفاعليتها والتأكد من استيفائها لجميع المواصفات العالمية.
وأوضحت أن اللقاح يهيئ الجسم لمحاربة الاصابة بالعدوى من الفيروس أو أنواع البكتيريا المختلفة وتحتوي اللقاحات على أجزاء غير نشطة أو ضعيفة من الكائن الحي الذي يسبب المرض أو الشفرة الجينية التي من شأنها خلق الاستجابة نفسها وتحفيز جهاز المناعة ويدفع ذلك الجهاز المناعي بالجسم إلى التعرف على الجسم الدخيل وإنتاج أجسام مضادة لتعلم كيفية محاربته.
ونوهت إلى أن لقاح سينوفارم يعمل باستخدام جزيئات فيروسية ميتة لتعريض النظام المناعي للجسم للفيروس دون المخاطرة بحدوث رد فعل عنيف ويعمل على تحفيز الجهاز المناعي للإنسان وتشكيل أجسام مضادة لمقاومة فيروس "كوفيد 19".
وأضافت أن لقاح "فايزر - بيونتيك" يعمل بتقنية الحمض النووي الريبوزي، ويعني هذا أنه يتم حقن جزء من الشفرة الجينية لفيروس كورونا داخل الجسم ما يحفزه على البدء في إنتاج بروتينات شبيهه بالبروتين الموجود على قشرة الفيروس بينما يعتمد لقاح أسترازينيكا ولقاح "سبوتنيك - في" (Sputnik V) على ناقل فيروسي أي أنه يستند إلى فيروس آخر هو فيروس (adenovirus) تم تعديله وإضافة جزيئات من فيروس كورونا المستجد ويعد الفيروس ضعيفا لكنه كاف لتحفيز الجسم لإنتاج الأجسام المضادة اللازمة لمقاومة المرض.
وذكرت الدكتورة فريدة الحوسني أن هناك العديد من الاختلافات التي تتعلق بطريق تصنيع اللقاحات وحفظها لكن بالرغم من هذه الاختلافات تتشابه اللقاحات في تحفيز الجسم و الخلايا المناعية لإنتاج أجسام مضادة ما يمنح الجسم الحصانة اللازمة في حال التعرض للفيروس.
وأوضحت أن التجارب السريرية لشركة سينوفارم أظهرت أن لقاحها بإمكانه أن يقلل فرص الإصابة بفيروس كورونا وأن يمنع المضاعفات الناتجة عن المرض لكن لا أحد يستطيع حتى الآن تحديد مدة استمرار الحماية كما هو الحال مع جميع اللقاحات المطورة للتصدي لفيروس كورونا.
ونوهت إلى أنه من الممكن أن ينخفض مستوى الأجسام المضادة على مدار شهور لكن الجهاز المناعي يحتوي أيضا على خلايا خاصة تسمى "خلايا الذاكرة " التي قد تحتفظ بمعلومات حول فيروس كورونا لفترات طويلة قد تصل لسنوات بمعنى أنه يمكن لهذه الخلايا أن تتذكر العامل الممرض في حالة مواجهة العدوى مرة أخرى وتقوم بتحفيز جهاز المناعة على إعادة إنتاج الأجسام المضادة المقاومة للفيروس.
وأضافت: "وجد الباحثون أن هذه الخلايا خضعت لدورات عديدة من الطفرات حتى بعد الشفاء وبالتالي كانت قادرة على إنتاج أجسام مضادة أكثر فاعلية من تلك التي أحدثتها العدوى في البداية كما أشارت الفحوصات المخبرية الإضافية إلى أن هذه الأجسام المضادة كانت قادرة أيضا على التعرف على السلالات المتحورة من الفيروس مثل السلالة الجنوب أفريقية".
وقالت الدكتورة فريدة الحوسني إنه بمتابعتنا لآخر المستجدات العلمية في موضوع السلالات المتحورة لفيروس "سارس كوفي 2" نجد أن الدراسات أوضحت تباين التطعيمات في درجة فعاليتها مع سلالة جنوب أفريقيا ولاتزال التطعيمات فعالة بالرغم من هذا التباين وبالتالي من المهم التأكيد على أهمية أخذ اللقاح واستكمال الجرعة الثانية لهذه اللقاحات".
وأضافت: "نعمل حاليا مع الجهات الصحية المعنية لتحديد دورية أخذ اللقاح كما هو الحال مع اللقاحات الأخرى مثل لقاح الإنفلونزا الموسمية وذلك لضمان توفير المناعة المناسبة للأشخاص".
وقالت الدكتورة فريدة الحوسني المتحدث الرسمي عن القطاع الصحي في دولة الإمارات: "تصلنا الكثير من التساؤلات حول أسباب التعرض للإصابة بالفيروس بالرغم من أخذ اللقاح وكما هي طبيعة عمل اللقاحات الطبية فإن أغلب الإصابات المسجلة تكون بعد الجرعة الأولى والأسباب تعود للتعرض للفيروس من المجتمع قبل تكون المناعة الكافية في الجسم للوقاية من المرض والتي يتوقع الوصول إليها بفترة لا تقل عن أسبوعين بعد الجرعة الثانية".
وتابعت: "ننصح جميع الأفراد بالالتزام وعدم التهاون بأخذ الجرعة الثانية لضمان الحصول على أعلى معدل للوقاية من المرض و الاستمرار في الإجراءات الوقائية حتى بعد الحصول على الجرعتين" .
وأشارت إلى أنه بالنسبة للأشخاص الذين تعرضوا للإصابة بالمرض بعد أخذ الجرعة الاولى وفي حال الإصابة بدون أعراض أو مع وجود أعراض بسيطة ننصحهم باستكمال الجرعة الثانية بعد الشفاء التام من المرض.
وأضافت أنه إذا كانت الأعراض متوسطة أو شديدة وتطلبت الدخول للمستشفى فعندها ننصح الأفراد بمراجعة الطبيب وعمل الفحوصات الخاصة بالمناعة لتحديد مدى الحاجة لأخذ الجرعة الثانية.
وأكدت أن اللقاحات تعد الوسيلة المثلى لهزيمة هذه الجائحة و كلما ارتفعت نسبة التطعيم في المجتمع زادت نسبة المناعة في هذا المجتمع وبالتالي كنا أقرب للوصول للتعافي فاكتساب المناعة الجماعية من خلال اللقاح هو الوسيلة الأنجح للقضاء على الفيروس.
وتوجهت الدكتورة فريدة الحوسني بالشكر إلى أفراد المجتمع للاستجابة الواسعة للحملة الوطنية للتطعيم كونها تمثل الخيار الأمثل للحفاظ على صحة المجتمع والوصول إلى مرحلة التعافي.
من جانبها قالت منى خليل مديرة إدارة الاتصال الحكومي في وزارة تنمية المجتمع الإماراتية- خلال حديثها عن الجهود المبذولة في دعم الصحة النفسية لمختلف فئات المجتمع - إن التوازن في الإجراءات التي تبنتها دولة الإمارات للتصدي لتداعيات أزمة كوفيد-19 أبرزت كفاءتها بتحقيق التوازن الاستراتيجي كركيزة أساسية للتعامل مع الأزمة.
وأكدت أن القيادة الرشيدة حرصت على تضمين المجتمع كأولوية ومراعاة كافة التأثيرات التي قد تنشأ بسبب الجائحة ودعمه بمبادرات وسبل وقائية تضمن سلامته واستقراره.
وأوضحت أن هذه الجائحة اتسمت بتأثيرها على جوانب مجتمعية عديدة لعل أبرزها الجانب النفسي الذي بدوره يؤثر على جميع الجوانب التي قد تسبب تداعيات إذا لم يتم التعامل معها بالشكل الصحيح.
وأضافت أنه من الضروري الاستباق بطرق وقائية داعمة للسلامة النفسية والحرص على توفير الدعم النفسي المتخصص بهدف الحفاظ على الصحة النفسية العالية.
وقالت منى خليل مديرة إدارة الاتصال الحكومي في وزارة تنمية المجتمع إن وزارة تنمية المجتمع الإماراتية تواصل جهودها الحثيثة عبر حزمة من المبادرات والخدمات لضمان دعم المجتمع لتجاوز التحديات المصاحبة لجائحة كوفيد - 19 فقد تكفلت دولة الإمارات بسداد تكاليف العلاج للحالات الحرجة المصابة بـ "كوفيد-19" عن طريق الخلايا الجذعية كما تكفلت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي برعاية أسر المتوفين كافة بسبب الفيروس من جميع الجنسيات في الدولة.
وذكرت أنه سعيا لتعزيز الصحة النفسية في المجتمع تم إطلاق مبادرة "خط الدعم النفسي" للعاملين في الخطوط الأمامية من خلال تخصيص خط هاتف منفصل لتقديم الدعم المعنوي والنفسي لأبطال خط دفاعنا الأول.
وأشارت إلى أن هذه المبادرة تأتي في إطار الجهود والاهتمام الذي توليه القيادة الرشيدة لدعم أبطال خط الدفاع الأول في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد على مستوى الدولة.
وأوضحت منى خليل أنه تم توفير "خط الدعم النفسي" لأفراد المجتمع كافة لتمكينهم من مواجهة التحديات النفسية التي خلفتها الأزمة وذلك من خلال قنوات اتصال هاتفي و إلكتروني تحفظ خصوصية الأفراد وأمنهم فيما تم إطلاق مبادرة "نحن أهلكم" لكبار المواطنين و التي تهدف إلى تحقيق التماسك الأسري والتلاحم المجتمعي بالإضافة إلى إطلاق حملة "أنت مهم" والتي استهدفت فئة العمال لتعزيز الاهتمام بالصحة النفسية.
وأضافت أنه في إطار الحرص على دعم و تمكين الأسرة وأفرادها تواصل وزارة تنمية المجتمع تقديم خدمة "تآلف" للاستشارات الأسرية المجانية "عن بعد" إضافة إلى حلقات "تآلف لايف" التي يجري بثها أسبوعيا عبر حساب الوزارة على موقع "أنستقرام" لتقديم الإرشاد الأسري والخدمات الاستشارية المجانية "عن بعد" لجميع أفراد المجتمع.
وأشارت إلى أنه تم كذلك إطلاق الحملة الوطنية للدعم النفسي "لا تشلون هم" والتي تواصلت 7 أسابيع عبر منصات التواصل الاجتماعي وحققت أكثر من 900 ألف تفاعل ومشاركة من مختلف فئات المجتمع.
وأكدت أن دولة الإمارات تعد مثالا حيا للتسامح والتعايش وقبول الآخر حيث تضم أكثر من 200 جنسية تنعم بالحياة الكريمة والاحترام والتسامح الذي يعد بوابة للسعادة النفسية والصحة المجتمعية.
وقالت إن دورنا كبير كأفراد في هذا المجتمع المتفرد في تركيبته فكل فرد داعم أساسي للآخر وهي النقطة الأولى التي تسهم في تكوين المناعة النفسية القوية وتعد الأساس في الوقاية من الأمراض والتداعيات الأخرى.
وأهابت بأهمية التركيز على فئات المجتمع التي تحتاج الدعم النفسي بشكل كبير كالأطفال وكبار السن وتثقيفهم بالممارسات الإيجابية والنشاطات الداعمة للسلامة النفسية.
وقالت إنه في هذه الجائحة من الطبيعي أن يصاب الشخص بالقلق ولذا يتعين علينا اتخاذ العديد من التدابير للحفاظ على الصحة النفسية بالابتعاد عن مصادر القلق والشائعات و ممارسة الرياضة والتواصل مع الأهل والأقارب والأصدقاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع العمل بالحكمة القائلة: "تفاءلوا تصحوا" فالتفاؤل يمنح صاحبه حالة من الإيجابية ويرفع الهمم ويريح النفس.