خطاب رئيس الفيدرالي الأمريكي في جاكسون هول.. نبرة مختلفة وتوقعات خطيرة
ينتظر رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، وزملاؤه في البنك المركزي مواجهة حاسمة لعدد من التحديات المختلفة، في ندوة جاكسون هول
هذه المرة يواجه المسئولين بالفيدرالي الأمريكي تحديات تختلف عن تلك التي واجهوها قبل عام في ندوة جاكسون هول الاقتصادية السنوية التي انطلقت يوم الخميس.
إذ أنه في أغسطس/آب من عام 2023 الماضي، كان التركيز على مدة بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لمكافحة التضخم الذي وصل إلى مستويات لم تشهدها الأسواق العالمية منذ عقدين.
خفض الفائدة والتضخم وسوق العمل
أما هذا العام، مع تزايد الإشارات على تباطؤ التضخم وسوق العمل، فقد تحولت الأنظار إلى حجم الخفض المتوقع لأسعار الفائدة، وليس ما إذا كان سيتم الخفض في سبتمبر/أيلول المقبل.
ويترقب المستثمرون اليوم الجمعة خطاب "باول" المرتقب الذي يتم بث عبر قناة يوتيوب لمنتدى جاكسون هول، في الساعة 17:00 بتوقيت القاهرة، لما سيحصلون عليه من رؤية أوضح حول مستقبل السياسة النقدية من خلال هذه الكلمة وما ستكشف عنه.
وفي مؤتمر صحفي عُقد في 31 يوليو/تموز عقب آخر اجتماع للاحتياطي الفيدرالي، أشار باول إلى أن خفضًا بنسبة 25 نقطة أساس قد يكون ممكنًا في الشهر المقبل، بينما استبعد احتمالية اتخاذ خطوة أكبر مثل خفض بنسبة 50 نقطة أساس.
ووفقًا لمحضر اجتماع يوليو/تموز الذي صدر يوم الأربعاء، أبدى "عدة" من صناع السياسات في الاحتياطي الفيدرالي أن هناك "مبررًا معقولًا" لخفض أسعار الفائدة بنسبة 25 نقطة أساس في ذلك الاجتماع.
كما اتفقت "الغالبية العظمى" من المشاركين على أن خفض أسعار الفائدة في سبتمبر "مرجح" إذا أظهرت البيانات حول الأسعار والوظائف اتجاهًا إيجابيًا.
ويبدو أن هذه الحجة قد أصبحت أقوى مع ظهور المزيد من المؤشرات على تباطؤ التضخم وتراجع سوق العمل منذ اجتماع يوليو.
كما وأظهرت التعديلات التي أصدرتها وزارة العمل يوم الأربعاء أن الاقتصاد الأمريكي قد وظف 818,000 شخصًا أقل مما كان يُعتقد سابقًا حتى مارس 2024، مما يدل على أن سوق العمل قد بدأ في التباطؤ منذ فترة.
نبرة مختلفة من باول
من المحتمل أن يكون نبرة باول مختلفة بشكل كبير هذا الجمعة، في ظل قراءات التضخم المشجعة التي أكدت تقدم الاحتياطي الفيدرالي.
يتوقع بعض مراقبي الاحتياطي الفيدرالي من باول عدم تقديم توقع محدد لشهر سبتمبر، ولكن بدلاً من ذلك تذكيرهم بأن الاحتياطي الفيدرالي سيولي اهتمامًا كبيرًا بسوق العمل مع تزايد ضعفها.
وقال ويلمير ستيث، مدير محفظة السندات في "ويلمنغتون ترست": "باول يريد أن يكون شفافًا جدًا، لكنني بصراحة لا أعتقد أنه يعرف بعد مقدار خفض الفائدة في سبتمبر." وأضاف: "من المحتمل أن تراهم يركزون أكثر على ضمان عدم تزايد البطالة بشكل أكبر."
الاحتياطي الفيدرالي لديه تفويض مزدوج للحفاظ على استقرار الأسعار والحفاظ على عدم ركود الاقتصاد. يتزايد أهمية التوظيف مع ارتفاع معدلات البطالة، مما يزيد من الضغط على الاحتياطي الفيدرالي للتحرك. في يوليو، ارتفع معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 4.3% — وهو أعلى مستوى له منذ أكتوبر 2021.
قرارات أكثر عدوانية
من جهتها قالت إستر جورج، الرئيسة السابقة لبنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي في تصريحات سابقة إنها تتوقع أن يقوم باول بشيء مشابه لما فعله في خطابه في عام 2018.
لكن جورج اعترفت بأن الجميع سيبحثون عن إشارات في الخطاب حول ما سيفعله الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر.
وتبدو توقعات السوق، كما قالت، "أكثر عدوانية مما قد تشير إليه التوقعات، مع نمو الاقتصاد فوق المستوى المحتمل."
وأضافت: "أعتقد أنهم سيواصلون خفض الفائدة في مسار تدريجي، لكنني أعتقد أنهم سيبقون أعينهم على تقدم التضخم حتى وهم يبدأون عملية خفض الفائدة."
قد يضطر مراقبو الاحتياطي الفيدرالي إلى الانتظار لما بعد هذا الأسبوع للحصول على تأكيد أكبر بشأن ما قد يحدث في سبتمبر. ومن المتوقع أن يكون لتقرير الوظائف لشهر أغسطس، المقرر إصداره في 6 سبتمبر، أهمية خاصة.
أي مفاجأة في ذلك التقرير قد تغير حسابات الاحتياطي الفيدرالي، فقد أدى تقرير الوظائف الأضعف من المتوقع في يوليو إلى أسوأ عمليات بيع في سوق الأسهم لهذا العام، مما دفع بعض مراقبي الاحتياطي الفيدرالي للمراهنة على خفض قادم بنسبة 50 نقطة أساس.