"التخريب الذاتي".. حرب البروتينات وكورونا داخل الجسم
معروف أن حالات المرض الشديد الناجمة عن "كوفيد-19" تؤدي لحالة غامضة يهاجم فيها جهاز المناعة الخلايا السليمة بدلًا من المصابة بالعدوى.
وتعرف هذه الحالة من "التخريب الذاتي" باسم "عاصفة السيتوكين" ويمكنها أن تكون مميتة، لكن ناضل الباحثون لفهم كيفية عملها وكيف يمكن معالجتها، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
ونظر بحث جديد في تطور عدوى فيروس كورونا المستجد بين الفئران، ووجد أن عاصفة السيتوكين هي دائرة مفرغة، تؤدي لفرط إنتاج نوعين من البروتينات، هما: عامل نخر الورم ألفا، وإنترفيرون جاما.
ويعمل الاثنان معًا ليسببا الحالة الخطيرة التي يمكن أن تؤدي للإصابة بالتهابات، وتلف الأعضاء، والوفاة في النهاية.
لكن وجدت الدراسة أن الأجسام المضادة الموجودة مسبقًا والمصممة لمكافحة تلك البروتينات هي طريقة فعالة لمنع الوفيات بين الحالات المرضية الشديدة لـ"كوفيد-19".
وقالت المؤلف المساعد بالدراسة ثيرومالا ديفي كانيجانتي من مستشفى سانت جود لبحوث الأطفال في ولاية تينيسي إن فهم السبل والآليات التي تؤدي لهذه الالتهابات تعتبر عاملًا مهمًا لتطوير استراتيجيات علاجية فعالة.
وفي فترة مبكرة من الجائحة، ظهرت أدلة على فرط إنتاج السيتوكين، وأطلق العلماء على الحالة "عاصفة السيتوكين"، وهي تؤدي إلى التهابات في الجهاز التنفسي وتلف بالرئة وفشل الأعضاء والوفاة بين مرضى فيروس كورونا المستجد الذين يعانون مرضا شديدا، لكن كانت طريقة عملها محل غموض حتى الآن.
وركزت الدكتور كانيجانتي على السيتوكينات الأكثر شيوعًا بين مرضى "كوفيد-19"، وأجرت مقارنة على الفئران. وبدأ الباحثون بدمج السيتوكينات وجربوا 28 تركيبة مختلفة منها، ليتسبب واحد منها فقط في الاستجابة المميتة.
وتبين أن عامل نخر الورم ألفا وإنترفيرون جاما هما ما يتسببان في العملية التي تؤدي إلى 3 سبل تقتل الخلايا، وهي: بيروبتوسيس، وأبوتوسيس، ونكروبتوسيس، وجميعها تعمل بطرق مختلفة قليلًا، لكنها جميعًا آليات محددة تقتل الخلايا.
ومن خلال تحديد تلك السبل، يعلم الباحثون الآن ما يمكن استهدافه باستخدام العقاقير لعلاج الحالة. وتوجد بالفعل الأجسام المضادة التي تستهدف وتحيد هذين السيتوكينات، وتستخدم في علاج أمراض التهابية أخرى.