علاج أعراض كورونا.. 8 أدوية رهن الموافقة
تعمل شركات صناعة الأدوية حول العالم على التوصل إلى أدوية لعلاج مرض "كوفيد -19"، استكمالا لحملة اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.
وهناك حاليا 8 أدوية لعلاج مرض "كوفيد -19"، في مراحل مختلفة من عمليات الموافقة عليها من جانب وكالة الأدوية الأوروبية، وتشمل عقاقير الأجسام المضادة التي يتم استخدامها بالفعل مع حالات المرض الخفيفة.
ومن الممكن أن تمثل هذه الأدوية، أداة إضافية ضمن الجهود المبذولة حاليا لوقف انتشار الوباء، والمساعدة في حماية الأشخاص الذين لم يحصلوا على اللقاح بعد، خاصة أولئك الذين لا يستطيعون ذلك.
ولم يتم حتى الآن تطوير أي أدوية مخصصة لعلاج مصابي فيروس كورونا، والموافقة على استخدامها مع جميع المرضى، ولذلك يعيد الأطباء استخدام العلاجات الحالية لعلاج بعض المضاعفات الناتجة عن الإصابة بمرض "كوفيد -19" لدى بعض الحالات.
معالجة المضاعفات
وعلى سبيل المثال، يتم إعطاء الكثير من المرضى الذين يتم نقلهم إلى المستشفيات، أدوية لسيولة الدم، وذلك لأن "كوفيد -19" يزيد من خطر الإصابة بتجلط الدم، والنوبات القلبية، والسكتة الدماغية. كذلك، غالبا ما يتم إعطاء المضادات الحيوية للحماية من حدوث الالتهابات البكتيرية المحتملة.
وتكمن صعوبة علاج مرض "كوفيد -19" في التكوين البيولوجي للفيروس، بحسب ما كتبه مؤخرا عالم الأحياء الجزيئي السويسري، إيمانويل وايلر، في صحيفة "برلينر تسايتونج"، حيث يقول إنه في حال أصيب المرء بفيروس سارس كوفيد -2، فإنه لا تظهر عليه أعراض في البداية.
وأضاف وايلر، الذي يجري بحثاً في مركز "ماكس ديلبروك للطب الجزيئي" ومقره برلين: "عندما يصاب المرء بالسعال أو التهاب الحلق، فإن جهازه المناعي، في معظم الحالات، يكون قد بدأ بالفعل في محاربة الفيروس. والحال هو نفسه مع الإنفلونزا، حيث أن الأدوية التي تستهدف الفيروس بصورة مباشرة غالبا ما تأتي بعد فوات الأوان."
نتائج متضاربة
ويعد "ريمديسيفير" هو الدواء الوحيد –حتى يوليو/ تموز من عام 2020- الذي حصل على موافقة تسويقية مشروطة في الاتحاد الأوروبي.
وقامت شركة الأدوية الأمريكية "جلياد ساينسز" بتطوير العقار وبيعه تحت الاسم التجاري "فيكلوري"، حيث يتم وصفه للاستخدام في معالجة مرض "كوفيد -19" البالغين والمراهقين (الذين تتراوح أعمارهم بين 12 عاما وأكثر، والذين لا يقل وزنهم عن 40 كيلوجراما) فقط، من المصابين بالتهاب رئوي يتطلب الاستعانة بأنابيب أكسجين، ولكن دون أن يتعين وضعهم على أجهزة تنفس صناعي.
ووجد العلماء أن عقار "ريميديسفير" الذي تم تطويره في الأصل لعلاج فيروس إيبولا، يمنع تكرار الإصابة بمجموعة واسعة من فيروسات كورونا التي تصيب البشر والحيوانات أيضا.
ومع ذلك، فقد أصدرت منظمة الصحة العالمية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، توصية مشروطة بعدم استخدام "ريميديسفير" مع المرضى الذين تم نقلهم إلى المستشفيات، بغض النظر عن حدة المرض لديهم، حيث قالت المنظمة إنه لا يوجد دليل في الوقت الحالي على أنه يحسن من معدلات البقاء على قيد الحياة لدى هؤلاء المرضى.
وقامت اللجنة الاتحادية المشتركة بألمانيا - وهي أعلى هيئة لاتخاذ القرار في البلاد- في منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي، بتقييم عقار "ريميديسيفير" بسبب تأثيره الضعيف على الأشخاص الذين يعانون من حالات مرضية متوسطة من "كوفيد -19"، وانعدام تأثيره تماما على حالات المرض الشديدة.
الدواء المركزي
ورغم أن عقار "ديكساميثازون" المضاد للالتهاب لم يحصل على موافقة رسمية من جانب الاتحاد الأوروبي لاستخدامه ضد فيروس كورونا، يقوم الأطباء في ألمانيا باستخدامه مع بعض المرضى الذين يتم نقلهم إلى المستشفيات.
ويطلق عليه "إيمانويل وايلر" اسم "الدواء المركزي لعلاج كوفيد -19"، حيث يتم إعطاؤه لمنع رد الفعل المناعي المفرط المعروف باسم "عاصفة السيتوكين"، وهي مرحلة شديدة الالتهاب تحدث غالبا لدى مرضى "كوفيد -19" الذين يصابون بالالتهاب الرئوي.
وبحسب معهد "روبرت كوخ" المسؤول عن مكافحة الأمراض والوقاية منها في ألمانيا، فقد ثبت أن "الديكساميثازون" هو الأكثر فعالية بين مرضى "كوفيد -19" الذين يحتاجون إلى وضعهم على أجهزة تنفس صناعي، ولكن المعهد حذر من أنه في حال استخدامه مع حالات المرض الأقل خطورة، فمن الممكن أن "يكون ضارا".