اللبنانيون يستقبلون "رمضان" بجيوب خاوية.. أزمة "صحن الفتوش"
ترخي الأزمة الاقتصادية في لبنان بثقلها مع بدء شهر رمضان المبارك بما تحمله من غلاء فاحش، تأثر به معظم الأسر اللبنانية.
وبلغت أسعار الخضار واللحوم نسبة مُرتفعة جداً عن أسعار السنة السابقة حتى إنها كادت تصل إلى 311% عن العام الماضي، وسط أزمات معيشية معقدة وجيوب خاوية.
في الوقت نفسه أظهرت نتائج دراسة أجراها مرصد الأزمة، في الجامعة الأمريكية في بيروت، عمق الأزمة بالأرقام.
فقد زاد مؤشر الفتوش الذي تصدره الجامعة في شهر رمضان من كل عام ويتضمن أسعار 14 مادة تكوّن سلطة الفتوش.
وفي نظرة إلى تطور "مؤشر الفتوش" منذ 2018 مع محاكاة لما ستكون كلفته في رمضان هذا العام بناءً على أسعار المكونات في أواخر شهر مارس/آذار 2022، يظهر ارتفاع المؤشر بنحو 65% هذا العام مقارنة مع العام الفائت، والذي كان قد ارتفع 152% عن عام 2020.
وفي هذا الإطار، قام باحثو مرصد الأزمة بدراسة مؤشر الفتوش وهو يتضمن أسعار 13 مادة تكوّن سلطة الفتوش .
وتقدر كلفة تحضير الفتوش يومياً لعائلة مؤلفة من خمسة أشخاص عند بداية شهر رمضان هذا العام حوالي 24,685 ليرة مقارنة مع 14,985 ليرةعام 2021 وحوالي 5,945 ليرة عام 2020. وبالتالي، ستصل كلفة الفتوش فقط لعائلة مؤلفة من خمسة أفراد الى ما يقارب الـ 765,000 ألف ليرة خلال شهر كامل، أي ما يوازي 117% من قيمة الحد الأدنى للأجور.
كما أشارت البيانات إلى أن أسعار السلع الغذائية بشكل خاص تشهد ارتفاعاً خلال شهر رمضان نظراً لزيادة الطلب عليها، تُقدر كلفة الإفطار اليومي المؤلف من مكونات وجبة أساسية للفرد الواحد بـ 38,700 ليرة (بناء على أسعار السوق بتاريخ 14 مارس/آذار 2022). وبالتالي تحتاج أسرة مؤلفة من 5 أشخاص إلى 193,500 ليرة يومياً، والى حوالي 5 ملايين و800 ألف ليرة خلال شهر رمضان هذا العام. وهذه الكلفة لا تتضمن المياه و العصائر و الحلويات، وكذلك لا تتضمن فاتورة الغاز و الكهرباء ومواد التنظيف.
وفي مقارنة مع السنوات الماضية، يظهر الارتفاع في كلفة وجبة الإفطار الأساسية خلال شهر رمضان من حوالي 445 ألف ليرة عام 2018، و467 ألف عام 2019، و600 ألف ليرة عام 2020، ليقفز بشكل تصاعدي الى مليون و435 ألف عام2021، وإلى 5 ملايين و804 آلاف ليرة عام 2022.
وجزمت أن أكثرية العائلات في لبنان ستعاني في تأمين السلع والمكونات الأساسية لموائدها خلال شهر رمضان هذا العام.
وخلصت إلى أن الأسر في شهر رمضان هذا العام ستتكبد (8,6) الحد الأدنى للأجور لتأمين إفطارها.