كورونا يكشف عورات النظام الصحي في بريطانيا
الأطباء يعولون على التنسيق الوثيق لوحدات الرعاية المركزة مع تصاعد الأزمة؛ لضمان توفير أسرة للمرضى الأكثر إعياءً
حذَّر خبراء من أنَّ بريطانيا قد تواجه أزمة طبية كبيرة فيما يتعلَّق بالتعامل مع حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد (كوفيد - 19) الذي سجّل 115 إصابة وحالة وفاة واحدة في البلاد.
ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، كشف أطباء بريطانيون عن عجز كبير تعانيه المنظومة الصحية في بريطانيا، ما قد يضطرهم إلى عدم تقديم الرعاية الصحيّة المنقذة للحياة إلى الحالات الميؤوس منها ومنح الأولوية لمن فرصهم أكبر في النجاة.
وقال الدكتور جورج بريستلي، الطبيب بالعناية المركزة في مدينة يوركشاير شمالي إنجلترا، إنَّ البلاد تعاني من نقص في أجهزة التنفس الاصطناعي وأسرة الرعاية المركزة المكتظة، ما يجبر الأطباء على شراء كماماتهم الخاصة وأغطية الرأس.
وأضاف أنهم إذا لم يحصلوا على أجهزة تنفس صناعي جديدة لإنقاذ المرضى "فسينتهي الأمر بالموت.. لا أريد إثارة المخاوف، لكن أريد أن يولي أحد اهتماما للأمر".
وحتى الآن، خضع نحو 18 ألف بريطاني لفحوصات فيروس كورونا الجديد، ويسعى الخط الوطني للطوارئ لإبقاء الحالات الأقل خطورة بعيدا عن المستشفيات.
ويعول الأطباء على التنسيق الوثيق لوحدات الرعاية المركزة مع تصاعد الأزمة؛ لضمان توفير أسرة للمرضى الأكثر إعياءً.
وتحتل بريطانيا المرتبة قبل الأخيرة في أوروبا فيما يتعلَّق بعدد أسرة الرعاية المركزة للفرد، طبقا للاتحاد الأوروبي.
ورجحت دراسة صادرة عام 2011 أن بريطانيا لديها سُبع عدد أسرة الرعاية المركزة الموجودة بالولايات المتحدة.
وتتخطى نسبة إشغال أسرة العناية المركزة بانتظام نسبة 90%، أي أعلى بنحو 20 نقطة مئوية عما يعتبره خبراء الرعاية المركزة آمنا.
وبالنسبة لمرضى فيروس كورونا الجديد الذين يعانون حالات خطرة، قد يشكل الأمر مشكلة.
وطبقا لتقديرات الدكتور بريستلي، قد يحتاج مئات الأشخاص من بين السكان البالغ عددهم مئات الآلاف في منطقته إلى دعم أجهزة التنفس مع انتشار الفيروس، لكن وحدته بها 17 سرير عناية مركزية فقط، وقد يستخدم الأطباء 18 سريرا أخرى موجودة في غرف العمليات.
لكنه أشار إلى احتمال اضطرارهم إلى عملية فرز قوية بخصوص المرض، بحيث يحصل فيها المرضى أصحاب الفرص الأكبر للنجاة على الأجهزة.
aXA6IDMuMTM4LjEwMS4yMTkg جزيرة ام اند امز